الخرطوم - محمد سعيد
شهدت العلاقات بين الخرطوم والمنامة انفتاحاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة وتوجت بزيارة رئيس الجمهورية السوداني المشير عمر البشير للبحرين العام الماضي ضمن وفد كبير رافقه خلالها وزير رئاسة الجمهورية فضل عبدالله ووزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور ووزير المالية السابق بدر الدين محمود. ووقّعت خلال الزيارة اتفاقية بين البحرين والسودان، لاستثمار مشروع زراعي يحمل اسم "خيرات البحرين" في شمال السودان بمساحة تبلغ نحو 100 ألف فدان، للمساهمة في سد احتياجات السوق المحلي البحريني والخليجي من المنتجات الغذائية والحيوانية، وإقامة عدد من المشروعات الزراعية للإنتاج الحيواني. وتقع الأرض الزراعية الممنوحة للبحرين في منطقة استثمارية ضخمة، غنية بالمياه الجوفية وتتوفر فيها الطاقة الكهربائية وهي مرتبطة بطريق بري لميناء "بورتسودان"، المطل على البحر الأحمر شرق السودان، وكذلك مرتبطة بجمهورية مصر العربية. ونصت الاتفاقية على أن تمتد الفترة لـ99 عاماً معفية بشكل كامل من الرسوم وغيرها من الضرائب، بالإضافة إلى إعفاء كامل من الضرائب الجمركية لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد إذا اقتضي الأمر. وتجيء الاتفاقية ضمن خطة الاستثمار طويل المدى في قطاع الزراعة مما سوف يعود بنفعه على الشعبين السوداني والبحريني. وفي تصريحات تناقلتها العديد من الصحف الخليجية حول هذا الأمر أكد المختصون بمملكة البحرين أن حجم هذه الأراضي الكبير سوف يكون له ناتج مميز في قطاع الزراعة البحرينية، فيما دعا مسؤولون من مملكة البحرين إلى زيادة الرقعة الزراعية التي يتم الاستثمار بها في دولة السودان لما تمتلكه الأراضي السودانية من مقومات زراعية لا تمتلكها غيرها من الدول.
مساحة زراعية ضخمة
وزير الدولة بالاستثمار السوداني أسامة فيصل قال في تصريحات خاصة لـ"الوطن" إن "العلاقات الاقتصادية بدأت مع البحرين منذ سنوات عندما شرعت بعض الشركات البحرينية في الاستثمار في مجال الأمن الغذائي بالسودان خاصة في المشروعات الزراعية والإنتاج الحيواني". وأضاف الوزير السوداني أن "الرئيس السوداني البشير استمع خلال زيارته للمنامة العام الماضي إلى عرض من المجلس الاقتصادي البحريني وبحث معهم فرص الاستثمار في السودان". ونوه إلى أن "البحرين لديها مساحة أرض زراعية ضخمة بالولاية الشمالية أكملت الشركة الاستشارية الدراسات اللازمة"، كاشفاً في الوقت ذاته أن "المنامة بصدد فتح مكتب بالخرطوم لمتابعة استثماراتها والمشروع". ودعا فيصل البحرين إلى "زيادة استثماراتها خاصة مع وجود فرص وموارد ضخمة بالبلاد". وأشاد في ذات السياق "بالعلاقات الكبيرة بين البلدين"، مستشهداً "بالجالية السودانية الكبيرة التي تقيم بالبحرين والعلاقات الأزلية بين الدولتين"، مشيراً إلى أن "التبادل الاقتصادي سيسهم في تقويتها أكثر".
خبرات بحرينية
الخبير الاقتصادي السوداني عز الدين إبراهيم قال خلال إفادته لـ"الوطن"، إن "البحرين لديها فرص كبيرة للاستثمار الخدمي في السودان خاصة مجالات البنوك والمصارف بجانب صناعة الفندقة والصناعات الخفيفة بحكم خبراتهم الطويلة في هذا المجال". ووصف إبراهيم العلاقات بين البلدين بالقوية.
وبحسب خبراء الاقتصاد فإن رفع العقوبات الاقتصادية عن كاهل الخرطوم بعد سنوات طويلة سيسهم بصورة كبيرة جداً في استقبال رؤوس أموال خليجية ضخمة خاصة وأن السودان يعتبر واحداً من أكبر ثلاث بلدان في القارة الأفريقية من حيث المساحة وواحداً من أهم بلدان العالم التي تتوافر فيه المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة بما يقارب ثلث إجمالي مساحته البالغة 1.886.068 كيلومتر مربع، "728.215 ميل مربع"، مما يجعله "سلة غذاء" عالمية مؤكدة. وتتميز أراضيه بالخصوبة العالية، خاصة على ضفاف نهر النيل والأنهار الأخرى في شمال البلاد. كما يعتبر السودان من أغنى الدول العربية والأفريقية بثروته الحيوانية والتي تقدر فيه أعداد حيوانات الغذاء "أبقار - أغنام - ماعز - إبل" بنحو 103 ملايين رأس "30 مليون رأس أبقار، 37 مليون رأس أغنام، 33 مليون رأس ماعز، 3 مليون رأس من الإبل"، إضافة إلى 4 ملايين رأس من الفصيلة الخيلية، و45 مليوناً من الدواجن، وثروة سمكية تقدر بنحو 100 ألف طن للمصائد الداخلية، و10 ألف طن للمصائد البحرية، إلى جانب أعداد كبيرة مقدرة من الحيوانات البرية.
شهدت العلاقات بين الخرطوم والمنامة انفتاحاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة وتوجت بزيارة رئيس الجمهورية السوداني المشير عمر البشير للبحرين العام الماضي ضمن وفد كبير رافقه خلالها وزير رئاسة الجمهورية فضل عبدالله ووزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور ووزير المالية السابق بدر الدين محمود. ووقّعت خلال الزيارة اتفاقية بين البحرين والسودان، لاستثمار مشروع زراعي يحمل اسم "خيرات البحرين" في شمال السودان بمساحة تبلغ نحو 100 ألف فدان، للمساهمة في سد احتياجات السوق المحلي البحريني والخليجي من المنتجات الغذائية والحيوانية، وإقامة عدد من المشروعات الزراعية للإنتاج الحيواني. وتقع الأرض الزراعية الممنوحة للبحرين في منطقة استثمارية ضخمة، غنية بالمياه الجوفية وتتوفر فيها الطاقة الكهربائية وهي مرتبطة بطريق بري لميناء "بورتسودان"، المطل على البحر الأحمر شرق السودان، وكذلك مرتبطة بجمهورية مصر العربية. ونصت الاتفاقية على أن تمتد الفترة لـ99 عاماً معفية بشكل كامل من الرسوم وغيرها من الضرائب، بالإضافة إلى إعفاء كامل من الضرائب الجمركية لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد إذا اقتضي الأمر. وتجيء الاتفاقية ضمن خطة الاستثمار طويل المدى في قطاع الزراعة مما سوف يعود بنفعه على الشعبين السوداني والبحريني. وفي تصريحات تناقلتها العديد من الصحف الخليجية حول هذا الأمر أكد المختصون بمملكة البحرين أن حجم هذه الأراضي الكبير سوف يكون له ناتج مميز في قطاع الزراعة البحرينية، فيما دعا مسؤولون من مملكة البحرين إلى زيادة الرقعة الزراعية التي يتم الاستثمار بها في دولة السودان لما تمتلكه الأراضي السودانية من مقومات زراعية لا تمتلكها غيرها من الدول.
مساحة زراعية ضخمة
وزير الدولة بالاستثمار السوداني أسامة فيصل قال في تصريحات خاصة لـ"الوطن" إن "العلاقات الاقتصادية بدأت مع البحرين منذ سنوات عندما شرعت بعض الشركات البحرينية في الاستثمار في مجال الأمن الغذائي بالسودان خاصة في المشروعات الزراعية والإنتاج الحيواني". وأضاف الوزير السوداني أن "الرئيس السوداني البشير استمع خلال زيارته للمنامة العام الماضي إلى عرض من المجلس الاقتصادي البحريني وبحث معهم فرص الاستثمار في السودان". ونوه إلى أن "البحرين لديها مساحة أرض زراعية ضخمة بالولاية الشمالية أكملت الشركة الاستشارية الدراسات اللازمة"، كاشفاً في الوقت ذاته أن "المنامة بصدد فتح مكتب بالخرطوم لمتابعة استثماراتها والمشروع". ودعا فيصل البحرين إلى "زيادة استثماراتها خاصة مع وجود فرص وموارد ضخمة بالبلاد". وأشاد في ذات السياق "بالعلاقات الكبيرة بين البلدين"، مستشهداً "بالجالية السودانية الكبيرة التي تقيم بالبحرين والعلاقات الأزلية بين الدولتين"، مشيراً إلى أن "التبادل الاقتصادي سيسهم في تقويتها أكثر".
خبرات بحرينية
الخبير الاقتصادي السوداني عز الدين إبراهيم قال خلال إفادته لـ"الوطن"، إن "البحرين لديها فرص كبيرة للاستثمار الخدمي في السودان خاصة مجالات البنوك والمصارف بجانب صناعة الفندقة والصناعات الخفيفة بحكم خبراتهم الطويلة في هذا المجال". ووصف إبراهيم العلاقات بين البلدين بالقوية.
وبحسب خبراء الاقتصاد فإن رفع العقوبات الاقتصادية عن كاهل الخرطوم بعد سنوات طويلة سيسهم بصورة كبيرة جداً في استقبال رؤوس أموال خليجية ضخمة خاصة وأن السودان يعتبر واحداً من أكبر ثلاث بلدان في القارة الأفريقية من حيث المساحة وواحداً من أهم بلدان العالم التي تتوافر فيه المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة بما يقارب ثلث إجمالي مساحته البالغة 1.886.068 كيلومتر مربع، "728.215 ميل مربع"، مما يجعله "سلة غذاء" عالمية مؤكدة. وتتميز أراضيه بالخصوبة العالية، خاصة على ضفاف نهر النيل والأنهار الأخرى في شمال البلاد. كما يعتبر السودان من أغنى الدول العربية والأفريقية بثروته الحيوانية والتي تقدر فيه أعداد حيوانات الغذاء "أبقار - أغنام - ماعز - إبل" بنحو 103 ملايين رأس "30 مليون رأس أبقار، 37 مليون رأس أغنام، 33 مليون رأس ماعز، 3 مليون رأس من الإبل"، إضافة إلى 4 ملايين رأس من الفصيلة الخيلية، و45 مليوناً من الدواجن، وثروة سمكية تقدر بنحو 100 ألف طن للمصائد الداخلية، و10 ألف طن للمصائد البحرية، إلى جانب أعداد كبيرة مقدرة من الحيوانات البرية.