السليمانية - (رويترز): قال لاهور طالباني المسؤول الكردي الكبير في مكافحة الإرهاب الاثنين إنه متأكد بنسبة 99 % من أن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة "داعش" ما زال على قيد الحياة وأنه موجود جنوب مدينة الرقة السورية وذلك رغم تقارير عن مقتله.

وأضاف في مقابلة مع "رويترز": "البغدادي حي بالتأكيد. لم يمت. لدينا معلومات بأنه حي. ونعتقد بنسبة 99 % أنه حي".

وأضاف "لا تنسوا جذوره التي تعود لأيام تنظيم القاعدة في العراق. كان يختبئ من أجهزة الأمن. إنه يعرف ما يفعله جيداً".

وكثيراً ما ترددت أنباء عن مقتل أو إصابة البغدادي منذ أن أعلن قيام دولة الخلافة من على منبر جامع بالموصل عام 2014.

وبعد أن قاد رجاله في اجتياح خاطف لشمال العراق سعى البغدادي لتأسيس دولة خلافة على أجزاء من العراق وسوريا.

وقال طالباني الذي كان في صدارة جهود ملاحقة البغدادي ضمن تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة "داعش" إنه الآن مطارد لكنه خصم ماكر.

وتابع "إنه ليس شخصاً سهلاً. لديه خبرة تمتد لسنوات في مهارات الاختباء ومراوغة أجهزة الأمن".

وأضاف: "الأراضي التي يسيطر عليها "التنظيم" ما زالت حتى هذا اليوم مناطق وعرة. لم تنته اللعبة بعد بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية رغم فقدانه الموصل بالكامل تقريباً واقترابه من خسارة الرقة كذلك".

وأنهت قوات الأمن العراقية حكم التنظيم المتطرف للموصل الذي دام 3 سنوات ويتعرض التنظيم لضغوط كبيرة في الرقة وهي معقل آخر لدولة الخلافة التي أعلنها.

ولكن طالباني قال إن تنظيم الدولة "داعش" يغير تكتيكاته رغم تراجع معنويات مقاتليه وإن القضاء على التنظيم قد يحتاج لثلاثة أو أربعة أعوام بعد لجوئهم للمناطق الجبلية والصحراوية لشن هجمات خاطفة وتفجيرات انتحارية.

وقال طالباني: "أعتقد أنهم يستعدون لقتال من نوع مختلف. أمامنا أيام أصعب مما يتصور الناس" مشيراً إلى قتال بأسلوب تنظيم القاعدة لكن أشد.

وتابع "رأينا لماذا كانوا أكثر ذكاء. فتنظيم القاعدة لم يسيطر قط على أراض. وسيكونون أكثر ذكاء".

وكانت العديد من التقارير التي تكهنت بمقتل البغدادي قد أثارت تساؤلات عن خليفته في زعامة مجموعة متنوعة تضم عراقيين وعرباً آخرين فضلاً عن مقاتلين أجانب أشداء.

ويوصف ضباط المخابرات الذين خدموا في عهد صدام حسين بأنهم من وضعوا الإستراتيجية العسكرية التي أرست للترويع في ظل حكم تنظيم الدولة "داعش".

وقال طالباني إن "من الصعب معرفة أي من كبار مساعدي البغدادي ما زال على قيد الحياة"، لكنه يعتقد أن "أغلب القيادات موجودة في سوريا جنوب الرقة".

وتوقع أن يتولى جيل أصغر سناً من حلفاء صدام السابقين المناصب القيادية في التنظيم.

وأضاف "هؤلاء من يحل عليهم الدور، الجيل الأصغر عادة ما يكون أكثر خطورة".

وتواجه أجهزة الأمن تحدياً يتمثل في تفكيك الخلايا النائمة.

وقال طالباني "لا تحتاج لعدد كبير من الناس لتفجير قنبلة. مازلنا نطارد هذه الخلايا النائمة".

وأضاف "كل من نلقي القبض عليهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم في المنطقة".

وغادر طالباني العراق وهو في الثانية عشرة من عمره عندما كان صدام يقمع الأكراد. وكان أقاربه يشنون حرب عصابات من مخابئ في الجبال.

ورداً على سؤال عن الفارق بين التحديات حينها والتحديات الراهنة في وقت يحاول تنظيم الدولة "داعش" أن يعيد تنظيم صفوفه وتهدد فيه التوترات الطائفية أمن العراق قال طالباني "لدينا حرية أكبر الآن. لكن المشاكل أصعب كثيراً".

***

محمد