ندد المجلس الإسلامي العربي بالاعتداء العسكري الإيراني على المملكة العربية السعودية، باستهداف أحد مطاراتها بصاروخ بعيد المدى، أطلقته ميليشيا حزب الله من الأراضي اليمنية .

وأكد المكتب السياسي للمجلس في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة العلامة د. محمد الحسيني، وقوفه بحزم إلى جانب المملكة في مواجهة الحرب الإيرانية المتمادية على الأمة العربية، وخصوصا مع الاستهداف السافر للسعودية منذ أيام انطلاقا من اليمن بواسطة ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني مثل حزب الله وأنصار الله ، بأسلحة إيرانية متطورة.

وأضاف المكتب: "من الواضح أن إيران قررت تصعيد المواجهة القائمة مع العرب منذ عقود، وقررت إعلان الحرب المباشرة والصريحة على السعودية كونها تتولى اليوم قيادة الأمة العربية لصد مشروع التفتيت والهيمنة الذي أمر به الولي الفقيه الإيراني، الذي تتولاه أذرع الحرس الثوري الإرهابي في اليمن والعراق وسوريا ولبنان .

وتابع "المجلس الإسلامي العربي الذي حذر منذ زمن بعيد من المخططات الإيرانية، يدق ناقوس الخطر ويعلن استنفار كل طاقاته للوقوف إلى جانب المملكة وكل دولة عربية تتعرض للاعتداء الإيراني، ويدعو كل العرب إلى الالتفاف حول القيادة العربية السعودية في مرحلة حساسة وخطرة ينتقل فيها المشروع الإيراني الخبيث إلى مرحلة أعلى من الإجرام والقتل والحروب .

واعتبر المجلس أن المأزق الذي تتخبط فيه القيادة الإيرانية نتيجة للاستراتيجية الأمريكية العربية ضدها، جعلها تبحث عن متنفس وعن ساحة للرد، ولأنها لا تملك الجرأة على تبني أفعالها لجأت إلى الخداع واستهدفت المملكة مباشرة بصاروخ من صنع إيراني، أطلقه مرتزقتها من اليمن، لتتبرأ من هذا الفعل الإجرامي وتنسبه إلى هؤلاء .

وأكد المجلس، أن الحيل والأكاذيب الإيرانية لم تعد تنطلي على أحد، والعرب يعرفون ان طهران اعلنت الحرب المفتوحة على الأمة العربية ، بعد سنوات من التغلغل السرطاني الخبيث عبر أدواتها ، واليوم فإن المواجهة صارت واضحة لا لبس فيها ، وينبغي الرد بالمثل واستهداف إيران بكل ما للعرب من إمكانيات ووسائل .

وفي السياق نفسه، ندد المجلس بحزب الله الذي تحول إلى ميليشيا مرتزقة جوالة تقاتل بناء عن الطلب الإيراني ، سواء في لبنان أو سوريا أوالعراق وأخيرا في اليمن، حيث تم تكليف وحداته العسكرية الصاروخية بتنفيذ الاعتداءات على المملكة العربية السعودية، وإن هذا السلوك عرض ويعرض شيعة لبنان العرب إلى أسوأ التداعيات، وهم العروبيون الذين تمسكوا طوال تاريخهم بانتمائهم الوطني اللبناني، وبإخلاصهم لإسلامهم وأمتهم العربية .

وأضاف: "كما أن سلوك حزب الله حول لبنان كله إلى رهينة المشروع الإيراني، وعبر عن ذلك بصلافة ووقاحة علي أكبر ولايتي خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، إذ أعلن أن هذا البلد هو جزء من المحور الإيراني، وهذا ما لا ينبغي السكوت عنه، وفي ظل الصمت الرسمي على هذا العدوان الكلامي، جاءت استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة ردا طبيعيا، ينبغي أن تتبعه خطوات لبنانية وعربية لتخليص هذا البلد من الهيمنة الإيرانية.

وأكد المجلس الإسلامي العربي تبنيه لكل ما ورد في بيان استقالة الحريري حول إيران وحزب الله، وهي نفسها المواقف التي أعلنها منذ سنوات بعيدة ويكررها اليوم في كل أدبياته، والأهم من كل ذلك أن المجلس قام في الأساس لمواجهة مشروع إيران لاستقطاب الشيعة العرب وجعلهم وقودا لغزواتها الإمبراطورية، وجعله هدفا استراتيجيا وبرنامج عمل يوميا .

واستغرب المجلس الدعاية الإعلامية المكثفة التي أطلقها حزب الله وأعوانه ضد السعودية على خلفية إعلان الحريري الاستقالة من الرياض، مشيرا إلى أن هذه الحملة روجت لأكاذيب ومزاعم حول توقيف وسجن الحريري أو وضعه في الإقامة الجبرية، للطعن في كرامة المملكة التي لم يعرف عنها يوما سوى إكرام الضيف ورعايته.

وفي الشأن السوري جدد المجلس رفضه لأي مؤتمرات حوار يمكن أن تؤدي إلى تكريس وجود النظام المجرم، معتبرا أن ما تحضر له موسكو من مباحثات في سوتشي، مشبوه وخطير، خصوصا أن الدعوة الأولى التي وجهت لهذه المحادثات، وعلى أرض سوريا، توجت بعبارة "الشعوب السورية "، ما يعني العمل على تقسيم سوريا أو فدرلتها، ليبقى حلفيها بشار الأسد على رأس إحدى الدويلات المذهبية، أو رئيسا صوريا لدولة مقسمة، وهذا مرفوض مبدئيا وعمليا.

وأيد المجلس الموقف العروبي الوحدوي للملك المغربي الحسن الثاني بشأن الصحراء الغربية، والذي أكد أن لا لأي حل لهذه القضية خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها ، مشددا على أن "الصحراء كانت دائما مغربية، قبل اختلاق النزاع المفتعل حولها، وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مهما كلفنا ذلك من تضحيات".

ورحب المكتب السياسي بانعقاد "المنتدى العالمي للشباب" في مصر، مركزا على أهمية ما دار فيه من نقاش، خصوصا دعوة الشباب إلى خوض معركة البناء والتنمية بالتوازي مع محاربة الإرهاب.

وأيد موقف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي واعتباره أن "مقاومة الإرهاب" هي من حقوق الإنسان على غرار الحقوق الأخرى مثل حرية التعبير، فالإرهاب ينتهك إنسانيتنا، ومقاومته حق جديد، أضيفه في مصر لحقوق الإنسان.