شكل سقوط اللواء 310 مدرع، على بعد نحو 50 كيلومتراً عن العاصمة اليمنية صنعاء، وتحديداً في مدينة عمران، في يد الحوثيين مرحلة مفصلية في تاريخ نهب أسلحة ومقدرات الجيش اليمني من قبل المتمردين.
وانتهى الحال بالمعسكر كنقطة انطلاق لمعداته وآلياته بما فيها الدبابات باتجاه محافظة صعدة، معقل المتمردين، ليشكل إضافة كبيرة لقدرات الحوثيين العسكرية التي بنتها خلال حروبها الست مع السلطات الحكومية.
ولم تمر 3 أشهر حتى كانت أبواب صنعاء والمؤسسات الحكومية ومقرات قيادة الجيش ومعسكراته تفتح أمام الميليشيات الحوثية بفضل تواطؤ من قادة ووحدات عسكرية موالية للمخلوع صالح. كما شكل معسكر الفرقة الأولى مدرع، بقيادة علي محسن الأحمر، هدفاً رئيساً للحوثيين الذين حولوا أسلحة المعسكر إلى غنيمة لهم.
ووصل النهب إلى مقر قيادة القوات المسلحة ورئاسة الأركان وغيرها من المرافق الاستراتيجية والحيوية التي غادرتها الدبابات والمدرعات نحو المجهول، وإلى سيطرة الحوثيين بدعم من حليفهم المخلوع على ألوية الصواريخ، ليشبه البعض ما حدث باستيلاء مجنون على قطعة سلاح نوعي.
ورأى مراقبون أن هذا الجنون اتضح جلياً من خلال قيام الميليشيات بتنفيذ مناورة عسكرية قرب الحدود السعودية، بالتزامن مع خطاب معادٍ وتحريضي لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، ضد المملكة، وهو ما شكل تهديداً مباشراً لأمن السعودية ودول الخليج.