دبي – (العربية نت): فيما يواصل الكونغرس الأمريكي بحث تشديد العقوبات على ميليشيات "حزب الله" اللبنانية، ذكرت مصادر أن لبنان تلقى معلومات عن مشروع يستكمل ما كان صدر بقرار منع التمويل الدولي لـ "حزب الله" بتوسيع دائرة العقوبات من شخصيات وكيانات محلية ودولية.

في المقابل، نشرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية تقريراً يفيد بأن ميليشيات "حزب الله" تعاني أزمة خانقة، بسبب نفاد مواردها المالية، وأن الحزب فقد العديد من عناصره، بالإضافة إلى أنه يشهد تراجعاً على المستوى الإداري والمالي والعسكري.

وتنبأ التقرير الألماني بقرب نهاية الحزب. وبينت الصحيفة أن زعيم التنظيم حسن نصر الله أمر بتصفية القائد العسكري مصطفى بدر الدين السنة الماضية.

وكان كبير مستشاري وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية السابق آدم زوبين، أعلن في مايو الماضي أن ميليشيات "حزب الله" تعيش أزمة مالية غير مسبوقة.

يشار إلى أن هذه الأزمة بدأت بعد فترة من دخول "حزب الله" إلى سوريا من أجل القتال إلى جانب النظام. وتعزى إلى سببين رئيسيين الأول أن التنظيم يحارب على جبهات عدة، في حين أن مداخيله تقلصت نتيجة العقوبات الأمريكية المفروضة عليه إلى درجة أنه أصبح مهدداً بالإفلاس.

أما السبب الثاني، فيتمثل في أن رجال الأعمال الشيعة الذين دأبوا على تمويل "حزب الله"، أصبحوا متخوفين من العقوبات الأمريكية، إذا واصلوا تقديم دعمهم لهذا التنظيم.

وتداولت وسائل إعلامية أن أخبارا عن إجبار أثرياء لبنانيين شيعة على التبرع لمصلحة التنظيم. علاوة على ذلك نشر "حزب الله" دعوةً للتبرع لصالح التنظيم على شبكة الإنترنت.

ويشارك البعض من ميليشيات "حزب الله" في الحربين العراقية واليمنية، وهو ما فاقم أزمته المالية، علماً بأن العديد من عناصر هذه الميليشيات ينشطون في اليمن بصفتهم مستشارين للمتمردين الحوثيين.

أما في سوريا فشكل "حزب الله" كتائب عسكرية جديدة من الميليشيات حتى تقاتل في صف إيران، بغية ضمان بقاء بشار الأسد، في كرسي الحكم.

وعن مصادر التمويل التي يتلقاها حزب الله لإنفاقها في مختلف أنشطته أجاب حسن نصر الله خلال خطاب ألقاه في يونيو الماضي، أنه "طالما تتمتع إيران بالثروة فإن "حزب الله" سيحظى بدوره بالأموال". وأوضح زعيم "حزب الله" أن ميزانية الحزب وكل موارده المالية مصدرها أساساً إيران.

ووفقاً لما أكدته الاستخبارات الغربية، تقوم إيران بتحويل مبالغ مالية تقدر بنحو 300 مليار دولار سنوياً لفائدة الميليشيات، بالإضافة إلى أسلحة وخدمات لوجستية تبلغ قيمتها ما لا يقل عن 700 مليون دولار.

وقد أدت الحرب السورية إلى تنامي نفقات "حزب الله" بشكل مطرد. في المقابل، لم يعد بوسع إيران تقديم المزيد من الدعم المالي لفائدته في الوقت الحالي.

ولتغطية هذا العجز المالي، اضطر "حزب الله" إلى جمع التبرعات من جهات شيعية أخرى في كل من لبنان وإفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. كما لجأ على وجه الخصوص إلى اللبنانيين القاطنين في كل من الأرجنتين والبرازيل والباراغواي والذين عادوا إلى مسقط رأسهم خلال الحرب الأهلية.

والجدير بالذكر أنه ووفقاً لتقارير البحرية الأمريكية، فقد تعرض المتبرعون للابتزاز مقابل مدهم بمبالغ مالية طائلة.