خلافاً للتقارير التي تحدثت عن أن سد الفرات (سد الطبقة) أكبر سدود سوريا لم يتعرض لأي أضرار، أصدر مهندسون كانوا يعملون في السد بيانا مفصلا يؤكد تخريب غرفة التحكم في السد، ويحذر من فيضان المياه وربما انهيار السد.
ويمكن أن يؤدي انهيار السد إلى تدمير مدينة الرقة بالكامل وكذلك مدينة دير الزور والبوكمال، وهو ما قد يؤدي إلى مقتل مئات الآلاف وتدمير البنية التحية لهذه المدن واتلاف الثروة الزراعية والحيوانية وطمس جميع المعالم الأثرية الواقعة بين مدينة الرقة والحدود العراقية.
ونشر "مهندسو سد الفرات" تقريرا، مبنيا على فيديوهات وصور، أكدوا فيه أن "مجموعه الصور والفيديوهات التي تم بثها من قبل التحالف وداعش تظهر بشكل واضح جدا لا يقبل الشك أنها تابعة لجسم سد الفرات وغرفة عملياته المسؤولة بشكل مباشر عن قيادة مجموعات التوليد من "تشغيل وإيقاف ووصلها مع الشبكة".
وأوضح التقرير أن غرفة العمليات محترقة بخلاف ما تصرح به قوات "سوريا الديمقراطية". وأكد المهندسون أن ذلك يعني فقدان السيطرة على قيادة المحطة.
وأضاف المهندسون أن "خروج المحطة عن العمل سيؤدي إلى غرق المحطة نفسها بسبب توقف مضخات نضح المياه داخلها وبذلك نكون قد خسرنا المحطة"، محذرين من "ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الطبقة إذا استمر تدفقها من تركيا وسيصل إلى منسوب حرج وخطير غير مسموح به يؤدي إلى فيضان المياه من أعلى جسم السد، وإن استمر الوضع على ما هو عليه فإن الكارثة قادمة لا محال وهي انهيار السد وقتل مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء".
وأوضح التقرير أن إعطاء مهله 4 ساعات من قبل قوات "سوريا الديمقراطية" لإصلاح الضرر الكبير الحاصل في سد الفرات غير كاف للعمل أو حتى لتقييم الضرر بسد الفرات حيث تحتاج هذه الورش الفنية إلى ما لا يقل عن ثمانية وأربعين ساعة.
ودعا "مهندسو سد الفرات" إلى وقف العمليات العسكرية على مقربة من سد الفرات فورا، والتنسيق مع الحكومة التركية من أجل تخزين المياه ضمن بحيرات سدودها ريثما يتم حل المشكلة.
وكذلك توفير المولدات المناسبة لتغذية الرافعة الإطارية في أعلى المحطة لرفع بوابات المفيض لأن هذا العمل لا يتم آليا.
ويبلغ طول سد الفرات 4.5 كيلومتر، ويصل ارتفاعه أحيانا إلى 60 مترا، وتتشكل خلفه بحيرة كبيرة تحتجز كميات مياه تقدر بـ 14 ألف مليار متر مكعب.