توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن، ومن المقرر أن يستقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد غد الأربعاء في البيت الأبيض. وينتظر أن يتم التشاور بشأن دور الإدارة الأمريكية الجديدة في استئناف عملية السلام والتوصل لحل للقضية الفلسطينية.

وعدّت الرئاسة الفلسطينية أن لقاء عباس وترامب الأربعاء المقبل مهم جدا، و"يمكن أن يحدد المسار السياسي للأعوام القادمة"، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن عباس سيؤكد خلال لقائه مع ترامب "أن الحل العادل والشامل يقوم على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية".

وأضاف أن "القيادة الفلسطينية ملتزمة بعد التشاور والتنسيق مع الأشقاء العرب بمسار سياسي يؤدي إلى سلام حقيقي يعمل على توفير الأمن والاستقرار للمنطقة"، وتابع "هناك فرصة حقيقية لصنع السلام، وعلى المجتمع الدولي أن يعزز هذه الفرصة وعدم إضاعتها، لأن المنطقة في حالة غليان ولا يجوز استمرار الاحتلال بأي شكل من الأشكال".

وكان محمود عباس اجتمع في اليومين الماضيين مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان تحضيرا للقائه المرتقب مع ترامب، وهو أول لقاء للرئيس الفلسطيني مع الرئيس الأمريكي الجديد منذ تسلم الأخير مهام منصبه رسميا في يناير الماضي.

ويؤكد عدد من المسؤولين الفلسطينيين الذين يسعون للعودة إلى الساحة الدولية بعد أن طغى النزاع السوري وتهديدات تنظيم الدولة الإسلامية عليها أنهم يعلقون آمالهم على ترامب لكونه رجل أعمال مستعد للتفاوض مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وفي هذا السياق، قال خبير في البعثة الأوروبية بالقدس لوكالة الصحافة الفرنسية إن الفلسطينيين "يأملون أن تكون شخصية ترامب -التي لا يمكن التنبؤ بها- لصالحهم". لكن الخبير -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- أوضح أنهم "سيشعرون بخيبة أمل كبيرة لأنه لا يوجد أي شيء مؤكد" رغم تأكيدهم أن لديهم أسبابا وجيهة للاعتقاد بأنهم حصلوا على التزام أمريكي، لأن اليمين المتطرف الإسرائيلي هو الآخر يقول إنه تلقى الضمانات نفسها.

وأشار الخبير الأوروبي إلى أن ترامب وضع مطالب بالغة للغاية سيكون تطبيقها بمثابة انتحار سياسي للرئيس الفلسطيني الذي انتهت ولايته منذ ثماني سنوات، مشيرا إلى أن من بين المطالب وقف تحويل أموال لعائلات الأسرى الفلسطينيين بإسرائيل، بينما يخوض أكثر 1500 أسير حاليا إضرابا عن الطعام يحرك الفلسطينيين خارج السجون.

يذكر أن محمود عباس سافر إلى الولايات المتحدة ومعه وفد يتكون من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، وزياد أبو عمرو نائب رئيس الوزراء، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية ورئيس صندوق الاستثمار محمد مصطفى، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.