أم الفحم – (الجزيرة نت): عند مدخل منزلها، تنتظر السيدة الثمانينية صبحية يونس -والدة عميد الأسرى كريم يونس- إطلالة فلذة كبدها وقد عانق الحرية، بمشهد انتظار متواصل منذ 35 عاما، تسرد فصول المعاناة والنضال فيه ملامح وجهها.
جلست الأم تعانق صورة ابنها كريم "59 عاما" بعد أن حرمت منذ سنوات طويلة من احتضانه، فهي لا تتذكر المرة الأخيرة التي ضمته إلى صدرها، فلقاؤه كان يتم من وراء جدار زجاجي والحديث بينهما كان عبر الهاتف، لكنها حرمت من زيارته في العامين الأخيرين بسبب إجراءات سلطات السجون الإسرائيلية وعزله بسجن النقب الصحراوي.
بكلمات واثقة ومشاعر جياشة، سردت أم كريم ثلاثة عقود من أسر الابن ووضعه في غياهب سجون الاحتلال، ومعاناة العائلة التي عاشت منذ اعتقال كريم يوم 6 يناير 1983 تداعيات الاعتقال الأليمة.
تحاول أم كريم -ولا تستطيع- إخفاء دموعها عند الحديث عن نجلها الذي أشهر سلاح الأمعاء الخاوية في وجه السجان الإسرائيلي، ويواصل مع رفاق دربه في الحركة الأسيرة للأسبوع الرابع على التوالي إضراب الحرية والكرامة.
وتبدو الأم قلقلة على صحة ابنها الأسير خاصة أنه يعاني أمراض مزمنة، فقبل أشهر خضع لجراحة في المعدة، ورغم ذلك فإنه يواصل الإضراب رغم كبر سنه وما يعانيه من أمراض مزمنة والمعلومات التي ترجح تدهور صحته ونقله لعيادة سجن الرملة بعد أن فقد أكثر من عشرة كيلوغرامات من وزنه.
إلا أن الأم تدعم نضال ابنها وقراره بالإضراب، قائلة "لا يمكن للقائد أن يتأخر أو يتنحى، فابني بمثابة الأب للأسرى ورمز للنضال والصمود للحركة الأسيرة، وخاض عشرات الإضرابات وسيواصل النضال حتى يعانق الحرية".
أما شقيقه نديم فيقول "إن نال الأسر والإضراب من جسد كريم، فإنه لم ينل من إرادته ومعنوياته وصموده، فلأول مرة منذ 35 عاما، يظهر كريم على الملأ شامخا منتصب القامة في المحكمة بحيفا، خلال التداول بالدعوى التي قدمها باسم الحركة الأسيرة بغية السماح للمحامين بزيارة ولقاء الأسرى خلال الإضراب، حيث أعلنها مدوية: لن نتراجع عن الإضراب حتى لو صرنا جثثا".
ومن كريم استلهم نديم وأفراد العائلة الذين عاشوا لحظات الخوف على حياته القوة للتفاعل مع إضراب الحرية والكرامة، عبر تصعيد النضال الشعبي في صراع إرادات بين الأسرى والسجان. إذ بدا عميد الأسرى بإطلالته من سراديب السجن المظلمة بمعنويات عالية على الرغم من أن سلطات السجون عمدت لعقابه بتنقيله أكثر من عشر مرات في زنازين العزل بالمعتقلات، سعيا منها لكسر إرادة الأسرى ومحاولة إفشال الإضراب.
ويرى نديم أن المعنويات العالية والتطلعات الإنسانية والوطنية للأسرى في غياهب السجون تشكل قوة ومحركا أساسيا للتحدي، مؤكدا أن كريم وسائر الأسرى يمثلون القضية الفلسطينية ودفعوا عقودا من عمرهم ثمنا من أجل الحرية واستقلال الشعب الفلسطيني، مبينا أن إرادتهم أقوى من السجان الذي رغم القمع والتنكيل بالأسرى لن ينال من عزيمتهم ومطالبهم العادلة بأبسط الحقوق حتى يعانقوا الحرية.
وقال محاميا عميد الأسرى يامن زيدان وتميم يونس، إن الوضع الصحي للأسير -الذي يعاني بسبب سنوات الأسر من أمراض مزمنة- يتدهور وهناك خطر على حياته، خاصة أن إدارة السجون التي صادرت كافة أغراضه الشخصية ومنعت عنه الملح ترفض الإفصاح عن صحته، فمنذ بدء الإضراب وهو يعزل عن الأسرى وتُقتحم زنزانته وتفتش ويحرم من لقاء محاميه.
{{ article.visit_count }}
جلست الأم تعانق صورة ابنها كريم "59 عاما" بعد أن حرمت منذ سنوات طويلة من احتضانه، فهي لا تتذكر المرة الأخيرة التي ضمته إلى صدرها، فلقاؤه كان يتم من وراء جدار زجاجي والحديث بينهما كان عبر الهاتف، لكنها حرمت من زيارته في العامين الأخيرين بسبب إجراءات سلطات السجون الإسرائيلية وعزله بسجن النقب الصحراوي.
بكلمات واثقة ومشاعر جياشة، سردت أم كريم ثلاثة عقود من أسر الابن ووضعه في غياهب سجون الاحتلال، ومعاناة العائلة التي عاشت منذ اعتقال كريم يوم 6 يناير 1983 تداعيات الاعتقال الأليمة.
تحاول أم كريم -ولا تستطيع- إخفاء دموعها عند الحديث عن نجلها الذي أشهر سلاح الأمعاء الخاوية في وجه السجان الإسرائيلي، ويواصل مع رفاق دربه في الحركة الأسيرة للأسبوع الرابع على التوالي إضراب الحرية والكرامة.
وتبدو الأم قلقلة على صحة ابنها الأسير خاصة أنه يعاني أمراض مزمنة، فقبل أشهر خضع لجراحة في المعدة، ورغم ذلك فإنه يواصل الإضراب رغم كبر سنه وما يعانيه من أمراض مزمنة والمعلومات التي ترجح تدهور صحته ونقله لعيادة سجن الرملة بعد أن فقد أكثر من عشرة كيلوغرامات من وزنه.
إلا أن الأم تدعم نضال ابنها وقراره بالإضراب، قائلة "لا يمكن للقائد أن يتأخر أو يتنحى، فابني بمثابة الأب للأسرى ورمز للنضال والصمود للحركة الأسيرة، وخاض عشرات الإضرابات وسيواصل النضال حتى يعانق الحرية".
أما شقيقه نديم فيقول "إن نال الأسر والإضراب من جسد كريم، فإنه لم ينل من إرادته ومعنوياته وصموده، فلأول مرة منذ 35 عاما، يظهر كريم على الملأ شامخا منتصب القامة في المحكمة بحيفا، خلال التداول بالدعوى التي قدمها باسم الحركة الأسيرة بغية السماح للمحامين بزيارة ولقاء الأسرى خلال الإضراب، حيث أعلنها مدوية: لن نتراجع عن الإضراب حتى لو صرنا جثثا".
ومن كريم استلهم نديم وأفراد العائلة الذين عاشوا لحظات الخوف على حياته القوة للتفاعل مع إضراب الحرية والكرامة، عبر تصعيد النضال الشعبي في صراع إرادات بين الأسرى والسجان. إذ بدا عميد الأسرى بإطلالته من سراديب السجن المظلمة بمعنويات عالية على الرغم من أن سلطات السجون عمدت لعقابه بتنقيله أكثر من عشر مرات في زنازين العزل بالمعتقلات، سعيا منها لكسر إرادة الأسرى ومحاولة إفشال الإضراب.
ويرى نديم أن المعنويات العالية والتطلعات الإنسانية والوطنية للأسرى في غياهب السجون تشكل قوة ومحركا أساسيا للتحدي، مؤكدا أن كريم وسائر الأسرى يمثلون القضية الفلسطينية ودفعوا عقودا من عمرهم ثمنا من أجل الحرية واستقلال الشعب الفلسطيني، مبينا أن إرادتهم أقوى من السجان الذي رغم القمع والتنكيل بالأسرى لن ينال من عزيمتهم ومطالبهم العادلة بأبسط الحقوق حتى يعانقوا الحرية.
وقال محاميا عميد الأسرى يامن زيدان وتميم يونس، إن الوضع الصحي للأسير -الذي يعاني بسبب سنوات الأسر من أمراض مزمنة- يتدهور وهناك خطر على حياته، خاصة أن إدارة السجون التي صادرت كافة أغراضه الشخصية ومنعت عنه الملح ترفض الإفصاح عن صحته، فمنذ بدء الإضراب وهو يعزل عن الأسرى وتُقتحم زنزانته وتفتش ويحرم من لقاء محاميه.