تعرض طفل يمني أجبرته الظروف على العمل بائعاً متجولاً لإعالة أسرته، لاعتداء وحشي على أيدي أحد الضباط التابعين لميليشيات الحوثي الانقلابية، والذي قطع أصابع الطفل بـ"ساطور"، لرفضه دفع إتاوات مالية يفرضها عليهم الحوثيون.

وأفادت مصادر محلية أن أحد ضباط المؤسسة الاقتصادية بمحافظة إب، اعتدى بالضرب وبآلة حادة "ساطور" على الطفل زياد قاسم يحيى، الذي يعمل بائعاً متجولاً ضمن عشرات الأطفال الآخرين أمام مبنى المؤسسة وسط مدينة إب، وقطع أصابعه مسبباً له جروحاً بليغة، بسبب رفضه دفع إتاوات مالية يفرضها الحوثيون والموالون لهم على الباعة المتجولين، مؤكدة أن الانقلابيين يجبرون الأطفال من الباعة المتجولين على دفع مبالغ مالية يومية مقابل السماح لهم بالبيع أمام مبنى المؤسسة التابع للدولة.

وبحسب المصادر، فقد أسعف الطفل زياد إلى المستشفى عقب الاعتداء الوحشي السبت، حيث أكد الأطباء حدوث تمزق كبير في الأعصاب بيد الطفل نتيجة الضرب بـ"الساطور"، وفقدان بعض الأصابع، وتم تقديم بلاغ لقسم الشرطة الذي يسيطر عليه الانقلابيون، فلم يحرك ساكناً حتى الآن ومازال الجاني يؤدي عمله.

وتعالت أصوات شبابية وحقوقية التي دشنت هاشتاغ كلنا زياد، للمطالبة بالقبض على الجاني ومحاسبته ووضع حد لانتهاكات الميليشيات الانقلابية.

وينتمي الطفل زياد إلى قرية "الحنامي" بمديرية حبيش محافظة إب، ودفعته الظروف للعمل كبائع متجول ليعول أسرته الريفية، التي تأثرت ضمن آلاف الأسر اليمنية بفعل الانقلاب والحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح منذ أكثر من عامين ونصف العام.

ويصف الناشط أكرم مثنى، وهو من أبناء محافظة إب، هذه الجريمة بـ"البشعة"، بحق طفل بائع متجول يبيع بعض الخضراوات ليسد رمق جوع أسرته، مشيراً إلى أن أسرة الطفل الضحية تعاني من ظروف معيشة صعبة للغاية.

وتعد هذه الحادثة هي الثانية خلال أسبوعين وفي ذات المكان حيث تعرض طفل يعمل في إحدى البسطات (بائع متجول) للضرب بآلة حادة في ظل انتهاكات يومية يتعرض لها أبناء المحافظة الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية.