موسكو - (أ ف ب): أعلنت روسيا الأربعاء أن القائد العام لهيئة تحرير الشام ابو محمد الجولاني في "حال حرجة" إثر إصابته في غارة روسية أسفرت عن مقتل 12 قياديا في الهيئة. من جهة اخرى، اسفرت الغارات الروسية عن مقتل 20 مدنيا لدى محاولتهم عبور نهر الفرات هربا من معارك تخوضها قوات النظام ضد تنظيم الدولة "داعش" في محافظة دير الزور شرق سوريا. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنها شنت الثلاثاء ضربات جوية بعد تلقيها معلومات عن عقد اجتماع لهيئة تحرير الشام، وابرز مكوناتها جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا قبل اعلانها فك ارتباطها بالقاعدة". وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع ايغور كوناشينكوف ان الغارة كانت عملية خاصة للانتقام من هجوم على الشرطة العسكرية الروسية في منطقة خفض التوتر في محافظة ادلب في 18 سبتمبر الماضي. واضاف في بيان "على إثر الضربة، أصيب قائد جبهة النصرة أبو محمد الجولاني بجروح خطيرة وعديدة وبترت ذراعه، وهو في حال حرجة بحسب عدة مصادر مستقلة". وتابع ان الضربات أسفرت عن مقتل "50 قياديا" آخر في هيئة تحرير الشام بينهم المسؤول عن امن الجولاني وإصابة "أكثر من 10 مقاتلين" بجروح. واكد المتحدث مشاركة طائرات من طراز سوخوي 34 و35 في استهداف المتطرفين. وتمكنت القوات التي تقودها موسكو من الايقاع بالمجموعة المتطرفة من خلال استخدام معلومات حصلت عليها الاستخبارات العسكرية الروسية الثلاثاء. ووجهت الضربات عندما دعي المقاتلون الى اجتماع. واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان 3 من ضباطها اصيبوا في الهجوم في 18 سبتمبر الماضي في حين اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 3 جنود روس قتلوا في اشتباكات مع المتطرفين. يذكر ان جبهة النصرة كانت اعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016، وغيرت اسمها الى جبهة فتح الشام. وتهيمن جبهة فتح الشام على تحالف "هيئة تحرير الشام" المكون من فصائل متطرفة ويسيطر على معظم محافظة ادلب شمال غرب سوريا بعد طرد فصائل اخرى كانت جزءا من تحالف هيئة تحرير الشام في وقت سابق من العام الحالي. ولم تقر واشنطن والأمم المتحدة بانفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة. واعلنت روسيا خلال الاشهر الماضية مقتل العديد من كبار القادة المتطرفين. من جانب اخر، احصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل "20 مدنياً بينهم نساء واطفال جراء غارات روسية استهدفتهم أثناء محاولتهم التنقل على متن عبارات من غرب نهر الفرات إلى شرقه، جنوب شرق مدينة الميادين" في محافظة دير الزور مشيرا الى ان "60 مدنياً اخرين هم في عداد المفقودين او الجرحى". وكان هؤلاء المدنيين بحسب المرصد "يحاولون الفرار من المعارك العنيفة الدائرة بين قوات النظام وتنظيم الدولة "داعش"" في المنطقة.وذكرت روسيا في يونيو الماضي، ان طائراتها ربما تكون قتلت زعيم تنظيم الدولة "داعش"، ابو بكر البغدادي خلال غارة قرب الرقة معقل التنظيم في سوريا. الا انها اشارت في يوليو الماضي الى انها تسعى الى تأكيد ما اذا كان ميتا او حيا. ونشر تنظيم الدولة "داعش"، الاسبوع الماضي تسجيل صوتيا نسبه الى البغدادي. كما اعلنت موسكو الشهر الماضي مقتل بعض كبار قادة التنظيم المتطرف في غارة جوية بينهم "وزير الحرب" غول مراد حليموف الذي تلقى تدريبا امريكيا. وتشكل محافظة ادلب وبعض المناطق المتاخمة احدى 4 مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها في مفاوضات بين المعارضة والحكومة السوريتين برعاية تركيا وروسيا وايران. وتتعرض محافظة ادلب منذ أسابيع لغارات روسية واخرى سورية مكثفة ردا على هجوم بدأته فصائل متطرفة في ريف محافظة حماة المجاورة الذي يشكل مع ادلب جزءا رئيسياً من منطقة خفض التوتر. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بان قوات النظام تمكنت الاربعاء من طرد تنظيم الدولة "داعش"، من اخر مناطق سيطرته في ريف حماة الشرقي وسط سوريا، لينتهي بذلك تواجد المتطرفين في كامل المحافظة. وجاء ذلك بعد معارك طاحنة بين الطرفين مستمرة منذ شهر. وتسببت المعارك العنيفة منذ اندلاعها بين الطرفين بمقتل 407 عناصر من التنظيم، مقابل 189 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد. وقال عبد الرحمن، "مع تقدم قوات النظام، يكون وجود التنظيم في محافظة حماة قد انتهى بشكل كامل، بعد أكثر من 3 أعوام من سيطرته على ريفها الشرقي". وتسيطر قوات النظام على اجزاء واسعة من محافظة حماة وعلى المدينة، مركز المحافظة، فيما تتقاسم الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام، التي تعد جبهة النصرة سابقاً أبرز مكوناتها، السيطرة على مناطق في ريف حماة الشمالي الشرقي وجزء صغير من ريف حماة الجنوبي.على جبهة أخرى، اتهمت موسكو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بارتكاب "استفزازات دموية" ضد القوات الروسية في سوريا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة "الشرق الاوسط" السعودية الصادرة الاربعاء "إن نشاطات القوات التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا تثير كثيراً من التساؤلات". وأضاف "في بعض الحالات، تشن هذه القوات ضربات، ويقال إنها غير مقصودة ضد الجيش السوري. وبعدها تشن قوات "داعش" هجمات مضادة. وفي بعض الحالات، تشجع هذه القوات على نحو غير مباشر إرهابيين آخرين على مهاجمة مواقع استراتيجية استعادت دمشق سيطرتها الشرعية عليها مؤخراً، أو تتعمد الدخول في استفزازات دموية ضد قواتنا". وكان لافروف يشير إلى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتخوض القوات التي تضم فصائل كردية وعربية معارك شرسة ضد تنظيم الدولة "داعش"، لا سيما في الرقة، أبرز معاقله في سوريا. واتهمت قوات سوريا الديموقراطية في سبتمبر الماضي طائرات روسية وسورية بقصف مواقع لها في محافظة دير الزور شرق سوريا. بينما اتهمت روسيا الشهر الماضي قوات سوريا الديمقراطية باطلاق النار على قوت النظام السوري بالقرب من دير الزور. وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين ضد تنظيم الدولة "داعش"، الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية في الريف الشرقي.