عواصم - (وكالات): أعلنت بغداد مساء الجمعة وقف عملياتها ضد القوات الكردية سعيا للتوصل إلى حل من خلال التفاوض، بعد معارك عنيفة للسيطرة على منفذ حدودي إستراتيجي على الحدود السورية التركية.
وكانت القوات العراقية أمهلت مقاتلي البشمركة "ساعات" للانسحاب من منطقة فيشخابور الحدودية مع تركيا، والتي تشكل مصدر تمويل مهما لهم، في سعي واضح للضغط ماليا على الإقليم في إجراء عقابي جديد على خلفية الاستفتاء على الاستقلال.
ومع انتهاء تلك المهلة من دون تحرك للطرفين، أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بـ"ايقاف حركة القوات العسكرية لمدة 24 ساعة" في المناطق المتنازع عليها "لمنع الصدام وإراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد".
وأضاف العبادي في بيان إن الخطوة ترمي إلى "فسح المجال أمام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها" والتي تشمل "فيشخابور والحدود الدولية".
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي الجمعة لوسائل إعلام محلية التوصل إلى هذا الإجراء برعاية التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل منذ شهر حين نظم الإقليم استفتاء على الاستقلال جاءت نتيجته "نعم" بغالبية ساحقة.
وبادرت حكومة إقليم كردستان الأربعاء تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء، بعد الخسارة التي تعرضت لها على الأرض والضغوط السياسية الداخلية والدولية.
غير أن العبادي رفض المقترح، قائلا "نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور".
واتخذت حكومة بغداد مجموعة من الإجراءات العقابية ضد أربيل بعد الاستفتاء الذي أجرته على الاستقلال عن بغداد في 25 سبتمبر، بينها غلق المجال الجوي على مطاري الإقليم.
كما استعادت من البشمركة جميع المناطق المتنازع عليها، وخصوصا محافظة كركوك الغنية بالنفط ومناطق في محافظة نينوى على الحدود التركية.
وفي وقت سابق، استعادت القوات الاتحادية السيطرة على منفذ ربيعة، شمال غرب، على الحدود مع سوريا، بعد سنوات من سيطرة البشمركة.
وإلى الشمال قليلا، دارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة بين المقاتلين الأكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر فيشخابور، سعيا إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي.
وأعطى طرفا النزاع روايتين مختلفتين للأحداث الجارية في اليوم الأول من الهجوم ضد الأكراد.
فبحسب بغداد، استعادت القوات العراقية مع آلياتها المدرعة السيطرة على قرى عدة في المنطقة، متقدمة في طريق ترابية مع خوضها معارك عنيفة. في المقابل، يؤكد الأكراد أنهم صدوا كل الهجمات التي تعرضوا لها.
وتقع فيشخابور على رأس مثلث حدودي بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، وتعتبر استراتيجية خصوصا للأكراد.
وسيطرت قوات البشمركة على خط أنابيب النفط الممتد من محافظة كركوك مرورا بالموصل في محافظة نينوى الشمالية، في أعقاب الفوضى التي تبعت الهجوم الواسع لتنظيم الدولة الإسلامية قبل ثلاث سنوات.
ورغم استعادة القوات العراقية جميع الحقول النفطية في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها في المحافظات الشمالية قبل حوالى أسبوعين، فإنها غير قادرة على تصدير النفط عبر الأنابيب الشمالية بسبب الأضرار التي لحقت بها إثر العمليات العسكرية ضد الجهاديين، وأيضا لمرورها عبر أراض خاضعة لسلطة كردستان.
وأقدمت سلطات الاقليم نهاية 2013 على مد خط مواز إلى نقطة الالتقاء في منطقة فيشخابور مرورا بأربيل ودهوك، قطعت بموجبه الأنبوب الممتد من كركوك، وربطت الخط الجديد بالأنبوب الذي تمر عبره جميع الصادرات العراقية النفطية الشمالية إلى ميناء جيهان التركي.
ومنذ الثمانينات، يقوم العراق بتصدير الذهب الأسود عبر خط أنابيب يبلغ طوله 970 كيلومترا يربط كركوك بجيهان عبر معبر فيشخابور.
وحتى دخول تنظيم الدولة "داعش"، في 2014، كان خط الأنابيب ينقل ما بين 250 و400 ألف برميل يوميا.
وقال مسؤول أمني عراقي إن "فصائل كردية انفصالية تستميت دفاعا عن المنطقة الواقعة شمال ناحيتي زمار وربيعة، لقربها من حقلي الرميلان وكراتشوك النفطيين في سوريا".
وأوضح أنه يتم "شراء النفط السوري عبر المنطقة من عناصر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، لعدم وجود منفذ لتهريب النفط إلى تركيا من جهة سوريا".
ووفقا للمسؤول نفسه، فإن الأكراد السوريين "يبيعون النفط عبر الشاحنات التي تمر من قرية المحمودية "العراقية" التي لم يسمح لسكانها بالعودة إليها منذ دخول البشمركة إلى المنطقة".
وعلى الجبهة الغربية في مواجهة تنظيم الدولة "داعش"، أكد ضابط برتبة عميد ركن أن القوات العراقية المدعومة بفصائل من الحشدين الشعبي والعشائري "اشتبكت الجمعة، مع عناصر تنظيم داعش (...) جنوب شرق القائم، بمختلف الأسلحة والأعتدة، واستخدم فيها الجيش المدفعية وراجمات الصواريخ".
وفي اليوم الثاني من انطلاق العمليات العسكرية ضد آخر معقل للتنظيم المتطرف، أشارت مصادر عسكرية عدة إلى أن القوات العراقية قتلت أكثر من 25 متطرفا، إلى جانب سقوط 3 مقاتلين من الحشد الشعبي.
وقال قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي اللواء الركن نومان عبد الزوبعي إن "القوات الأمنية على مشارف ناحية العبيدي التي تبعد عشرة كيلومترات شرق مدينة القائم".
وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وصف عملية القائم بـ"آخر معركة كبيرة" ضد المتطرفين ومن المتوقع ان تنتهي بالتقاء على جانبي الحدود لتطويق تنظيم الدولة في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور شرق سوريا إلى القائم غرب العراق.
وكانت القوات العراقية أمهلت مقاتلي البشمركة "ساعات" للانسحاب من منطقة فيشخابور الحدودية مع تركيا، والتي تشكل مصدر تمويل مهما لهم، في سعي واضح للضغط ماليا على الإقليم في إجراء عقابي جديد على خلفية الاستفتاء على الاستقلال.
ومع انتهاء تلك المهلة من دون تحرك للطرفين، أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بـ"ايقاف حركة القوات العسكرية لمدة 24 ساعة" في المناطق المتنازع عليها "لمنع الصدام وإراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد".
وأضاف العبادي في بيان إن الخطوة ترمي إلى "فسح المجال أمام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها" والتي تشمل "فيشخابور والحدود الدولية".
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي الجمعة لوسائل إعلام محلية التوصل إلى هذا الإجراء برعاية التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل منذ شهر حين نظم الإقليم استفتاء على الاستقلال جاءت نتيجته "نعم" بغالبية ساحقة.
وبادرت حكومة إقليم كردستان الأربعاء تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء، بعد الخسارة التي تعرضت لها على الأرض والضغوط السياسية الداخلية والدولية.
غير أن العبادي رفض المقترح، قائلا "نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور".
واتخذت حكومة بغداد مجموعة من الإجراءات العقابية ضد أربيل بعد الاستفتاء الذي أجرته على الاستقلال عن بغداد في 25 سبتمبر، بينها غلق المجال الجوي على مطاري الإقليم.
كما استعادت من البشمركة جميع المناطق المتنازع عليها، وخصوصا محافظة كركوك الغنية بالنفط ومناطق في محافظة نينوى على الحدود التركية.
وفي وقت سابق، استعادت القوات الاتحادية السيطرة على منفذ ربيعة، شمال غرب، على الحدود مع سوريا، بعد سنوات من سيطرة البشمركة.
وإلى الشمال قليلا، دارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة بين المقاتلين الأكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر فيشخابور، سعيا إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي.
وأعطى طرفا النزاع روايتين مختلفتين للأحداث الجارية في اليوم الأول من الهجوم ضد الأكراد.
فبحسب بغداد، استعادت القوات العراقية مع آلياتها المدرعة السيطرة على قرى عدة في المنطقة، متقدمة في طريق ترابية مع خوضها معارك عنيفة. في المقابل، يؤكد الأكراد أنهم صدوا كل الهجمات التي تعرضوا لها.
وتقع فيشخابور على رأس مثلث حدودي بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، وتعتبر استراتيجية خصوصا للأكراد.
وسيطرت قوات البشمركة على خط أنابيب النفط الممتد من محافظة كركوك مرورا بالموصل في محافظة نينوى الشمالية، في أعقاب الفوضى التي تبعت الهجوم الواسع لتنظيم الدولة الإسلامية قبل ثلاث سنوات.
ورغم استعادة القوات العراقية جميع الحقول النفطية في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها في المحافظات الشمالية قبل حوالى أسبوعين، فإنها غير قادرة على تصدير النفط عبر الأنابيب الشمالية بسبب الأضرار التي لحقت بها إثر العمليات العسكرية ضد الجهاديين، وأيضا لمرورها عبر أراض خاضعة لسلطة كردستان.
وأقدمت سلطات الاقليم نهاية 2013 على مد خط مواز إلى نقطة الالتقاء في منطقة فيشخابور مرورا بأربيل ودهوك، قطعت بموجبه الأنبوب الممتد من كركوك، وربطت الخط الجديد بالأنبوب الذي تمر عبره جميع الصادرات العراقية النفطية الشمالية إلى ميناء جيهان التركي.
ومنذ الثمانينات، يقوم العراق بتصدير الذهب الأسود عبر خط أنابيب يبلغ طوله 970 كيلومترا يربط كركوك بجيهان عبر معبر فيشخابور.
وحتى دخول تنظيم الدولة "داعش"، في 2014، كان خط الأنابيب ينقل ما بين 250 و400 ألف برميل يوميا.
وقال مسؤول أمني عراقي إن "فصائل كردية انفصالية تستميت دفاعا عن المنطقة الواقعة شمال ناحيتي زمار وربيعة، لقربها من حقلي الرميلان وكراتشوك النفطيين في سوريا".
وأوضح أنه يتم "شراء النفط السوري عبر المنطقة من عناصر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، لعدم وجود منفذ لتهريب النفط إلى تركيا من جهة سوريا".
ووفقا للمسؤول نفسه، فإن الأكراد السوريين "يبيعون النفط عبر الشاحنات التي تمر من قرية المحمودية "العراقية" التي لم يسمح لسكانها بالعودة إليها منذ دخول البشمركة إلى المنطقة".
وعلى الجبهة الغربية في مواجهة تنظيم الدولة "داعش"، أكد ضابط برتبة عميد ركن أن القوات العراقية المدعومة بفصائل من الحشدين الشعبي والعشائري "اشتبكت الجمعة، مع عناصر تنظيم داعش (...) جنوب شرق القائم، بمختلف الأسلحة والأعتدة، واستخدم فيها الجيش المدفعية وراجمات الصواريخ".
وفي اليوم الثاني من انطلاق العمليات العسكرية ضد آخر معقل للتنظيم المتطرف، أشارت مصادر عسكرية عدة إلى أن القوات العراقية قتلت أكثر من 25 متطرفا، إلى جانب سقوط 3 مقاتلين من الحشد الشعبي.
وقال قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي اللواء الركن نومان عبد الزوبعي إن "القوات الأمنية على مشارف ناحية العبيدي التي تبعد عشرة كيلومترات شرق مدينة القائم".
وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وصف عملية القائم بـ"آخر معركة كبيرة" ضد المتطرفين ومن المتوقع ان تنتهي بالتقاء على جانبي الحدود لتطويق تنظيم الدولة في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور شرق سوريا إلى القائم غرب العراق.