لا يجد المدنيون الذين يحاولون الهروب من مناطق سيطرة داعش في الموصل، قبل وأثناء المعارك بين القوات العراقية والتنظيم، ممرات آمنة توصلهم إلى بر الأمان، حيث أنهم غالباً ما يتعرضون لهجمات من مسلحي التنظيم، حسب ما كشفه المرصد العراقي لحقوق الإنسان.
وبحسب شبكة الرصد في المرصد، فإن ما لا يقل عن 25 مدنياً قتلوا منذ الأول من أبريل الحالي في شارع أبوزعيان في الضفة اليمنى للموصل والتي تُعد واحداً من "الممرات الآمنة" التي فتحتها القوات العراقية.
أبوعمر الحيالي، وهو نازح إلى الضفة اليسرى كان قد استخدم شارع أبو زعيان للهرب باتجاه القوات الأمنية مع عائلته وعوائل أخرى، قال خلال اتصال مع المرصد إنه "بمجرد محاولة الهرب من مناطق سيطرة التنظيم، يبدأ القناص باستهداف المدنيين"، مضيفاً: "رأيت امرأة وشاباً في العشرينات من عمره قد سقطا أمامي بسبب القناص. اختبأت وعائلتي لـ20 دقيقة خلف جدار كونكريتي هرباً من القناص. بعد ذلك تمكنا من اجتياز منطقة الخطر بمساعدة القوات الأمنية العراقية" كما جاء في تقرير أعده المرصد العراقي لحقوق الإنسان.
صفاء عمر (اسم مستعار لصحفي من الموصل) يتواجد بشكل مستمر في خطوط القتال الأمامية، قال خلال مقابلة مع المرصد إن "الممرات الآمنة المسيطر عليها نارياً من قبل عناصر تنظيم داعش، هما ممرا مستشفى نينوى الأهلي وشارع المحطة، وكذلك ممر شارع أبوزعيان باتجاه الصناعة القديمة".
وأضاف تقرير المرصد أن "القوات الأمنية العراقية تبذل جهداً كبيراً لمساعدة المدنيين في الهروب من مناطق الاشتباك، لكنها تواجه أيضاً إطلاق نار قناصة تنظيم داعش، ورغم هذا تُساعد تلك القوات عشرات العوائل يومياً على الوصول إلى بر الآمن لكن بعضهم يجرح وآخر يُقتل بالعبوات الناسفة أو قذائف الهاون أو برصاص القناص".
من جهته، قال مصدر طبي يساعد العوائل النازحة من مناطق الضفة اليمنى إن "العلاج يقدم لأكثر من 50 جريحاً يومياً تعرضوا للإصابة أثناء النزوح، بسبب استخدام التنظيم قذائف الهاون والعبوات الناسفة لاستهداف المدنيين الهاربين من مناطق سيطرته".
ذات المصدر تحدث أيضاً عن أن "الأطفال هم الأكثر تعرضاً للإصابات. والعوائل التي تفر من مناطق النزوح لا تعرف أي الطرق تسلك فجميعها مستهدفة من قبل التنظيم".
حكم خالد، وهو ناشط إغاثي من مدينة الموصل، شرح أن "طفلاً عمره 10 سنوات حاول مع أهله النزوح من منطقة الموصل الجديدة لكن سيارة مفخخة انفجرت أثناء دخولهم لإحدى الشوارع الملغمة مما أدى إلى مقتل 6 من أفراد عائلته، ورغم بقائه على قيد الحياة إلا أن ساقه اليسرى بترت ويرقد الآن في مستشفى غرب أربيل".
بدوره روى عامل إغاثة في مستشفى غرب أربيل أن "المستشفى استقبل خلال الأسابيع الماضية مئات الجرحى الذين فقد البعض منهم أطرافه أو تعرض للإصابة بجروح بليغة أثناء عملية النزوح، وهناك أيضاً قتلى بأعداد أخرى. هؤلاء جميعهم ضحايا تنظيم داعش".