بعد الضربات الأميركية الصاروخية على القاعدة العسكرية وسط سوريا ردا على هجوم خان شيخون الكيماوي، توالت الردود المطالبة بمواصلة العملية الأميركية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن لواشنطن على ما يبدو رأيا مخالفا لهذه الأصوات.

وسارعت معظم الدول التي تعتبر أن الأسد فقد شرعيته وتطالب منذ سنوات برحيله، إلى الترحيب بالضربة الصاروخية التي استهدفت مطار الشعيرات، وذهب بعضها إلى أبعد من ذلك، حين شدد على ضرورة الاستمرار في الضربات على "المستوى الدولي".

ومن أبرز تلك الدول فرنسا، التي قال رئيسها فرنسوا هولاند إن العملية الأميركية "كانت ردا" من الولايات المتحدة على هجوم خان شيخون الكيماوي، الذي وقع يوم 4 أبريل الماضي، واتهمت عواصم غربية نظام الأسد بالوقوف وراءه.

وطالب أيضا بضرورة مواصلة الضربات "على المستوى الدولي في إطار الأمم المتحدة إذا أمكن، بحيث نتمكن من المضي حتى النهاية في العقوبات على بشار الأسد ومنع هذا النظام من استخدام الأسلحة الكيمياوية مجددا وسحق شعبه".

كما رحبت معظم فصائل المعارضة السورية بالضربة الصاروخية التي أسفرت، وفق المعلومات الأولية عن سقوط قتلى وتدمير طائرات وإلحاق أضرار بالمطار الذي استخدمته المقاتلات السورية لشن هجوم خان شيخون الكيماوي.

واعتبرت المعارضة أيضا أن ضربة واحدة غير كافية لاسيما مع وجود عشرات القواعد العسكرية التي تنطلق منها طائرات النظام السوري "لاستهداف المدنيين"، وطالبت الولايات المتحدة بمواصلة العمل العسكري لإسقاط "نظام الأسد".

بيد أن التصريحات الأولى التي خرجت من واشنطن، عقب الضربات الصاروخية، توحي أن إدارة دونالد ترامب سعت، من وراء هذه الخطوة العسكرية غير المسبوقة ضد النظام السوري، إلى توجيه رسالة لدمشق مفادها أن استخدام الكيماوي سيواجه برد قاس.

والولايات المتحدة تشن منذ سنوات ضربات في الأراضي السورية في إطار التحالف الدولي تستهدف حصرا داعش والجماعات المتشددة، ولم يسبق لها أن وجهت أي ضربة ضد النظام قبل استهداف مطار الشعيرات.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون"، وهو الكابتن جيف ديفيس، لصحفيين تعليقا على الضربة الأميركية، إن الهدف هو "ردع النظام عن القيام بذلك (الهجوم الكيميائي) مجددا، ونأمل في أن ينجح في ذلك".

وألمح إلى أن العملية العسكرية ليست جزءا من عملية أكبر و"أنها رد يتناسب" مع هجوم خان شيخون، قبل أن يرمي كرة الضربة الثانية في ملعب دمشق حين قال "سيعود للنظام أن يقرر ما إذا كانت ستكون هناك ضربات أخرى، لأن ذلك سيتقرر بناء على تصرفاته".