دبي - (العربية نت): كشفت مصادر عراقية أن المرجع الشيعي علي السيستاني رفض استقبال رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محمود الهاشمي الشاهرودي، الذي أوفده المرشد الإيراني علي خامنئي لزيارة العراق ولقاء مسؤوليها، بعد تصاعد الخلافات في أوساط التحالف الشيعي الموالي لطهران.

ونقل موقع "الغد برس" من بغداد، عن مصادر وصفها بالرفيعة، أن "الشاهرودي طلب مقابلة السيستاني أثناء زيارته للنجف التي تستمر يومين أو ثلاثة، في إطار جولته داخل العراق، لكن السيستاني رفض استقباله".

ولم تكشف المصادر سبب رفض السيستاني استقبال الشاهرودي، بحسب الموقع.

وكانت مصادر إيرانية قد كشفت أن خامنئي طلب من الشاهرودي زيارة العراق لتوحيد الأحزاب الشيعية بعد الخلافات المتصاعدة بينها، تمهيداً للدخول بقائمة واحدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، استقبل رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محمود الشاهرودي، وأمين عام المجلس محسن رضائي، والوفد المرافق لهما الذي ضم عددا من المسؤولين.

وبحسب بيان لمكتب العبادي، فقد قال الشاهرودي إن "الانتصارات المتتالية التي حققها العراق ضد تنظيم داعش تحت قيادة الدكتور حيدر العبادي ووحدة الشعب العراقي أذهلت العالم، وفوتت الفرصة على أعداء العراق وشعبه".

وكان الشاهرودي التقى نائب رئيس الجمهورية وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذي يعتبر رجل طهران الأول في الحكومة العراقية، بحضور قادة في هيئة ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية وعدد آخر من قيادات التحالف الشيعي الموالي لطهران.

وتأتي زيارة الشاهرودي للعراق وسط تصاعد الخلافات بين التحالف الشيعي من أجل تسمية مرشح جديد له خلفاً لعمار الحكيم الذي انشق عن المجلس الأعلى في 24 يوليو الماضي، وأسس تيار "الحكمة" الذي استقبل الشاهرودي في بغداد أيضا.

ووفقاً لوكالة "فارس"، فقد أكد الشاهرودي خلال لقائه بالحكيم أنه "يجب عدم السماح للقضايا السياسية والخلافات المحتملة بين الساسة أن تؤثر سلباً على معنويات الشعب العراقي، ومن هذا المنطلق يجب توضيح الخدمات والمكتسبات التي تحققت للشعب".

يذكر أن المرشد الإيراني علي خامنئي، أصدر حكما في 14 أغسطس الماضي، بتعيين الشاهرودي المقرب منه، رئيسا لمجلس تشخيص مصلحة النظام بدلاً من رئيسه الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، لمدة خمس سنوات.

ويعتبر الشاهرودي المولود في النجف عام 1948، أحد أهم مراجع الشيعة في إيران والعراق، وأحد أهم المرشحين لخلافة خامنئي لمنصب المرشد أو "الولي الفقيه".

وتقلد الشاهرودي مناصب رفيعة منذ الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه عام 1979، كمنصب رئيس القضاء الإيراني بين عامي 1999 و2009.

وتعارض بعض التيارات والمراجع في إيران قضية ترشحه لخلافة المرشد بسبب جنسيته العراقية رغم المكانة التي يحظى بها لدى خامنئي وقادة كبار بالنظام الإيراني.

وكان بعض النواب والشخصيات السياسية اعتبروا أن جنسية الشاهرودي العراقية تعد إشكالية أمام دخوله في مجلس خبراء القيادة الإيرانية أو تسلمه رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام، خاصة أنه تزعم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، الذي كان أقوى المنظمات الشيعية المعارضة العراقية في إيران حتى سقوط النظام العراقي السابق، بغزو أميركي عام 2003.

لكن أنصار الشاهرودي يقولون إن العراق لم يسقط الجنسية الإيرانية عنه رغم ولادته بمدينة النجف حيث كان والده مدرساً في الحوزة الشيعية هناك.