دمشق - رامي الخطيب
تعد ظاهرة زواج عناصر من تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة «داعش»، من السوريات، كارثة إنسانية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد أدت إلى ظهور طبقة اجتماعية جديدة، فاقدة للهوية، بلا أوراق ثبوتية أو أنساب واضحة، وهي بلا مستقبل، ما ينذر بكارثة وقنبلة موقوتة، تكبر شيئاً فشيئاً مع نمو «ذرية الأشباح» في سوريا. دراما سورية يتقدم أبوصالح التونسي للزواج من امرأة سورية فتتم الموافقة، وقد يبقى اسم الزوج طي الكتمان وتبقى الكنية وقد يظهر الاسم في عقد الزواج وبعد سنوات وعندما يقتل الزوج مخلفاً وراءه أولاداً تظهر مشكلة نسب الأولاد فهم قانونياً ليسوا سوريين بل تونسيين، فكيف للأم أن توثق الزواج في تونس، وتحصل على الجنسية لأولادها؟! ومن هنا تقرر الأم البقاء مع أولادها في سوريا بدون أوراق ثبوتية لهم، وكيف لهم أن يعيشوا وأن يتعلموا أو يستخرجوا جوازات سفر في المستقبل، وبالتالي لا يحصلون على جنسية الأم مع صعوبة اكتساب جنسية الأب ومن ثم يبقون معلقين. كيف سيتعلم الأولاد؟! كيف سيتعلم هؤلاء الأولاد؟ هذا سؤال يطرح نفسه، بعض المدارس تقبلهم على أنهم «مستمعين» خاصة المدارس التي تقع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، بينما المدارس الحكومية، فلا يمكن أن يلتحقوا بها إلا بأوراق رسمية، وحتى الحصول على دفتر العائلة للحصول على مساعدات غذائية يكون مستحيلاً، ومن ثم تحرم العائلة من مستحقاتها. لكن ما الذي يدفع الأهل لتزويج ابنتهم من شخص لا يعرفون عنه شيئاً واسمه وشخصيته سر وهو أشبه بالشبح؟! تعتبر بعض الأسر السورية خاصة في الأماكن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة «داعش»، أن تزويج ابنتها لأمير مثلاً يجلب لهم الجاه والمكانة وقد يكون المنطلق دينياً، فيعتبرونه مساعدة للمقاتل الذي يسمونه «مجاهداً»، والوقوف إلى جانبه كما وقف إلى جانبهم كما يزعمون، وقد يكون الدافع هو الفقر والرغبة في التخلص من نفقات الفتيات خاصة في ظل الضنك الذي يخيم على البلاد. تحدثنا السيدة أم عمر عن مأساتها فتقول: «زوجي سجل على عملية «استشهادية» -كما أسمتها- دون أن يخبرني بها وهو أردني الجنسية وبعد أن نفذ العملية جاءها التبليغ من الأمير أن «تقبل الله زوجك فقد قاد مفخخة صوب موقع للعدو».. وتكمل أم عمر فتقول: «لم يودعني حتى.. وإذا كان جاء لهذا الأمر فلماذا يتزوجني أصلاً ويترك طفلين لا معيل لهم ولماذا يزوجونني أهلي له أصلاً وكيف سأوثق الزواج في الأردن لأحصل على الجنسية لأولادي والأوراق الثبوتية؟!». ومثل حالة أم عمر الكثير خاصة في الأماكن التي يكثر فيها الأجانب ممن يسمون أنفسهم بـ»المهاجرين»، وقد يتزوج المقاتل أكثر من امرأة ليترك أكثر من مأساة، بعضها فوق بعض ويبقى اللوم دائماً على الأهل الذين لم يفكروا أبعد من اليوم الذين يعيشون فيه. هذه المأساة ليست جديدة فهي وجدت في أفغانستان، أيام قتال العرب ضد السوفيت هناك، وكذلك في العراق وأينما حل «المتطرفون» حلت المأساة. «السبي».. أدهى وأمر، أما عن سبي اليزيديات من قبل الدواعش وإنجابهن من خلال الاغتصاب تحت عنوان «ملك يمين» كما يسمونه هم، فهي كارثة أكبر لأن الرجل يتخلى عن الأولاد، فهم كما يسميهم «أبناء الأمة او الجارية»، والأم حملته كرهاً، ولا تحبذ تربيته أو الاحتفاظ به، فيلقى في الشارع، وأي دار رعاية أطفال يمكن أن يؤمنها تنظيم يدعي أنه دولة، وهو يعتنق أفكاراً إرهابية، ويخسر يومياً الأراضي التي يسيطر عليها. ويبقى السؤال، ما مصير هؤلاء الأطفال بعد القضاء على تنظيم الدولة «داعش»، و»القاعدة»؟! وهل ستبقى مأساة أبناء عناصر هذين التنظيمين المتطرفين جاثمة فوق صدور السوريين ليبتلوا بعبء جديد فوق أعبائهم؟!
تعد ظاهرة زواج عناصر من تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة «داعش»، من السوريات، كارثة إنسانية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد أدت إلى ظهور طبقة اجتماعية جديدة، فاقدة للهوية، بلا أوراق ثبوتية أو أنساب واضحة، وهي بلا مستقبل، ما ينذر بكارثة وقنبلة موقوتة، تكبر شيئاً فشيئاً مع نمو «ذرية الأشباح» في سوريا. دراما سورية يتقدم أبوصالح التونسي للزواج من امرأة سورية فتتم الموافقة، وقد يبقى اسم الزوج طي الكتمان وتبقى الكنية وقد يظهر الاسم في عقد الزواج وبعد سنوات وعندما يقتل الزوج مخلفاً وراءه أولاداً تظهر مشكلة نسب الأولاد فهم قانونياً ليسوا سوريين بل تونسيين، فكيف للأم أن توثق الزواج في تونس، وتحصل على الجنسية لأولادها؟! ومن هنا تقرر الأم البقاء مع أولادها في سوريا بدون أوراق ثبوتية لهم، وكيف لهم أن يعيشوا وأن يتعلموا أو يستخرجوا جوازات سفر في المستقبل، وبالتالي لا يحصلون على جنسية الأم مع صعوبة اكتساب جنسية الأب ومن ثم يبقون معلقين. كيف سيتعلم الأولاد؟! كيف سيتعلم هؤلاء الأولاد؟ هذا سؤال يطرح نفسه، بعض المدارس تقبلهم على أنهم «مستمعين» خاصة المدارس التي تقع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، بينما المدارس الحكومية، فلا يمكن أن يلتحقوا بها إلا بأوراق رسمية، وحتى الحصول على دفتر العائلة للحصول على مساعدات غذائية يكون مستحيلاً، ومن ثم تحرم العائلة من مستحقاتها. لكن ما الذي يدفع الأهل لتزويج ابنتهم من شخص لا يعرفون عنه شيئاً واسمه وشخصيته سر وهو أشبه بالشبح؟! تعتبر بعض الأسر السورية خاصة في الأماكن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة «داعش»، أن تزويج ابنتها لأمير مثلاً يجلب لهم الجاه والمكانة وقد يكون المنطلق دينياً، فيعتبرونه مساعدة للمقاتل الذي يسمونه «مجاهداً»، والوقوف إلى جانبه كما وقف إلى جانبهم كما يزعمون، وقد يكون الدافع هو الفقر والرغبة في التخلص من نفقات الفتيات خاصة في ظل الضنك الذي يخيم على البلاد. تحدثنا السيدة أم عمر عن مأساتها فتقول: «زوجي سجل على عملية «استشهادية» -كما أسمتها- دون أن يخبرني بها وهو أردني الجنسية وبعد أن نفذ العملية جاءها التبليغ من الأمير أن «تقبل الله زوجك فقد قاد مفخخة صوب موقع للعدو».. وتكمل أم عمر فتقول: «لم يودعني حتى.. وإذا كان جاء لهذا الأمر فلماذا يتزوجني أصلاً ويترك طفلين لا معيل لهم ولماذا يزوجونني أهلي له أصلاً وكيف سأوثق الزواج في الأردن لأحصل على الجنسية لأولادي والأوراق الثبوتية؟!». ومثل حالة أم عمر الكثير خاصة في الأماكن التي يكثر فيها الأجانب ممن يسمون أنفسهم بـ»المهاجرين»، وقد يتزوج المقاتل أكثر من امرأة ليترك أكثر من مأساة، بعضها فوق بعض ويبقى اللوم دائماً على الأهل الذين لم يفكروا أبعد من اليوم الذين يعيشون فيه. هذه المأساة ليست جديدة فهي وجدت في أفغانستان، أيام قتال العرب ضد السوفيت هناك، وكذلك في العراق وأينما حل «المتطرفون» حلت المأساة. «السبي».. أدهى وأمر، أما عن سبي اليزيديات من قبل الدواعش وإنجابهن من خلال الاغتصاب تحت عنوان «ملك يمين» كما يسمونه هم، فهي كارثة أكبر لأن الرجل يتخلى عن الأولاد، فهم كما يسميهم «أبناء الأمة او الجارية»، والأم حملته كرهاً، ولا تحبذ تربيته أو الاحتفاظ به، فيلقى في الشارع، وأي دار رعاية أطفال يمكن أن يؤمنها تنظيم يدعي أنه دولة، وهو يعتنق أفكاراً إرهابية، ويخسر يومياً الأراضي التي يسيطر عليها. ويبقى السؤال، ما مصير هؤلاء الأطفال بعد القضاء على تنظيم الدولة «داعش»، و»القاعدة»؟! وهل ستبقى مأساة أبناء عناصر هذين التنظيمين المتطرفين جاثمة فوق صدور السوريين ليبتلوا بعبء جديد فوق أعبائهم؟!