دمشق - رامي الخطيب
يعتبر جيش خالد بن الوليد" رأس الحربة لتنظيم الدولة "داعش"، في منطقة حوض اليرموك غرب مدينة درعا، جنوب سوريا، وفي الوقت ذاته، يعد ذلك الجيش مثار جدل ويطرح وجوده في المنطقة عدداً من التساؤلات، خاصة ما يتعلق بتعامل التحالف الدولي ضد "داعش"، مع ذلك الجيش، وعدم توجيه ضربات مكثفة ضده، بل يكتفي التحالف بين فترة واخرى بتوجيه ضربات لا تستهدف استئصاله، بل لإحداث نوع من الهزة في كيان الجيش فقط. ومن الأسئلة التي يطرحها مراقبون ومحللون، هل يبقى جيش خالد شوكة في خاصرة حوران؟! أم أن الهدف هو استنزاف الجبهة الجنوبية وصرف المعارضة المعتدلة، عن خوض معارك مع قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد؟!
وقبل أشهر مضت، فقد الجيش عدداً من قياداته، إثر ضربات جوية مجهولة استهدفت مواقع الجيش -محكمة شرعية وسجناً وموقعاً عسكرياً- قرب الحدود الأردنية.
يتكون جيش خالد بن الوليد من تحالف 3 فصائل "متشددة جهادية" هي، "لواء شهداء اليرموك"، و"جيش الجهاد"، و"حركة المثنى"، حيث اندمجت الفصائل الثلاث لتشكل ما يعرف بـ "جيش خالد" الذي يسيطر على عدة قرى في منطقة حوض اليرموك في ريف حوران الغربي.
يذكر أن "لواء شهداء اليرموك" وحركة "المثنى" المتشددة، المتهمين بمبايعة تنظيم "داعش"، اندمجا العام الماضي تحت مسمى جيش "خالد بن الوليد" وذلك في منطقة حوض اليرموك، حيث ذكر بيان مشترك وقتها أن الاندماج يأتي بهدف التصدي لـ"محاولات الغدر والخيانة من أيادي المرتدين الغادرة وسيكون منطلق عمل الأمن الداخلي من المحكمة الإسلامية".
وكانت واشنطن قد أدرجت نهاية العام الماضي، "لواء شهداء اليرموك" الذي تأسس في عام 2012، على لائحتها السوداء للتنظيمات الإرهابية. ويسيطر "جيش خالد بن الوليد" على منطقة حوض اليرموك في أقصى جنوب غرب حوران، في ريف درعا الغربي، والتي تضم العديد من القرى وله حدود مع إسرائيل والأردن إضافة إلى حدوده مع الجيش السوري الحر.
وشن مطلع فبراير الماضي هجوماً مباغتاً على مواقع الجيش الحر في المناطق المحيطة، مستغلاً انشغال الفصائل في معاركها مع الميليشيات الأجنبية في حي المنشية، وسيطر على مناطق أبرزها "بلدة تسيل وتل الجموع وبلدة جلين والشركة الليبية وسحم الجولان".
ويتبع "جيش خالد" تنظيم الدولة "داعش"، ويتم تعيين قائد له من قبل زعيم تنظيم الدولة "داعش"، أبوبكر البغدادي في الشمال، وكذلك يتلقى حوالات مالية من قيادته باعتباره يعيش في عزلة ومحاصر بفصائل مناوئة له.
أما طريقة الحصول على السلاح والذخيرة فهي تتم عبر عمليات التهريب التي يقوم بها تجار يتعاملون معه ويتم أحياناً إحباط تلك العمليات عن طريق حواجز الجيش السوري الحر وفصائل أخرى تحاصر الجيش هناك.
دخل "جيش خالد" في معارك طاحنة مع "هيئة تحرير الشام"، و"أحرار الشام" و"الجيش الحر"، وتقدم في الفترة الأخيرة على حساب خصومه، وسيطر على عدة قرى أهمها تسيل وسحم الجولان ولاتزال الاشتباكات تندلع هناك بين الفينة والأخرى.
يقدر عدد عناصر "جيش خالد" بألف مقاتل ولديهم سلاح ثقيل ومتوسط ومعهم العديد من الأجانب كما لديهم مؤسسات مدنية وقضائية وجهاز شرطة دينية يسمونه "الحسبة" ويتدخلون في حياة الناس اليومية تحت عنوان "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فمثلاً يمنع اقتناء جهاز التلفزيون و"الريسفر" وكذلك يمنع استخدام إنترنت خارج مقاهيهم التي تخضع لرقابة أمنية.
قام "جيش خالد" بالتدخل في التعليم هناك حيث حذفوا بعض المواد كالقومية والفلسفة ثم تمادوا أكثر وقاموا بإغلاق المدارس الحكومية الرسمية والمعترف بشهاداتها دولياً وأقاموا ما يسمى بمعاهد شرعية كبديل لنثر بذور التطرف لدى الطلاب وغسل الأدمغة مما دفع الكثير من الأهالي إلى إرسال أبنائهم إلى الأماكن المحررة لتلقي العلم والبعض فضل إبقاء الطلاب في المنازل ريثما يجدوا حلاً لعدم مقدرتهم على تحمل النفقات.
ويمنع على الإعلاميين الدخول إلى الأماكن التي يسيطر عليها "جيش خالد"، وكذلك المنظمات الدولية الإغاثية حيث تصنف على أنها "كافرة" على حد وصفهم، ويحظر التعامل مع تلك المنظمات.
كان "لواء شهداء اليرموك"، الفصيل الأساس المكون لـ"جيش خالد"، من فصائل الجيش الحر وكان يتلقى الدعم، قبل ـن يبايع البغدادي وينحرف عن مسار الثورة ويتبنى أيديولوجيا متطرفة.
يتبع "جيش خالد"، خلايا إرهابية في الأماكن المحررة تقوم بزرع العبوات الناسفة واغتيال شخصيات بعينها، كقيادات فصائل عسكرية أو قضاة في محاكم الثورة، أو دعاة، ويلاحظ عدم قيام هذه الخلايا بأي عمل داخل أماكن نظام الأسد.
وقبل أيام، قتل 10 عناصر في الفصيل المتطرف الصغير المرتبط بتنظيم الدولة "داعش"، بضربة جوية يرجح أنها إسرائيلية جنوب سوريا، حسبما أعلنت منظمة حقوقي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا في بيان أن الضربات الجوية استهدفت بلدة سحم في الجولان، غرب محافظة درعا السورية.
وأعلن المرصد أن 10 مقاتلين من "جيش خالد بن الوليد" بالإضافة إلى امرأتين يعتقد أنهن من زوجات مسلحين من هذا الفصيل قتلوا في الغارة.
واستهدفت الغارة موقعاً للفصيل الذي أعلن مبايعته تنظيم الدولة "داعش"، دون أن يندمج معه.
ولم يصدر أي تعليق من الجيش الإسرائيلي على تقرير المرصد الذي أشار إلى أن الغارة وقعت بعد عدة أشهر من مقتل 16 متطرفاً في الفصيل في غارة يرجح إنها إسرائيلية في المنطقة نفسها.
وتم تأسيس جيش خالد بن الوليد في مايو 2016، وهو تحالف من مجموعات متطرفة متعددة أكبرها "لواء شهداء اليرموك" الذي صنفته واشنطن تنظيما ارهابيا.
وفي نوفمبر 2016، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف عناصر في "لواء شهداء اليرموك" بعد أن أطلقوا النيران على جندي في هضبة الجولان المحتلة.
ويقدر المرصد ان عدد عناصر "جيش خالد بن الوليد" يبلغ نحو 1200 مقاتل يسيطرون على أراض غرب محافظة درعا على الحدود مع هضبة الجولان المحتلة.
ويتساءل الكثير من المراقبين، لماذا لا يقوم التحالف الدولي بتوجيه ضربات مكثفة ضد "جيش خالد"، في حوض اليرموك ويكتفي بضربات موضعية كل فترة لا تستهدف استئصال الجيش بل هزه فقط؟
ولذلك نطرح التساؤل، هل سيبقى جيش خالد شوكة في خاصرة حوران؟! أم يبدو أن الهدف هو استنزاف الجبهة الجنوبية وصرف المعارضة السورية المعتدلة عن خوض معارك مع نظام الأسد؟!
{{ article.visit_count }}
يعتبر جيش خالد بن الوليد" رأس الحربة لتنظيم الدولة "داعش"، في منطقة حوض اليرموك غرب مدينة درعا، جنوب سوريا، وفي الوقت ذاته، يعد ذلك الجيش مثار جدل ويطرح وجوده في المنطقة عدداً من التساؤلات، خاصة ما يتعلق بتعامل التحالف الدولي ضد "داعش"، مع ذلك الجيش، وعدم توجيه ضربات مكثفة ضده، بل يكتفي التحالف بين فترة واخرى بتوجيه ضربات لا تستهدف استئصاله، بل لإحداث نوع من الهزة في كيان الجيش فقط. ومن الأسئلة التي يطرحها مراقبون ومحللون، هل يبقى جيش خالد شوكة في خاصرة حوران؟! أم أن الهدف هو استنزاف الجبهة الجنوبية وصرف المعارضة المعتدلة، عن خوض معارك مع قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد؟!
وقبل أشهر مضت، فقد الجيش عدداً من قياداته، إثر ضربات جوية مجهولة استهدفت مواقع الجيش -محكمة شرعية وسجناً وموقعاً عسكرياً- قرب الحدود الأردنية.
يتكون جيش خالد بن الوليد من تحالف 3 فصائل "متشددة جهادية" هي، "لواء شهداء اليرموك"، و"جيش الجهاد"، و"حركة المثنى"، حيث اندمجت الفصائل الثلاث لتشكل ما يعرف بـ "جيش خالد" الذي يسيطر على عدة قرى في منطقة حوض اليرموك في ريف حوران الغربي.
يذكر أن "لواء شهداء اليرموك" وحركة "المثنى" المتشددة، المتهمين بمبايعة تنظيم "داعش"، اندمجا العام الماضي تحت مسمى جيش "خالد بن الوليد" وذلك في منطقة حوض اليرموك، حيث ذكر بيان مشترك وقتها أن الاندماج يأتي بهدف التصدي لـ"محاولات الغدر والخيانة من أيادي المرتدين الغادرة وسيكون منطلق عمل الأمن الداخلي من المحكمة الإسلامية".
وكانت واشنطن قد أدرجت نهاية العام الماضي، "لواء شهداء اليرموك" الذي تأسس في عام 2012، على لائحتها السوداء للتنظيمات الإرهابية. ويسيطر "جيش خالد بن الوليد" على منطقة حوض اليرموك في أقصى جنوب غرب حوران، في ريف درعا الغربي، والتي تضم العديد من القرى وله حدود مع إسرائيل والأردن إضافة إلى حدوده مع الجيش السوري الحر.
وشن مطلع فبراير الماضي هجوماً مباغتاً على مواقع الجيش الحر في المناطق المحيطة، مستغلاً انشغال الفصائل في معاركها مع الميليشيات الأجنبية في حي المنشية، وسيطر على مناطق أبرزها "بلدة تسيل وتل الجموع وبلدة جلين والشركة الليبية وسحم الجولان".
ويتبع "جيش خالد" تنظيم الدولة "داعش"، ويتم تعيين قائد له من قبل زعيم تنظيم الدولة "داعش"، أبوبكر البغدادي في الشمال، وكذلك يتلقى حوالات مالية من قيادته باعتباره يعيش في عزلة ومحاصر بفصائل مناوئة له.
أما طريقة الحصول على السلاح والذخيرة فهي تتم عبر عمليات التهريب التي يقوم بها تجار يتعاملون معه ويتم أحياناً إحباط تلك العمليات عن طريق حواجز الجيش السوري الحر وفصائل أخرى تحاصر الجيش هناك.
دخل "جيش خالد" في معارك طاحنة مع "هيئة تحرير الشام"، و"أحرار الشام" و"الجيش الحر"، وتقدم في الفترة الأخيرة على حساب خصومه، وسيطر على عدة قرى أهمها تسيل وسحم الجولان ولاتزال الاشتباكات تندلع هناك بين الفينة والأخرى.
يقدر عدد عناصر "جيش خالد" بألف مقاتل ولديهم سلاح ثقيل ومتوسط ومعهم العديد من الأجانب كما لديهم مؤسسات مدنية وقضائية وجهاز شرطة دينية يسمونه "الحسبة" ويتدخلون في حياة الناس اليومية تحت عنوان "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فمثلاً يمنع اقتناء جهاز التلفزيون و"الريسفر" وكذلك يمنع استخدام إنترنت خارج مقاهيهم التي تخضع لرقابة أمنية.
قام "جيش خالد" بالتدخل في التعليم هناك حيث حذفوا بعض المواد كالقومية والفلسفة ثم تمادوا أكثر وقاموا بإغلاق المدارس الحكومية الرسمية والمعترف بشهاداتها دولياً وأقاموا ما يسمى بمعاهد شرعية كبديل لنثر بذور التطرف لدى الطلاب وغسل الأدمغة مما دفع الكثير من الأهالي إلى إرسال أبنائهم إلى الأماكن المحررة لتلقي العلم والبعض فضل إبقاء الطلاب في المنازل ريثما يجدوا حلاً لعدم مقدرتهم على تحمل النفقات.
ويمنع على الإعلاميين الدخول إلى الأماكن التي يسيطر عليها "جيش خالد"، وكذلك المنظمات الدولية الإغاثية حيث تصنف على أنها "كافرة" على حد وصفهم، ويحظر التعامل مع تلك المنظمات.
كان "لواء شهداء اليرموك"، الفصيل الأساس المكون لـ"جيش خالد"، من فصائل الجيش الحر وكان يتلقى الدعم، قبل ـن يبايع البغدادي وينحرف عن مسار الثورة ويتبنى أيديولوجيا متطرفة.
يتبع "جيش خالد"، خلايا إرهابية في الأماكن المحررة تقوم بزرع العبوات الناسفة واغتيال شخصيات بعينها، كقيادات فصائل عسكرية أو قضاة في محاكم الثورة، أو دعاة، ويلاحظ عدم قيام هذه الخلايا بأي عمل داخل أماكن نظام الأسد.
وقبل أيام، قتل 10 عناصر في الفصيل المتطرف الصغير المرتبط بتنظيم الدولة "داعش"، بضربة جوية يرجح أنها إسرائيلية جنوب سوريا، حسبما أعلنت منظمة حقوقي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا في بيان أن الضربات الجوية استهدفت بلدة سحم في الجولان، غرب محافظة درعا السورية.
وأعلن المرصد أن 10 مقاتلين من "جيش خالد بن الوليد" بالإضافة إلى امرأتين يعتقد أنهن من زوجات مسلحين من هذا الفصيل قتلوا في الغارة.
واستهدفت الغارة موقعاً للفصيل الذي أعلن مبايعته تنظيم الدولة "داعش"، دون أن يندمج معه.
ولم يصدر أي تعليق من الجيش الإسرائيلي على تقرير المرصد الذي أشار إلى أن الغارة وقعت بعد عدة أشهر من مقتل 16 متطرفاً في الفصيل في غارة يرجح إنها إسرائيلية في المنطقة نفسها.
وتم تأسيس جيش خالد بن الوليد في مايو 2016، وهو تحالف من مجموعات متطرفة متعددة أكبرها "لواء شهداء اليرموك" الذي صنفته واشنطن تنظيما ارهابيا.
وفي نوفمبر 2016، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف عناصر في "لواء شهداء اليرموك" بعد أن أطلقوا النيران على جندي في هضبة الجولان المحتلة.
ويقدر المرصد ان عدد عناصر "جيش خالد بن الوليد" يبلغ نحو 1200 مقاتل يسيطرون على أراض غرب محافظة درعا على الحدود مع هضبة الجولان المحتلة.
ويتساءل الكثير من المراقبين، لماذا لا يقوم التحالف الدولي بتوجيه ضربات مكثفة ضد "جيش خالد"، في حوض اليرموك ويكتفي بضربات موضعية كل فترة لا تستهدف استئصال الجيش بل هزه فقط؟
ولذلك نطرح التساؤل، هل سيبقى جيش خالد شوكة في خاصرة حوران؟! أم يبدو أن الهدف هو استنزاف الجبهة الجنوبية وصرف المعارضة السورية المعتدلة عن خوض معارك مع نظام الأسد؟!