القاهرة – (العربية نت): كشف المحامي المصري، فريد الديب، رئيس فريق الدفاع عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، أن الأخير أكد له أنه غير نادم على أي عمل اقترفه، وأن ابنه جمال لا يرغب بأي شكل بالترشح للرئاسة، مضيفا أنه فقير ومعدم ومحبوه دفعوا أتعابي.

وكشف أنه تلقى أتعاب المحاماة كاملة نظير دفاعه عن مبارك من أشخاص خارج أسرته بسبب عدم امتلاك أسرة مبارك أي أموال، مؤكداً أنهم "فقراء معدمون".

وكشف الديب في الحلقة الثانية من ندوته بـصحيفة "المصري اليوم" أن الرئيس مبارك لا يشعر بالندم على شيء، ويلعب الطاولة في أوقات فراغه، مفسرا ظهور كل من علاء وجمال، نجلي الرئيس الأسبق، في المناسبات والتقاط الصور مع الأهالي، وتناولهما العشاء في أحد المطاعم بأنه أمر طبيعي لأنهما يؤديان واجبات اجتماعية.

كما أكد أن جمال مبارك قال له إنه "فارق السياسة بالتلاتة"، وإن سوزان مبارك نفت له أيضا رغبتها في أن يصبح ابنها رئيسا لمصر كما كان يتردد، مشيرا إلى أن الحديث عن التوريث كان مخططا بهدف الإساءة لمبارك.

وأضاف أن جمال مبارك أكد له أنه لم تكن لديه النية مطلقا أن يكون رئيسا لمصر خلفا لوالده، وذكر له أنه بعد عودته واستقراره في مصر، واطمئنانه على أسرته وجد نفسه دون عمل، ففكر في شيء مفيد، واهتدى إلى إنشاء ما سمي بجمعية المستقبل لمساعدة الشباب المصريين على العمل، وتدريب قطاعات كبيرة منهم بهدف إيجاد جيل جديد متطور لتقديم شيء للبلد، ودعما لوالده الذي كان صحيا قد أنهك وشعر بأهمية وجوده بجواره.

وعن الحالة المادية للرئيس الأسبق مبارك وأسرته، قال الديب لا يملكون شروى نقير، ليس لديهم أموال ولا شيء، وتراهم يعيشون في مستوى عادي جدا.

وعندما سئل الديب عمن سدد له أتعاب المحاماة طالما أنهم فقراء، قال "أخذت أتعابي كاملة ولم ينقص منها شيء، ومن المفضل ألا تسأل المحامي عن أتعابه، لأنها أمور خاصة ولن يجيبك أحد بصراحة في هذا الموضوع".

وأضاف يمكن القول بأنني حصلت على الأتعاب التي ترضيني تماما، ليس بواسطة أسرة الرئيس مبارك وإنما من آخرين محبين للرجل.

إلى ذلك، كشف الديب أن مبارك قال له إنه ليس نادما على أي قرار اتخذه طيلة فترة حكمه لمصر، لكنه أردف أي مبارك بالقول لا أستطيع أن أقول لك إن كل قراراتي كانت صائبة مئة بالمئة، ومن المؤكد وجود أخطاء غير مقصودة، وكنت دائما أحاول تصحيحها، والمهم أنني لم أكن خائنا أو متواطئا أو متساهلا في حق من حقوق الوطن، وحافظت على كل شيء فيها إلى آخر يوم.

وعن الحالة الصحية الحقيقية لمبارك حينما كان رئيسا لمصر، قال الديب إن مبارك خضع لعملية استئصال المرارة وجزء من الأمعاء بسبب وجود مرض سرطاني، وتم هذا في ألمانيا عام 2010 بواسطة طبيب كبير جدا من أعظم أطباء العالم في جراحة الأورام.

وأضاف أنه "طلب استقدام هذا الطبيب لعلاج مبارك أثناء حبسه، وقالوا لنا هذا ممكن لكن سيكون ذلك على حسابكم وقبلنا، وبالفعل اتصلت بالطبيب وطلبت منه الحضور للقاهرة، وأبدى استعداده وموافقته، وفجأة وجدت الطبيب الألمانى يهاتفني ويقول لي إنه قرر عدم دخول مصر، وأخبرني بتعرضه للتهديد عبر رسائل تلقاها على هاتفه، ما جعل الخوف يتسلل إلى قلبه، واعتذر عن المهمة، وبعد ذلك قام النائب العام بتخصيص أستاذ مصري كبير لعلاج مبارك، وعموما فإنه تعرض للمعاناة في الفترات الماضية والآن يجلس مع أحفاده داخل منزله.