تسبب تنظيم داعش بحالة نزوح مفتعلة من الرقة على عكس ما يحدث في الموصل، بعد أن أثار هلع السكان عبر مكبرات الصوت بأن المدينة ستغرق جراء انهيار مرتقب لسد الفرات.
وبعيداً عن غاية التنظيم المتطرف من هذه الخطوة التي قد تهدف لتهريب بعض أفراده أو عائلاتهم من المدينة، إلا أن بعض السكان تركوا بيوتهم وغادروا وسط حالة خوف وجنون كما يروي هؤلاء النازحون، بحسب ما ذكرت قناة الآن الأحد.
وفقا لشهادات مدنيين فارين من مدينة الطبقة القريبة من الرقة شرق سوريا نشرت صحيفة فاينانشال تايمز مقالا عنونته بإسم "المدنيون الفارون من الرقة شهود على نهاية حكم داعش" يبرز تفاصيل ما يقع من فوضى في المدينة. وتقول الصحيفة إن ما حدث يؤشر لحالة انهيار في صفوف التنظيم.
وفي التقرير تشير الصحيفة إلى حالة من الفوضى التي رافقت عملية فرار جماعي للمدنيين من تلك المناطق، الخاضعة لسيطرة داعش، في وقت تكاد قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، تطبق حصارها على الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.
و كان التنظيم المتشدد قد نشر إشاعات عن احتمال انهيار سد الطبقة القريب من الرقة، ما أدى إلى فزع السكان، فبدئوا في الهروب من منازلهم تاركين وراءهم كل ما يملكون، ويحملون أطفالهم في اتجاه المناطق التي توجد فيها مخيمات اللاجئين، وتقع تحت سيطرة قوات المعارضة.
وتقول الصحيفة أن المواطنين فوجئوا بأن عناصر ما يسمى بهيئة الحسبة التابعة لداعش، فروا ولم يعد لهم وجود، بينما أطلق سراح السجناء الذين كانوا معتقلين من طرف ما يعرف شرطة "النهي عن المنكر" التابعة للتنظيم أطلق سراحهم وخرجوا كلهم من السجون.
ونقل التقرير شهادات عدد من المدنيين السوريين، الذي أكدوا أن الفوضى تسود صفوف مسلحي التنظيم، الذين اختفوا بعد أن كانوا يملؤون الشوارع قبل هستيريا انهيار السد.
ويخلص التقرير المستند إلى تصريحات شهود عيان، إلى أن خبر انهيار السد كان خدعة، لجأ إليها مسلحو التنظيم لخلق مناخ ملائم للفرار، بعد أن أفرغوا السجون والمستشفيات، ونقلوا الأجهزة إلى معاقل أخرى لهم.
و على صعيد آخر نزحت عشرات العوائل من قريتين غرب مدينة الرقة، شمالي سوريا، جراء المعارك الجارية في المنطقة بين داعش و قوات سوريا الديمقراطية
و ذكر ناشطون أن نحو 170 عائلة نزحت من قريتي هنيدة والمنصورة غرب الرقة، الخاضعتين لسيطرة التنظيم، باتجاه الريف الجنوبي للرقة ودير الزور، ونحو الحدود الأردنية.
كذلك نقل تنظيم داعش مقر ما يسمى بالحسبة في بلدة المنصورة إلى مكان آخر، دون تحديد الوجهة، كما أخلى مقر الشرطة، أمس الجمعة، من قرية هنيدة باتجاه الريف الجنوبي.