* "مشاورات التريث" تراوح مكانها في لبنان.. و"المستقبل" متمسك بـ النأي بالنفس"

* عضو المكتب السياسي بـ "المستقبل": ليونة "حزب الله" تجاه الحريري ظرفية ولن يتأخر في الانقلاب عليها

بيروت - بديع قرحاني، وكالات

مشاورات عدة أجراها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون مع رؤساء الأحزاب والكتل النيابية للبحث عن حل للأزمة السياسية الحالية بعد إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بصورة مفاجئة استقالته من الرياض، بداية الشهر الجاري، ومن ثم إعلان تريثه عن الاستقالة بناء على تمني رئيس الجمهورية، فيما أكدت مصادر لـ "الوطن" أن "الأسبوع المقبل سيكون حاسما بشأن البت في استقالة الحريري من عدمها".

هذه المشاورات والتي يصفها رئيس الجمهورية بالإيجابية، بانتظار عودته إلى لبنان من زيارة رسمية لروما. وأعلن رئيس الحكومة "المتريث" سعد الحريري أن "الأسبوع المقبل سيكون بداية الفرج"، وأكّد أنّ "الحوار القائم حاليا يرتكز على مبدأ النأي بالنفس، فعلا وليس فقط قولا، فهذه هي مصلحة لبنان، ليس لأن هذا ما أريده بل لأن لبنان بحاجة إليه وكذلك اللبنانيون الذين يعيشون خارج لبنان"، لافتًا إلى أنّ "مصالح اللبنانيين تقتضي أن يكون لدينا نأي حقيقي بالنفس لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين الذين يعيشون في الخليج أو في كل أنحاء العالم. إن لم نعرف مصلحة لبنان العليا ونوجه سياستنا على هذا الأساس فستكون لدى لبنان مشكلة".

وأردف "كل الحوار الجاري اليوم هو على هذا الأساس، وكل الأجواء التي نسمعها هي أجواء إيجابية من كل القوى السياسية، ربما نحتاج إلى مزيد من الحوار، والأسبوع المقبل يكون بداية الفرج بإذن الله لكل اللبنانيين".

في غضون ذلك، أعربت مصادر مقربة من "حزب الله" اللبناني، "تفاؤلها بنتائج المشاورات التي أجراها عون مع القوى السياسية كافة"، مؤكدةً أن "الحكومة ستعقد جلسة الأسبوع المقبل لعرض نتائج المشاورات".

في المقابل، نفت مصادر لـ"المركزية" المعلومات المتداولة عن "تغيير في شكل الحكومة وتركيبتها"، إلا أنها أشارت في المقابل إلى أن ""تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، قد يعمدان إلى إدخال بعض التعديلات على الحقائب الوزارية التي يتوليانها لجهة تبديل وزراء بآخرين".

اما عن "جوهر" استقالة الرئيس سعد الحريري الالتزام بالنأي بالنفس قولاً وفعلاً، كشفت مصادر الحزب للمركزية ان "هناك اشارات ايجابية لبدء عملية الانسحاب التدريجي من سوريا، لكن من دون ربط ذلك بسقف زمني"، وقالت "نحن لسنا هواة حرب. متى انتهت الحرب في شكل نهائي في سوريا سنعود الى لبنان". وذكّرت أن "الامين العام للحزب حسن نصرالله اكد في اطلالته الاخيرة ان لا وجود لعناصر الحزب في اليمن وان الانسحاب من العراق حصل ما دام تنظيم الدولة "داعش"، قد اندحر في المناطق العراقية التي كانت تحت سيطرته". وختمت مصادر "حزب الله" التصريحات بالقول "نحن دائماً متفائلون. وما حصل في 4 نوفمبر "تاريخ استقالة الحريري من الرياض"، اصبح وراءنا".

هذا التفاؤل يحرص عليه "حزب الله" من اجل الحفاظ على الحكومة الحالية، لانه يعلم مدى صعوبة اعادة تشكيل حكومة جديدة مماثلة، ويعتبر عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" راشد الفايد أنّ "الكلام عن ليونة من قبل "حزب الله" تجاه العناوين الّتي طرحها رئيس الحكومة سعد الحريري، يجب أن تكون مرتكزة على إيمانه أنّ أي حزب دوره في الداخل اللبناني". ورأى الفايد في تصريح تلفزيوني، أنّه "إذا كان هناك ليونة من قبل "حزب الله"، فستكون ظرفية. ولن يتأخر في الإنقلاب عليها عند أي تقاطع في المصالح".

مصادر سياسية عدة أكدت "للوطن" ان "الاسبوع القادم هو اسبوع حاسم بالنسبة لاستقالة الحريري ولا يمكن الاستمرار طويلا في مسألة "التريث"، وان على مستوى الداخل سيكون ذلك من خلال تنشيط عمل الحكومة او على مستوى الدول الخليجية والعربية التي تنتظر حكومة لبنانية لا يهيمن عليها "حزب الله"". وأوضحت المصادر لـ "الوطن" أن "الإبقاء على الحكومة الحالية يعني الاستسلام للامر الواقع الذي يصعب تغييره في الوقت الراهن في لبنان"، وهذا ما يجمع عليه معظم المراقبين الدوليين والعرب.

والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف سيستطيع الرئيس الحريري الحصول على التزام "حزب الله" بسياسة النأي بالنفس وهذا الحزب الذي يعلن دائماً انه يأتمر بسياسة الولي الفقيه في ايران، وكيف سيستطيع الرئيس الحريري إقناع الدول العربية وتحديدا الخليجية، باي مخرج، لا يمكن تطبيقه أقلها في الوقت الراهن. لحظات عصيبة يعيشها الحريري قد ترسم مستقبله السياسي والشعبي لسنوات طويلة.