حمص - (أ ف ب): يوشك جيش الرئيس بشار الاسد ان يبسط سيطرته على كامل مدينة حمص وسط البلاد اذ من المنتظر ان تنتهي خلال الساعات المقبلة عملية اجلاء آخر المقاتلين المعارضين من حي الوعر، آخر معاقلهم في المدينة. وتعد مدينة حمص، التي طالما اعتبرها ناشطون معارضون "عاصمة الثورة" نتيجة الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها مع بدء الازمة السورية في العام 2011، من بين الاكثر تضررا جراء النزاع، كما انها من اولى المناطق التي شهدت حصارا. ومنيت الفصائل المعارضة منذ العام الماضي بخسائر ميدانية على جبهات مختلفة، اعقبتها اتفاقات على اجلاء المقاتلين المعارضين من مناطق سيطرتهم. ومن ابرز تلك المناطق مدينة حلب شمالا وبلدات قرب دمشق، وآخرها احياء تتواجد فيها الفصائل المعارضة منذ 2012 في العاصمة السورية. وعند احد مداخل حي الوعر، قال محافظ حمص طلال البرازي ان "عملية إخلاء حي الوعر من السلاح والمسلحين مستمرة"، مؤكدا "هذه هي الدفعة الاخيرة". وسيخرج، بحسب المحافظ، 3000 شخص هم 700 مقاتل بالاضافة الى افراد من عائلاتهم ومدنيين راغبين بالمغادرة من الحي المحاصر من قبل الجيش السوري منذ سنوات عدة. وسيتوجه المغادرون، وفق البرازي، الى محافظة ادلب شمال غرب البلاد التي يسيطر عليها تحالف فصائل اسلامية ومتطرفة او الى مدينة جرابلس شمالا الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة. ويحتاج اجلاء الدفعة الاخيرة الى بعض الوقت، وتوقع البرازي ان تتواصل حتى السبت او الاحد. ويأتي خروج الدفعة الاخيرة بعد نحو شهرين من التوصل الى اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية روسيا يقضي باجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الراغبين من حي الوعر على دفعات عدة ضمن فترة اقصاها شهران. واوضح البرازي انه مع انتهاء عملية الاجلاء "سيتجاوز عدد المغادرين 15 الفا، هم ثلاثة الاف مسلح و12 الفا من افراد عائلاتهم ومدنيون اخرون".وقبل صعودهم الى الحافلات، تجمع عدد كبير من السكان وبحوزتهم اغراضهم من حقائب وسجاد وحتى دراجات هوائية واقفاص عصافير فيما حمل مقاتلون اسلحتهم الفردية وحقائب صغيرة على ظهورهم. وينص الاتفاق على انتشار قوات روسية في الحي للاشراف على حسن تنفيذه ولضمان سلامة السكان الذين اختاروا البقاء او اولئك الراغبين بالعودة. ويسيطر الجيش السوري منذ مايو 2014 على مجمل مدينة حمص بعدما انسحب حوالى الفي مقاتل معارض من احياء المدينة القديمة بموجب تسوية مع الحكومة، اثر عامين من الحصار المحكم والقصف. وانكفأ المقاتلون الباقون آنذاك الى حي الوعر الى جانب الاف المدنيين. ومن شأن اتمام عملية الاجلاء ان يسمح للجيش السوري بالسيطرة على ثالث اكبر مدن سوريا. وشهدت سوريا خلال سنوات الحرب التي اندلعت في 2011 وتخللها حصار الكثير من المناطق من قبل كافة اطراف النزاع، عمليات اجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة. وشهدت دمشق الاسبوع الماضي اولى عمليات الاجلاء منها، بخروج مئات المقاتلين المعارضين والمدنيين من احياء القابون وبرزة وتشرين حيث تتواجد الفصائل منذ 2012. وسيطر الجيش السوري اثر ذلك على كامل حيي القابون وتشرين، فيما تستمر عملية الاجلاء من حي برزة. وخرجت السبت دفعة ثالثة من المقاتلين والمدنيين من حي برزة تضمنت "2672 شخصاً بينهم 1076 مسلحاً"، وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن محافظ دمشق. وبعد ان تنتهي عملية برزة، ستنحصر سيطرة الفصائل المعارضة على اجزاء من حي جوبر شرقا وحي التضامن جنوبا. كما تسيطر جبهة فتح الشام "جبهة النصرة" سابقا وتنظيم الدولة "داعش" على اجزاء مختلفة من مخيم اليرموك جنوبا. وتشيد الحكومة السورية باستمرار باتفاقات تعتبرها "مصالحات وطنية" تأتي عادة بعد تصعيد عسكري وتنتهي بخروج الراغبين من المقاتلين من مناطق كانوا يسيطرون عليها قبل ان يدخلها الجيش السوري.وفي شمال شرق البلاد، اعدم تنظيم الدولة "داعش" 19 مدنيا بينهم طفلان في قرية جزرة البوشمس التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور الشمالي الغربي والمحاذية لمحافظة الرقة. وتسلل عناصر التنظيم المتطرف، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الى القرية حيث اعدموا المدنيين "باطلاق الرصاص في الرأس، كما اضرموا النيران بعدد من الجثث" قبل ان ينسحبوا فجر السبت. وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية في مارس الماضي على جزرة البوشمس بعدما كانت دخلت قبل اشهر الى الحدود الادارية لمحافظة دير الزور، التي لا يزال المتطرفون يسيطرون على معظمها.