أعلن قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري عن إنشاء قاعدة في ميناء بسا بندر ، الواقع بإقليم بلوشستان، جنوب شرقي إيران ، في نقطة حدودية مع باكستان، وذلك لـ "رصد السفن التي تعبر الخليج العربي"، على حد قوله.
ووفقا لوكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، أكد سياري خلال كلمة له في جمع من كوادر المنطقة الأولى التابعة للقوات البحرية للجيش الإيراني، الاثنين، أن تشكيل قاعدة قوية في منطقة "بسا بندر" جنوب شرقي البلاد، سيمكن إيران من الاطلاع على جميع المعلومات المتعلقة بالسفن العابرة في مياه الخليج".
وأضاف قائد القوات البحرية للجيش الإيراني أنه في السابق كان الإشراف الاستخباراتي للقوات البحرية للجيش ضعيفاً جداً فيما يخص تواجد السفن الأجنبية وكيفية عملها في مياه الخليج، إلا أن اليوم وبالإشراف الاستخباراتي الدقيق الذي تتمتع به القوات البحرية، فإننا نشرف بشكل تام على جميع التحركات سواءً أكان ذلك في المياه الإقليمية أو الحرة، على حد تعبيره.
احتكاك إيراني – أميركي في الخليج
وازداد مؤخرا الاحتكاك بين سفن وزوارق الحرس الثوري الإيراني بالسفن والطائرات الأميركية في الخليج العربي وبحر العرب، مما ينذر بخطر حدوث اشتباكات ومواجهات بين الطرفين.
قطعة بحرية إيرانية في مضيق هرمز
وفي 8 يناير/كانون الثاني الماضي، حصلت مواجهة بحرية بين مدمرة امريكية وزوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة مضيق هرمز، انتهت بإطلاق المدمرة الأميركية طلقات تحذيرية باتجاه الزوارق.
ويقول مراقبون إن إيران تهدف من وراء تهديد تواجد القوات الأميركية والبريطانية وغيرها، إلى السيطرة على ممرات الملاحة الدولية لكي تستمر بالعبث وإرسال السلاح إلى حلفائها في المنطقة كالميليشيات الحوثية في اليمن ونظام بشار الأسد في سوريا وميليشيات "حزب الله" في لبنان.
تهديد الملاحة الدولية
وفي 25 مارس/آذار الماضي، نفى المتحدث باسم القوات المسلحة الإیرانیة والقيادي بالحرس الثوري، العمید مسعود جزائري، حدوث احتكاك بين البحرية الإيرانية والقوات الأميركية المتواجدة في الخليج العربي، وذلك ردا على تصريحات قادة في البحرية الأميركية اتهموا إيران، الخميس، بتهديد الملاحة الدولية من خلال "الاحتكاك" بالسفن الحربية التي تمر عبر مضيق هرمز.
وقال مساعد أركان القوات المسلحة الإيرانية إن "الأمیركیین يتحملون المسؤولية عن أي توتر قد یحدث فی الخلیج، وبناء علیه فإننا نحذر من أنه یتعین على العسكریین الأمیركیین أن یغیروا أداءهم"، حسب تعبيره.
وكان قادة في البحرية الأميركية قالوا إن حاملة الطائرات "جورج إتش.دبليو.بوش"، تعرضت لاحتكاك من قبل مجموعتين من زوارق الهجوم السريع التابعة للبحرية الإيرانية اللتين اقتربتا من قافلة من 5 سفن بقيادة الولايات المتحدة عندما دخلت المضيق يوم الثلاثاء الماضي، في رحلة من المحيط الهندي إلى الخليج.
وأرسلت حاملة الطائرات الأميركية يوم الثلاثاء طائرات هليكوبتر للتحليق فوق الزوارق السريعة الإيرانية التي اقتربت إلى مسافة 870 متراً من حاملة الطائرات الأميركية. وقال القادة الأميركيون إن الواقعة انتهت دون إطلاق رصاصة واحدة.
وكانت هذه المرة الأولى التي تعبر فيها حاملة الطائرات الأميركية المياه الدولية في الخليج العربي بعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب وتتعرض للتهديد، وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وجرت المواجهة مع الزوارق التابعة للبحرية الإيرانية بينما كانت حاملة الطائرات في طريقها إلى الجزء الشمالي من الخليج للمشاركة في الغارات التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.
استفزازات إيرانية مستمرة
وفي 13 مارس/آذار الماضي، أعلنت إيران في تحرك استفزازي جديد، عن إرسال "المجموعة 45" من القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني والتي تتكون من مدمرة "نقدي" وسفينة اسناد "تنب" إلى خليج عدن وباب المندب، وذلك في ظل التوتر السائد جراء استمرار احتكاك الزوارق الحربية الإيرانية مع القوات الأميركية المتواجدة في المياه الدولية ومحاولات إيران الحثيثة لمد الانقلابيين والميليشيات في اليمن بالسلاح.
وزعمت وكالة "تسنيم" الإيرانية المقربة من الحرس الثوري، أن القطع الحربية الإيرانية تتجه إلى خليج عدن و باب المندب " في إطار الحفاظ على السفن التجارية الإيرانية" حيث ترسو حاليا في الموانئ العمانية.
تدريبات أميركية
يأتي هذا بينما أجرت القوات البحرية والجوية الأميركية مناورات في سواحل فلوريدا، في 3 مارس/آذار الجاري، لتدريب قواتها على مواجهة الزوارق الحربية الإيرانية التي تقوم بين الفينة والأخرى بتحركات تهدد سلامة الملاحة وتواجد القوات الدولية في الخليج العربي وبحر عمان.
زوارق الحرس الثوري الإيراني تتحرش بسفن أميركية
ونفذت المناورات التي سميت بـ"هجوم المطرقة" بمشاركة 35 زورقا حربيا سريعا مجهزة برشاشات، وترافقها مروحيات ومقاتلات حربية في قاعدة "اغلين" الجوية، حيث قامت بتدريب القوات الأميركية على مواجهة التهديدات المحتملة من جانب ميليشيات الحرس الثوري وقوات البحرية الإيرانية المتواجدة في الخليج.
وصعّدت البحرية الإيرانية من حركاتها الاستفزازية ضد القوات الأميركية في المنطقة منذ عمليات "عاصفة الحزم" التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس/آذار 2015 لإعادة الشرعية في اليمن.
وكانت البحرية الأميركية أعنت في فبراير الماضي، عن إرسال المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" إلى خليج عدن عقب استهداف الحوثيين للفرقاطة السعودية أواخر يناير الماضي، من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة إىرانياً. وقد أدى الهجوم على الفرقاطة إلى مقتل اثنين من البحارة السعوديين وجرح 3 آخرين.