غزة - (أ ف ب): بدأت حركة حماس الاربعاء باقامة منطقة أمنية عازلة على طول حدود قطاع غزة مع مصر التي تسعى إلى تحسين علاقاتها معها، في خطوة متقدمة هي نتيجة تفاهمات مع المسؤولين الامنيين المصريين. تمتد المنطقة بطول اثني عشر كيلومترا وبعرض مائة متر، وسيتم بعد تعبيد الطريق في الجانب الفلسطيني من الحدود تركيب نظام كاميرات وبناء أبراج مراقبة عسكرية وفق ما أعلن اللواء توفيق أبو نعيم وكيل الوزارة. واكد أبو نعيم ان المنطقة العازلة "ستصبح منطقة عسكرية مغلقة وذلك من أجل تسهيل مراقبة الحدود ومنع تهريب المخدرات وتسلل المطلوبين"، موجها "رسالة طمأنة" لمصر بقوله إن "الأمن القومي المصري هو أمن قومي فلسطيني، ولا يمكن أن نسمح بأي تهديد للحالة الأمنية المستقرة على الحدود". وشرعت الجرافات وآليات الوزارة صباح الأربعاء بأعمال تسوية الأرض. وأفادت مصادر أمني بأنه ستتم إزالة البيوت المقامة مباشرة على الحدود وتعويض أصحابها وأن الحدود ستكون عبارة عن جدار اسمنتي تعلوه أسلاك شائكة على أن تمول الأعمال وزارة الداخلية في غزة. وقبل 3 سنوات سدت مصر او دمرت مئات الأنفاق التي كانت منتشرة تحت الارض على حدودها مع غزة لتهريب البضائع والوقود وأحيانا مواد قتالية. وقال أبو نعيم ان "هذه الإجراءات تأتي في سياق نتائج الزيارة الاخيرة للوفد الامني لمصر والتفاهمات التي تمت في هذا الاطار". والتقى وفد قيادي وامني برئاسة يحيى السنوار قائد حماس في القطاع مدير المخابرات المصرية قبل عدة أسابيع خلال زيارة للقاهرة استمرت 9 ايام، وتوصلا الى تفاهمات حول الأوضاع المعيشية والإنسانية والأمنية والحدود. ويعاني القطاع المحاصر منذ 10 سنوات من أزمات عديدة متراكمة مثل الكهرباء وتلوث المياه وإغلاق المعابر والبطالة التي تزيد عن 40 %، كما يعتمد نحو ثلثي سكانه وعددهم مليونا نسمة، على المساعدات. وصرح خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس ان الحركة تلقت "وعودا" من مصر بإنهاء الحصار الإسرائيلي على القطاع. وسمحت السلطات المصرية الاسبوع الماضي بادخال وقود صناعي الى غزة عبر معبر رفح الحدودي ما أدى الى اعادة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع المتوقفة منذ ابريل الماضي. وقال مسؤول في غزة انه "تم التفاهم مبدئيا على فتح معبر رفح للاشخاص والبضائع في سبتمبر المقبل بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتطوير الجارية فيه". كما توصل وفد حماس خلال عدة لقاءت عقدت مع القيادي المفصول في حركة فتح محمد دحلان الى تفاهمات حول ترتيبات تتعلق بحل أزمات القطاع وفق مسؤولين في حماس وتيار دحلان. وأفاد مسؤول قريب من دحلان بان التفاهمات "إيجابية وجرت برعاية مدير المخابرات المصري خالد فوزي". وتتضمن التفاهمات وفق المسؤول دعوة نواب المجلس التشريعي للانعقاد بحضور نواب حماس ونواب تيار وكتل برلمانية أخرى بهدف إعادة تفعيل المجلس وإعادة انتخاب هيئة رئاسته لتمكينه من القيام بدوره تجاه أبناء شعبنا خصوصا في القطاع". كما تشمل أيضا "اتمام المصالحة المجتمعية بتعويض الجرحى وأهالي القتلى ضحايا الاقتتال الداخلي بين حماس وفتح" في صيف 2007، إضافة الى "تفعيل لجنة التكافل الاجتماعي الخاصة بمساعدة الاسر الفقيرة وهي فعلا بدأت عملها".
{{ article.visit_count }}