ليست صدفة أن يشن تنظيم داعش هجوما بمركبة محملة بالمتفجرات على بوابة قاعدة توصف بأنها شديدة التحصين عند معبر التنف الحدودي مع الأردن، إذ فجر التنظيم سيارة مفخخة ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر المعارضة المسلحة وإصابة آخرين.

وفي حين أكد التحالف الدولي أن قواته وعناصر المعارضة المسلحة تمكنوا من صد الهجوم، ربط مراقبون بين هذا الهجوم الذي اعتبر استباقيا مع بدء العمل على خطة لتحريك الجبهة الجنوبية لتوسيع قاعدة التنف حتى تكون منطلقا للعمليات ضد داعش.

وحسب مصادر عسكرية تم بدء العمل مع التحالف الدولي لتحريك الجبهة وقتال داعش بموازاة المعركة المستمرة في المنطقة، من قبل فصائل المعارضة المسلحة هدفها محاربة التنظيم في المنطقة الجنوبية والاتجاه نحو المنطقتين الشرقية والوسطى.

وتعيد التطورات على الأرض الحديث عن التدخل الأردني في سوريا والاتهامات من قبل دمشق وداعش، ويبدو أن عمان اليوم لم تعد ترغب في التمسك بإعلان الحياد بعد أن طال الإرهاب عقر دارها.

الأردن يعيد حساباته فبعد إغلاق حدوده الشمالية وتغيير قواعد الاشتباك على طولها يتم الحديث اليوم عن مشاركته بريطانيا والولايات المتحدة في عمليات للقضاء على تنظيمات إرهابية تتحرك على الحدود الشمالية مع سورية، وعلى رأسها جيش خالد بن الوليد المحسوب على داعش.

أما سياسيا فكان للأردن مؤخرا مواقف لافتة من الأزمة السورية توجها الحديث عن مناطق آمنة بالتنسيق مع واشنطن، والوقوف إلى جانب الأميركيين في ضرباتهم الأخيرة على سوريا، والحديث عن رحيل الأسد في سابقة هي الاولى في خطاب عمان الرسمي.

وفي ضوء كل هذه التطورات ينتظر الأردن الضوء الأخضر لأداء دوره في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ولا شك أن ترتيب البيت الداخلي والاعتماد على دعم حلفائه سيمثل التيار اللازم لهذا الضوء.