أصبح التغيير الديمغرافي، ذو البعد الطائفي، المصطلح الأكثر تداولاً الآن في الساحة السورية، مع استمرار صفقات التبادل التي يهجر وفقها سكان مناطق بعينها إلى مناطق أخرى، بناء على أسس طائفية بحتة.
ولا يبتعد الفرز الطائفي عن قلب العاصمة دمشق، ومحيط مسجدها الأموي الذي يعتبر رمزاً دينياً مهماً، تريد طهران أن تغير مدلولاته، بل وتبرر تورطها في المستنقع السوري بحماية ما تعتبرها أماكن مقدسة في المدينة.
وقد تضاعف عدد زائري إيران لأماكن مقدسة مثل محيط الجامع الأموي ومقام السيدة رقية، فيما يقول سكان دمشق التاريخية إنهم يسمعون منهم عبارات لم يعتادوا سماعها، تمس عقيدتهم.
وتتهم المعارضة السورية وسكان العاصمة دمشق، إيران بالسعي لتغيير المنطقة ديمغرافياً، كجزء من استراتيجية النظام لمواجهة المعارضة المسلحة.
وفي هذا الصدد يقول سكان منطقة ساحة المرجة، في وسط دمشق، إن تجمع الإيرانيين لم يكن يوما بهذا المستوى، وإنه يجري تحت حماية ميليشيات، منها حزب الله اللبناني، وكتائب "أبو الفضل العباس".
يواكب ذلك ما كشفه نشطاء سوريون عن اعتماد إيران، بشكل رئيسي، على وسطاء موالين لها، لشراء عقارات وسط دمشق التاريخية، ووفقاً لهؤلاء النشطاء فقد امتلكت السفارة الإيرانية نحو 7 فنادق في منطقة المرجة، إضافة إلى امتلاكها أسهما في غيرها.يذكر أن منطقة السيدة زينب التاريخية شهدت ذات المصير، حيث باتت "طائفية الهوية"، وهجرها سكانها الأصليون لصالح الميليشيات الإيرانية والموالين لها من سوريا ولبنان، وأصبحت ميليشيا أبو الفضل العباس المسيطرة على المنطقة، بحجة "الدفاع عن المقامات".