مخيم الخازر - (رويترز): في مخيم الخازر الصحراوي الشاسع شمال العراق يفتح السكان أكشاكا في الشوارع ويقومون بأعمال غريبة عليهم ويجربون مهنا جديدة تماما عليهم وأي شيء من أجل كسب الرزق. وتحول أيسر عيسى إلى إصلاح الأحذية لإعالة أسرته المكونة من ثمانية أفراد. وقال "إخوتي وأنا نعمل في المخيم من أجل البقاء. نحصل على ما يزيد قليلا على 5 آلاف دينار عراقي "4.28 دولار" في اليوم لكن ليس أمامنا خيار آخر في ظل عدم قدرتنا على العودة إلى قريتنا". وفر هو وأسرته بعدما دمر القتال قريتهم خورسباد شمال الموصل. ووصلوا، شأنهم شأن كثيرين آخرين، دون أموال تذكر وبقليل من المتعلقات. وعاد يونس محمود إلى وظيفته القديمة كحلاق، وهي مهنة فرض متشددو تنظيم الدولة "داعش" قيودا شديدة عليها. وقال محمود البالغ من العمر 21 عاما "كنت أعمل حلاقا في برطلة "بلدة خارج الموصل ذات أغلبية مسيحية" لكن عندما سيطرت "داعش" على المنطقة في 2014 أصبح حلق اللحى محظورا وكانت هناك قواعد بخصوص كيفية حلق الشعر. بل إني دفعت غرامة وتعرضت للجلد عندما قصصت شعر شاب بطريقة حديثة". وزاد عدد الأشخاص الذين يتدفقون على المخيمات منذ أن بدأت القوات الحكومية العراقية بدعم من تحالف تقوده الولايات المتحدة عملية لطرد تنظيم الدولة "داعش" من الموصل المعقل الرئيس للتنظيم في العراق. وتشير الأرقام الحكومية التي نشرتها مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إلى أن أكثر من 500 ألف شخص فروا إلى هناك وإلى المناطق المحيطة منذ أكتوبر الماضي. وتقدر منظمات طبية وإنسانية العدد الإجمالي للقتلى والمصابين، مدنيين وعسكرييين، بعدة آلاف. وفر نشوان يوسف من قرية قره قوش ذات الأغلبية المسيحية حيث كان يملك متجرا وتوجه صوب إقليم كردستان شبه المستقل. وهو الآن يعيش في مخيم أشتي في السليمانية حيث تمكن من فتح متجر آخر أصغر بدعم من الكنيسة. وقال "سأعود إلى قره قوش بمجرد أن تكون آمنة. أريد إعادة بناء منزلي المدمر حتى إذا اضطررت للعيش في خيمة أمام المنزل إلى أن أتمكن من فعل ذلك".