بيروت - (أ ف ب): يسجل توتر متصاعد منذ أسابيع في لبنان على خلفية وجود اللاجئين السوريين يترجم بحملات تحريض وتخوين غير مسبوقة، بين مطالبين باعادة هؤلاء الى بلدهم وداعين الى التهدئة والتمييز بين المتورطين في اعتداءات ضد الجيش اللبناني، والمدنيين الأبرياء. ودخل على خط الجدل سياسيون كبار وفنانون، بينما تحفل مواقع التواصل الاجتماعي بهجمات وهجمات مضادة، وشائعات وأشرطة فيديو يسعى متداولوها الى إثبات سوء معاملة اللبنانيين عامة، وبينهم الجيش، للسوريين. واحتدم النقاش إثر اعلان الجيش اللبناني عن اقدام 5 انتحاريين على تفجير انفسهم خلال مداهمات للجيش في مخيمات للاجئين في بلدة عرسال الحدودية شرقا نهاية يونيو، ما تسبب بمقتل طفلة واصابة 7 عسكريين بجروح. واعتقل الجيش اثر ذلك العشرات من السوريين من مخيمات عرسال قبل ان يعلن بعد ايام وفاة 4 منهم لاسباب صحية. وأثارت وفاة هؤلاء غضبا بين السوريين وعدد من الناشطين الذين طالبوا بتحقيق، مثيرين احتمال ان يكونوا قضوا تحت التعذيب. وشكلت هذه الأحداث منطلقاً لحملات تحريض مضادة وضعت اللاجئين السوريين في مواجهة الجيش. بينما انصرف البعض على مواقع التواصل الاجتماعي الى التهجم على الجيش الذي يعد من المؤسسات القليلة التي تحظى باجماع شعبي في لبنان. وتداول ناشطون مساء الثلاثاء شريط فيديو يظهر 3 لبنانيين ينهالون باللكم والركل على شخص قدم على انه لاجئ سوري، وذلك بعد توجيه سيل من الاهانات اليه واتهامه بأنه ضد الجيش اللبناني ومع تنظيم الدولة "داعش". واثار شريط الفيديو انتقادات واسعة قبل ان يعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الاربعاء توقيف المتورطين في الحادث المصور شمال بيروت. وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا الأسبوع الماضي شريط فيديو يظهر سيدة سورية مسنة تكيل الشتائم للبنانيين والجيش والمسؤولين، على خلفية احداث عرسال، ما اثار نقمة واسعة ضد السوريين. وتدافع سيدة خمسينية رفضت الإفصاح عن اسمها امام صحافية عما تسميه "نعم العنصرية اللبنانية"، قائلة "ليعودوا الى بلادهم، لا نريدهم هنا. خربونا في الماضي ويخربوننا اليوم"، في إشارة الى سنوات طويلة من تواجد للجيش السوري وهيمنة للنظام السوري على لبنان حتى 2005.
وساهمت تصريحات مسؤولين في إذكاء الجدل. فقد قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في تغريدة على موقع "تويتر" الاثنين "نبهنا من اليوم الاول بأن ملف النازحين يشكل هاجسا اساسيا لدينا واصبح حقيقة كونه يشكل ملجأ ومأوى لبعض الارهابيين". وحذر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال لقاء مع الاعلاميين الاسبوع الماضي انه في حال "لم تقبل الامم المتحدة اعادة النازحين الى سوريا فنحن سنضعهم على اول باخرة متجهة اليها". ويوؤي لبنان، البلد الصغير ذو الامكانات الهشة، اكثر من مليون نازح سوري يعيشون ظروفاً انسانية صعبة بمعظمهم. ويرتب وجودهم اعباء اجتماعية واقتصادية في ظل عدم ايفاء المجتمع الدولي بكامل التزاماته المالية تجاه لبنان. لكن محللين ومنظمات دولية تؤكد ان وجود النازحين يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية. وهم يصرفون المساعدات المالية التي يتلقونها في الأسواق المحلية. واعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي الاحد ان معاناة الشعب اللبناني "تكبر بوجود مليونَي لاجئ ونازح ينتزعون لقمة العيش من فمه". واستدعت مواقفه رداً من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي ابرز في شريط فيديو مساهمة اللجوء السوري في الاقتصاد اللبناني، مطالبا باخراج "حزب الله من سوريا ليعود السوريون الى لبنان". ويقاتل عناصر من "حزب الله" اللبناني الى جانب قوات النظام في سوريا منذ عام 2013، وتثير هذه المشاركة انقساماً سياسياً واسعاً في لبنان. وتضمنت الحملات إهانات وشتائم وذكر البعض بان مثل هذه المواجهة بين اللاجئين الفلسطينيين والجيش اللبناني كانت الشرارة التي اشعلت الحرب الاهلية في عام 1975. واستدعى كل هذا تدخل رئيس الجمهورية الذي دعا الى وقف "تنظيم حملات تحريض وتعبئة ضد النازحين المسالمين". واكد عون أن "حل أزمة النازحين (..) لا يكون من خلال نشر الكراهية وتعميمها بين الشعبين الشقيقين والجارين". في الجانب الآخر، برزت أيضا دعوات الى التهدئة. وكتب الناشط السوري مالك ابو خير على صفحته على موقع "فيسبوك" تعليقاً قال فيه ان الهدف من الفيديو المناهض للسوريين "ان يراه السوريون وطبعاً الرد كالعادة عبر الشتائم والقذف بحق اللبنانيين على صفحات التواصل" مضيفاً "هناك طرف يجيش.. اتمنى من قلبي الوعي".
ويعرب استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في بيروت هلال خشان عن اعتقاده بان "حملات التحريض واللغة البذيئة ليست جزءاً من خطة ممنهجة بقدر ما تعكس ضعف الحس المدني". ويعتبر ان وجود هذا العدد من اللاجئين السوريين "بات يرتب عبئاً ديمغرافياً كبيراً على لبنان وعلى التوازن السياسي فيه" لافتاً الى ان لبنان مجدداً "ضحية البيئة الجيوسياسية المحيطة فيه، وملف اللاجئين ملف اقليمي دولي بات يتخطى قدرته على التعامل معه". وتعمل الحكومة اللبنانية على بلورة خطة لاعادة السوريين، لكن الانقسام يتعلق بمطالبة بعض القوى بأن يتم ذلك عبر الامم المتحدة واصرار اخرين وبينهم "حزب الله" على وجوب التنسيق مباشرة مع الحكومة السورية. وشكلت احداث عرسال الشرارة التي اججت السجالات حول ملف اللاجئين. واعادت طرح موضوع وجود مسلحين في جرود البلدة التي تملك حدوداً طويلة ومتداخلة مع سوريا عليها العديد من المعابر غير الشرعية. واعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ان "الجيش اللبناني سيقوم بعملية مدروسة في جرود عرسال والحكومة تعطيه الحرية" دون ان يحدد توقيتها. وتهدف العملية وفق محللين الى طرد مسلحي جبهة النصرة وتنظيم الدولة "داعش" من نقاط تمركزهم في جرود عرسال وجوارها، تمهيداً لبدء اعادة النازحين السوريين عبر الحدود الشرقية.
وساهمت تصريحات مسؤولين في إذكاء الجدل. فقد قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في تغريدة على موقع "تويتر" الاثنين "نبهنا من اليوم الاول بأن ملف النازحين يشكل هاجسا اساسيا لدينا واصبح حقيقة كونه يشكل ملجأ ومأوى لبعض الارهابيين". وحذر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال لقاء مع الاعلاميين الاسبوع الماضي انه في حال "لم تقبل الامم المتحدة اعادة النازحين الى سوريا فنحن سنضعهم على اول باخرة متجهة اليها". ويوؤي لبنان، البلد الصغير ذو الامكانات الهشة، اكثر من مليون نازح سوري يعيشون ظروفاً انسانية صعبة بمعظمهم. ويرتب وجودهم اعباء اجتماعية واقتصادية في ظل عدم ايفاء المجتمع الدولي بكامل التزاماته المالية تجاه لبنان. لكن محللين ومنظمات دولية تؤكد ان وجود النازحين يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية. وهم يصرفون المساعدات المالية التي يتلقونها في الأسواق المحلية. واعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي الاحد ان معاناة الشعب اللبناني "تكبر بوجود مليونَي لاجئ ونازح ينتزعون لقمة العيش من فمه". واستدعت مواقفه رداً من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي ابرز في شريط فيديو مساهمة اللجوء السوري في الاقتصاد اللبناني، مطالبا باخراج "حزب الله من سوريا ليعود السوريون الى لبنان". ويقاتل عناصر من "حزب الله" اللبناني الى جانب قوات النظام في سوريا منذ عام 2013، وتثير هذه المشاركة انقساماً سياسياً واسعاً في لبنان. وتضمنت الحملات إهانات وشتائم وذكر البعض بان مثل هذه المواجهة بين اللاجئين الفلسطينيين والجيش اللبناني كانت الشرارة التي اشعلت الحرب الاهلية في عام 1975. واستدعى كل هذا تدخل رئيس الجمهورية الذي دعا الى وقف "تنظيم حملات تحريض وتعبئة ضد النازحين المسالمين". واكد عون أن "حل أزمة النازحين (..) لا يكون من خلال نشر الكراهية وتعميمها بين الشعبين الشقيقين والجارين". في الجانب الآخر، برزت أيضا دعوات الى التهدئة. وكتب الناشط السوري مالك ابو خير على صفحته على موقع "فيسبوك" تعليقاً قال فيه ان الهدف من الفيديو المناهض للسوريين "ان يراه السوريون وطبعاً الرد كالعادة عبر الشتائم والقذف بحق اللبنانيين على صفحات التواصل" مضيفاً "هناك طرف يجيش.. اتمنى من قلبي الوعي".
ويعرب استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في بيروت هلال خشان عن اعتقاده بان "حملات التحريض واللغة البذيئة ليست جزءاً من خطة ممنهجة بقدر ما تعكس ضعف الحس المدني". ويعتبر ان وجود هذا العدد من اللاجئين السوريين "بات يرتب عبئاً ديمغرافياً كبيراً على لبنان وعلى التوازن السياسي فيه" لافتاً الى ان لبنان مجدداً "ضحية البيئة الجيوسياسية المحيطة فيه، وملف اللاجئين ملف اقليمي دولي بات يتخطى قدرته على التعامل معه". وتعمل الحكومة اللبنانية على بلورة خطة لاعادة السوريين، لكن الانقسام يتعلق بمطالبة بعض القوى بأن يتم ذلك عبر الامم المتحدة واصرار اخرين وبينهم "حزب الله" على وجوب التنسيق مباشرة مع الحكومة السورية. وشكلت احداث عرسال الشرارة التي اججت السجالات حول ملف اللاجئين. واعادت طرح موضوع وجود مسلحين في جرود البلدة التي تملك حدوداً طويلة ومتداخلة مع سوريا عليها العديد من المعابر غير الشرعية. واعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ان "الجيش اللبناني سيقوم بعملية مدروسة في جرود عرسال والحكومة تعطيه الحرية" دون ان يحدد توقيتها. وتهدف العملية وفق محللين الى طرد مسلحي جبهة النصرة وتنظيم الدولة "داعش" من نقاط تمركزهم في جرود عرسال وجوارها، تمهيداً لبدء اعادة النازحين السوريين عبر الحدود الشرقية.