لا يبدو أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية تهم الفرنسيين وحدهم، فمن المرجح أن يمتد تأثير "سيد (أو سيدة) الإليزيه" أيضا إلى عدد من الدول التي يظهر بها النفوذ الفرنسي.
وسيحمل الرئيس المقبل، إلى جانب أعبائه الداخلية في إدارة ملفات الدولة المهمة، أعباء أخرى تتمثل في الحفاظ على المصالح الفرنسية في شمال إفريقيا، حيث ترتبط باريس بعلاقات اقتصادية مهمة بعدد من الدول.
وستجري الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 7 مايو بين الوزير السابق المنتمي لتيار الوسط إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، بعد تصدرهما الدورة الأولى.
وبالنسبة لدول المغرب العربي، فإن الأنظار تتجه شمالا بانتظار الفائز في سباق الإليزيه، ولكل "رئيس جديد" خطة وحسابات.
ويبدو ماكرون، الذي كان الأسبق بكسب ثقة دول المغرب العربي، سواء بتحركات أو بتصريحات "ودودة"، المرشح المفضل لدى جاليات هذه الدول في فرنسا، التي تقدر بعشرات الآلاف.
وفي فبراير الماضي زار ماكرون الجزائر، ومن هناك أكد على أهمية "دور هذا البلد في تاريخ فرنسا وفي مستقبلها"، مشيرا إلى أن "هذه الزيارة أمر لا غنى عنه أثناء حملة انتخابية رئاسية فرنسية".
وقبل أيام غازل المرشح الشاب دول المغرب العربي مجددا، عندما أكد أنها "شريك اساسي" في إطار المبادرة الموجهة للبحر المتوسط وإفريقيا" التي يعتزم الشروع في تطبيقها في حال وصل لكرسي الرئاسة.
وعلى الجانب الآخر أثارت لوبان الجدل عندما قالت إن "الجزائر مدينة بالكثير للاستعمار الفرنسي".
كما يخشى أن تشن مرشحة اليمين المناهضة للهجرة لوبان حملة من التضييقات على المسلمين المهاجرين، لا سيما من دول المغرب العربي، في فرنسا.
وفي ظل توجهاتها المعادية للأجانب، أعلنت قبل نحو شهرين أنها سوف تعمل على منع "الجنسية المزدوجة" لغير الأوروبيين الذين يعيشون في فرنسا في حال فازت بالانتخابات، دون أن تفسر ما إذا كانت ستطبق ذلك بأثر رجعي أم مستقبلي.