الموصل - (رويترز): في داخل مستشفى النساء والتوليد الرئيسي بمدينة الموصل العراقية يرقد رضيعان، لم يتم اختيار اسمين لهما بعد، في محضنين بغرفة متهدمة. والرضيعان توأمان، عمرهما أقل من أسبوعين، يوضعان مع 5 رضع حديثي الولادة آخرين في قسم مؤقت للأطفال الخدج "المبتسرين". ولا يعرف التوأمان، اللذان ولدا بعد 3 أسابيع من إعلان النصر على تنظيم الدولة "داعش" في الموصل بالكامل، كيف كانا سينشآن في ظل الحكم الوحشي للتنظيم المتشدد. فهما محظوظان بأكثر من طريقة. فلو كانا ولدا قبل أشهر كانت فرص نجاتهما ستصبح ضئيلة حيث أحرق المتطرفون عنابر حديثي الولادة في مستشفى الخنساء التعليمي شرق الموصل بشكل لا يمكن إصلاحه. ومستشفى الخنساء أصبح هيكلا مليئا بالركام تقريبا لكنه لا يزال مستخدما كمستشفى حكومي رئيسي للولادة يخدم الأمهات والمواليد في الموصل بشطريها الشرقي والغربي. وظل المستشفى مفتوحا عقب استيلاء تنظيم الدولة "داعش" على المدينة في 2014. وقال المدير الإداري للمستشفى الدكتور عزيز إن الأولوية كانت تعطى لمقاتلي تنظيم الدولة "داعش" وزوجاتهم كي يضعن مواليدهن وبالتالي كان سكان الموصل يأتون في المرحلة التالية دائما. وعندما بدأت القوات العراقية حملتها لتحرير الموصل من التنظيم المتطرفون العام الماضي استولى الارهابيون على مستشفى الخنساء وطردوا المرضى والعاملين فيه وأغلقوا أبوابه. وأحال المتطرفون المستشفى إلى مخزن للإمدادات الطبية لا سيما حقن الجلوكوز وشراب السعال. ولما شعروا بدنو هزيمتهم أحرق المتطرفون المستشفى وفجروا عبوات ناسفة في أرجائه. وأُعيد فتح المستشفى بعد تطهير نصف الموصل من المتطرفين في يناير الماضي. وقال مدير المستشفى إن الخدمة التي توفرها المنشأة حاليا هي التوليد وتجهيز حالات الوفاة. أما أي شيء بينهما مثل الفحوص المختبرية أو إجراء أشعة بالرنين المغناطيسي فإنه يتم إرسال المرضى إلى منشآت طبية أخرى في مدن أخرى بعيدة، وهو أمر مستحيل بالنسبة لغالبية المرضى. وأضاف مدير المستشفى الدكتور جمال يونس "ليس لدينا جهاز فحص بالأشعة المقطعية ولا جهاز فحص بالرنين المغناطيسي. معظم فحوص المختبرات غير متاحة كما ينبغي. بالتالي فنحن نعمل بأدنى متطلبات. ولم يتلق مستشفى الخنساء بعد التمويل اللازم لإعادة الإعمار من وزارة الصحة في بغداد. ووزارة الصحة هي التي تدير المستشفيات العامة في العراق. وبدلا من ذلك يعتمد المستشفى على منظمات أهلية وتبرعات المواطنين والعاملين به لإعادة البناء.
{{ article.visit_count }}