وسعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصلاحيات الممنوحة للجيش، لتنفيذ ضربات في الصومال، ضد متمردي حركة الشباب.

وبموجب الصلاحيات غير المسبوقة، لن يكون الجيش الأميركي مضطرًا إلى تبرير الدفاع الشرعي عن النفس، لشنّ ضربات جوية.

كذلك، تمنح، مزيدًا من الاستقلالية في اتخاذ قرار بشن الضربات، إلى قائد القوات الأميركية في إفريقيا، الجنرال توماس والدوزر.

صلاحيات أكبر للجيش الأميركي، وحرية أكبر للطائرات الأميركية من دون طيار في الصومال.

والمقاتلات الأميركية، تراقب، وتلاحق، وتقصف قاعدة اليمن. وقوات برية أميركية إضافية، تصل إلى خطوط المواجهة ضد داعش، في سوريا، والعراق. والحديث يدور عن إرسال المزيد.

تبدو الهمة الأميركية العسكرية، لحسم المعركة ضد الإرهاب خاصة رأسه داعش، كبيرة.

ومعها تبدو تصريحات الرئيس الأميركي الذي جعل من شعاره "أميركا أولا" رمزا للانكفاء على القضايا الداخلية، مثيرة للاستغراب.

كما يبدو كلام ترامب إبان المعركة الانتخابية، متناقضا بشأن تحقيق نصر على الإرهاب، بعدد محدود للغاية من القوات البرية، لا يتضارب مع عقيدته القاضية بالحد من التزامات واشنطن في الخارج والرافضة كما يفترض لسياسة بناء الأمم.

انتقد ترامب في هذا الباب سياسة سلفه أوباما، الذي كان للمفارقة من أكثر الرؤساء الأميركيين سعيا للنأي بالقوات الأميركية عن الصراعات الخارجية.

واعتبر أنه السبب الرئيس في الفوضى التي عليها المنطقة الآن، وأن داعش تسلل إلى المنطقة من الفجوة التي تركتها الولايات المتحدة في العراق...

أما وقد فاز الرجل، فشتان بين القول والفعل.

كل تحركات واشنطن اليوم لا تدع مجالا للشك، بأن مقاربتها العسكرية ترمي إلى توسيع الدور المباشر في الصفوف الأمامية لقواتها الخاصة، وتوسيعِ رقعة عملياتها في أكثر من بقعة في العالم، من بوابة مكافحة الإرهاب المشرعة.

في كل الأحوال، كثير من أقوال ترامب تغيرت فور دخوله البيت الأبيض.

وقد يكون موقفه الرافض للزج بقوات برية في خطوط المواجهة في المنطقة، أحدها، وليس آخرها.