* رئيس لجنة التحقيق بظروف اغتيال عرفات لـ "الوطن": توصلنا لمنفذ العملية * محاكمة شعبية للقاتل وإسرائيل متورطة في عملية الاغتيال * عضو مركزية "فتح" لـ "الوطن": دحلان خارج العقل الفتحاوي ولن نتأثر من تياره بغزة * سحب سلاح المقاومة الفلسطينية شائعات إسرائيلية
غزة - عزالدين أبو عيشة
أحيا الفلسطينيون الذكرى الـ 13 لرحيل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «أبو عمار»، في كافة المدن الفلسطينية. وشارك عشرات الآلاف من أعضاء وأنصار حركة فتح في ساحة السرايا وسط مدينة غزة لإحياء ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني، في أول مهرجان مركزي تنظمه الحركة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع قبل 10 سنوات. 13 عامًا على رحيل «أبو عمّار»، وعلى نغمات السلام الوطني اصطف الفلسطينيون كالبنيان المرصوص يحملون رايات فلسطين، وصور للشهيد الياسر، واتشحت النساء بلباسهن بألوان العلم. مشهد الوحدة الوطنية الذي أقيم به الحفل بمشاركة مختلف القوى الوطنية والفصائل الإسلامية، يدفع بقوّة نحو المصالحة الفلسطينية التي باتت حلمًا للجميع، وسط عراقيل الملف الأمني، وسلاح المقاومة. وقد اسس عرفات لنهج ثوري صلب، وشكل رحيله عام 2004، علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية. وتوافد عشرات الآلاف يرتدون الكوفية التي ميزت عرفات منذ الصباح الباكر من مختلف أنحاء قطاع غزة للمشاركة في المهرجان الذي نظمته حركة فتح ورفعت خلاله أعلام فلسطين وصور عرفات والرئيس محمود عباس ورايات الحركة ولافتات كتب عليها «عاشت فتح» و»وحدة وحدة وطنية» و»دولة وعلم وهوية». وهذه أول مرة تسمح حماس باحياء ذكري عرفات منذ 2007. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة مسجلة له مخاطبا الجماهير «ونحن نحيي ذكرى رحيلك الثالثة عشر، أيها الأخ الشهيد الرمز (...) نعيد التأكيد بأن نمضي قدما نحو تحقيق حلمك، وحلم أبناء شعبنا الفلسطيني في الحرية والسيادة والاستقلال على ترابنا الوطني الفلسطيني الطاهر». رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله قال في المناسبة «لا يزال أبو عمار البوصلة التي تقودنا لثوابتنا الوطنية ولا يمكن نزعه من حكاية فلسطين ولا من قلبه، فقد عاش لها وعاشت به وبتضحياته وثباته». وأكّد النائب في المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية ماجد أبو شمالة لـ «الوطن» أنّه «لولا أبو عمار لما شهدت المحافل الدولية ضجيجًا بالقضية الفلسطينية، وأنّه لو كان حيًا لما قبِل أن يستمر الانقسام 11 عامًا، وسعيّ لرأب الصدع الداخلي». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ومسؤول الحركة في القطاع أحمد حلس لـ «الوطن» إن «من حاصروا وتآمروا على عرفات يعيدون نفس المسلسل الآن بالتآمر على خليفته الرئيس محمود عباس لكنهم سيفشلون». وتابع حلس «لن نلتفت لأحد ونحن ماضون لإعلان إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وانهاء الاحتلال عن أراضي السلطة 67، وهذه الخطوة التي كان عرفات يأملها اليوم أبو مازن يحققها على نهجه». وفي معرض رده على سؤال عن علاقة الحركة بالنائب المفصول محمد دحلان، أفاد بأن «دحلان خارج الحركة ولا علاقة له بها، وأصبح خارج العقل الفتحاوي، ونحن لن نتأثر من تياره في القطاع»، نافيًا وجود اتصالات أو ضغوط عربية لإرجاع دحلان لصفوف الحركة. وأوضح حلس أنّ «القيادة الفلسطينية متفهمة لضرورة وجود فصائل وقوى وطنية وإسلامية، لما لها من أهمية كبيرة في تشكيل الرأي العام والدفاع عن فلسطين في وجه الاحتلال الذي بدوره يسعى لعرقلة اتفاق المصالحة». وعن سلاح المقاومة، قال «أبو عمار علمنا أنّ القوة هي التي ترجع فلسطين، إلى جانب مباحثات السلام، ونحن نرفض المساس بمعدات الفصائل وتجهيزاتها، ونحن مدركين أهمية السلاح». وأشار إلى أنّ «جميع ما يدور في الإعلام عن نية سحب سلاح المقاومة خاطئ وهو مجرد شائعات إسرائيلية غير صحيحة»، موضحًا أنّ «هذه القضية لن تناقش إلا في الإطار الفلسطيني». وحذر حلس من أطراف لم يسمها لا تريد للمصالحة أن تنجح، لافتًا إلى أنّ «المصالحة محصنة بالشعب الذي يشعر بأن مستقبله مرتبط بها». وتولى تأمين المهرجان من الداخل مئات من رجال الشرطة والأمن من عناصر فتح يرتدون سترات صفراء مميزة كتب عليها «فتح»، في حين تولى عناصر شرطة حماس تأمينه من الخارج وفي الشوارع المؤدية إلى ساحة السرايا. وعبّر فلسطينيون لـ «الوطن» عن استياءهم من تأخر كشف لغز وفاة عرفات، وطالبوا جهات التحقيق بإصدار بيانٍ يظهر حقيقة ما تعرض له أبو عمّار، والإفصاح عن المعلومات التي يمتلكونها. وكشف رئيس التحقيق بظروف الاغتيال توفيق الطيراوي لـ «الوطن» عن توصلهم إلى الشخص الذي نفذ اغتيال أبو عمار، ولكنّه رفض الإفصاح عن اسم الفاعل، متوعدا بالمحاكمة الشعبية في أسرع وقت، موضحًا أنّ «إسرائيل متورطة في الاغتيال وعليها تحمّل المسؤولية». وأثار تحقيق صحافي سابق شكوكًا بتعرض أبو عمار لإشعاعات البلوتونيوم، ما دفع السلطة إلى فتح تحقيق لإثبات ذلك، لكن الخبراء المكلفين استبعدوا مرتين فرضية التسمم وخاصة بعد فحص وفاته.
غزة - عزالدين أبو عيشة
أحيا الفلسطينيون الذكرى الـ 13 لرحيل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «أبو عمار»، في كافة المدن الفلسطينية. وشارك عشرات الآلاف من أعضاء وأنصار حركة فتح في ساحة السرايا وسط مدينة غزة لإحياء ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني، في أول مهرجان مركزي تنظمه الحركة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع قبل 10 سنوات. 13 عامًا على رحيل «أبو عمّار»، وعلى نغمات السلام الوطني اصطف الفلسطينيون كالبنيان المرصوص يحملون رايات فلسطين، وصور للشهيد الياسر، واتشحت النساء بلباسهن بألوان العلم. مشهد الوحدة الوطنية الذي أقيم به الحفل بمشاركة مختلف القوى الوطنية والفصائل الإسلامية، يدفع بقوّة نحو المصالحة الفلسطينية التي باتت حلمًا للجميع، وسط عراقيل الملف الأمني، وسلاح المقاومة. وقد اسس عرفات لنهج ثوري صلب، وشكل رحيله عام 2004، علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية. وتوافد عشرات الآلاف يرتدون الكوفية التي ميزت عرفات منذ الصباح الباكر من مختلف أنحاء قطاع غزة للمشاركة في المهرجان الذي نظمته حركة فتح ورفعت خلاله أعلام فلسطين وصور عرفات والرئيس محمود عباس ورايات الحركة ولافتات كتب عليها «عاشت فتح» و»وحدة وحدة وطنية» و»دولة وعلم وهوية». وهذه أول مرة تسمح حماس باحياء ذكري عرفات منذ 2007. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة مسجلة له مخاطبا الجماهير «ونحن نحيي ذكرى رحيلك الثالثة عشر، أيها الأخ الشهيد الرمز (...) نعيد التأكيد بأن نمضي قدما نحو تحقيق حلمك، وحلم أبناء شعبنا الفلسطيني في الحرية والسيادة والاستقلال على ترابنا الوطني الفلسطيني الطاهر». رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله قال في المناسبة «لا يزال أبو عمار البوصلة التي تقودنا لثوابتنا الوطنية ولا يمكن نزعه من حكاية فلسطين ولا من قلبه، فقد عاش لها وعاشت به وبتضحياته وثباته». وأكّد النائب في المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية ماجد أبو شمالة لـ «الوطن» أنّه «لولا أبو عمار لما شهدت المحافل الدولية ضجيجًا بالقضية الفلسطينية، وأنّه لو كان حيًا لما قبِل أن يستمر الانقسام 11 عامًا، وسعيّ لرأب الصدع الداخلي». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ومسؤول الحركة في القطاع أحمد حلس لـ «الوطن» إن «من حاصروا وتآمروا على عرفات يعيدون نفس المسلسل الآن بالتآمر على خليفته الرئيس محمود عباس لكنهم سيفشلون». وتابع حلس «لن نلتفت لأحد ونحن ماضون لإعلان إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وانهاء الاحتلال عن أراضي السلطة 67، وهذه الخطوة التي كان عرفات يأملها اليوم أبو مازن يحققها على نهجه». وفي معرض رده على سؤال عن علاقة الحركة بالنائب المفصول محمد دحلان، أفاد بأن «دحلان خارج الحركة ولا علاقة له بها، وأصبح خارج العقل الفتحاوي، ونحن لن نتأثر من تياره في القطاع»، نافيًا وجود اتصالات أو ضغوط عربية لإرجاع دحلان لصفوف الحركة. وأوضح حلس أنّ «القيادة الفلسطينية متفهمة لضرورة وجود فصائل وقوى وطنية وإسلامية، لما لها من أهمية كبيرة في تشكيل الرأي العام والدفاع عن فلسطين في وجه الاحتلال الذي بدوره يسعى لعرقلة اتفاق المصالحة». وعن سلاح المقاومة، قال «أبو عمار علمنا أنّ القوة هي التي ترجع فلسطين، إلى جانب مباحثات السلام، ونحن نرفض المساس بمعدات الفصائل وتجهيزاتها، ونحن مدركين أهمية السلاح». وأشار إلى أنّ «جميع ما يدور في الإعلام عن نية سحب سلاح المقاومة خاطئ وهو مجرد شائعات إسرائيلية غير صحيحة»، موضحًا أنّ «هذه القضية لن تناقش إلا في الإطار الفلسطيني». وحذر حلس من أطراف لم يسمها لا تريد للمصالحة أن تنجح، لافتًا إلى أنّ «المصالحة محصنة بالشعب الذي يشعر بأن مستقبله مرتبط بها». وتولى تأمين المهرجان من الداخل مئات من رجال الشرطة والأمن من عناصر فتح يرتدون سترات صفراء مميزة كتب عليها «فتح»، في حين تولى عناصر شرطة حماس تأمينه من الخارج وفي الشوارع المؤدية إلى ساحة السرايا. وعبّر فلسطينيون لـ «الوطن» عن استياءهم من تأخر كشف لغز وفاة عرفات، وطالبوا جهات التحقيق بإصدار بيانٍ يظهر حقيقة ما تعرض له أبو عمّار، والإفصاح عن المعلومات التي يمتلكونها. وكشف رئيس التحقيق بظروف الاغتيال توفيق الطيراوي لـ «الوطن» عن توصلهم إلى الشخص الذي نفذ اغتيال أبو عمار، ولكنّه رفض الإفصاح عن اسم الفاعل، متوعدا بالمحاكمة الشعبية في أسرع وقت، موضحًا أنّ «إسرائيل متورطة في الاغتيال وعليها تحمّل المسؤولية». وأثار تحقيق صحافي سابق شكوكًا بتعرض أبو عمار لإشعاعات البلوتونيوم، ما دفع السلطة إلى فتح تحقيق لإثبات ذلك، لكن الخبراء المكلفين استبعدوا مرتين فرضية التسمم وخاصة بعد فحص وفاته.