* أيام غضب بدول عربية وإسلامية ضد التصعيد الأمريكي
* إضرابات واحتجاجات واعتقالات بالأراضي المحتلة رداً على قرار الرئيس الأمريكي
* السعودية تستنكر قرار ترامب "غير المسؤول" بشأن القدس
* نقابة صحافيي مصر تدعو لمقاطعة البضائع الأمريكية رداً على قرار ترامب
* روسيا: القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والشرقية لفلسطين
غزة - عزالدين أبو عيشة، القاهرة - عصام بدوي، وكالات
تواصلت ردود الفعل المنددة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من قبل الأسرة الدولية الخميس باستثناء إسرائيل، فيما تكثفت الدعوات الى ضبط النفس وعدم التصعيد، في حين تلوح في الافق نذر انتفاضة فلسطينية ثالثة خاصة وقد عمّ الإضراب الشامل الأراضي الفلسطينية المحتلة الخميس واندلعت مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية احتجاجاً على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعت حركة حماس الإسلامية إلى انتفاضة جديدة ما يزيد المخاوف من تدهور أمني على الأرض.
ويمر الشارع الفلسطيني بحالة من الغليان عقب قرار ترامب الذي اعتبره الفلسطينيون انتهاكاً لحرمة المدينة المقدسة، واستهتاراً بمشاعر العرب والمسلمين، باعتباره القدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل السفارة.
وأجمعت دول العالم على انتقاد قرار ترامب، وكان آخرها تحذيرات من تركيا والاتحاد الأوروبي وروسيا.
غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أغدق المديح على ترامب، وقال إن اسمه سيدخل الآن في تاريخ القدس، وحث دولاً أخرى على أن تحذو حذوه.
ونشر الجيش الإسرائيلي تعزيزات بمئات الجنود في الضفة الغربية المحتلة وسط حالة من عدم اليقين إزاء التبعات، فيما اندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في مناطق مختلفة.
واستنكرت الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان، وقرار نقله للسفارة هناك، وعبّرت عن غضبها الشديد ونيتها بالتصعيد على الأرض دون تردد.
وفي غزة دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى "انتفاضة جديدة".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله من غزّة "وحدتنا صمام الأمان في هذه المرحلة التاريخية الفارقة التي تمر بها قضيتنا الوطنية، وأنّ القرار الأمريكي مستنكر ومرفوض ومستفز".
وأضاف الحمد لله "هذه المرحلة التاريخية الفارقة، تتطلب منا جميعاً تسريع وتكثيف خطوات إعادة اللحمة والوحدة والوطن، ويعتبر اتفاق الفصائل حجر الأساس الذي عليه ننطلق في عملنا الحكومي، متابعاً "سنكرس المصالحة، تمهيداً لإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية".
ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة القرار بانه تحدي سافر لقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر القدس جزءاً من الأراضي المحتلة، واستهتار واشنطن بإرادة المجتمع الدولي حيث اعترفت 138 دولة بدولة فلسطين عضواً مراقباً بالأمم المتحدة وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر أبو ظريفة خلال مشاركته في المسيرات الغاضبة في محافظات غزة الخطوة بأنها تضع أمريكا في خانة الولاء الكامل لدولة إسرائيل وتعزيز الاستيطان والتمييز العنصري.
وأجرت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية عروضاً عسكرية، وكان المقاومون مدججين بالأسلحة، كخطوة تنديدية لتصعيد الأمور في ساحة غزّة.
وذكرت تقارير أن صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل لكن الجيش الإسرائيلي قال إنهما سقطا في القطاع.
ويتوقع خروج مزيد من التظاهرات بعد صلاة الجمعة، فيما دعت حماس إلى "يوم غضب".
وخرجت تظاهرات في كافة المدن الفلسطينية في مدن الضفة الغربية ومنها في رام الله والخليل ونابلس وبيت لحم والقدس الشرقية المحتلة وكذلك في قطاع غزة.
وفرقت قوات الأمن الإسرائيلية مئات المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع عند حاجز على مدخل رام الله، فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 22 شخصاً أصيبوا بالرصاص الحي أو الطلقات المطاطية في الضفة الغربية.
وجرح 5 فلسطينيين بنيران إسرائيلية في قطاع غزة عندما تظاهر العشرات قرب حاجز بين القطاع وإسرائيل، بحسب سلطات غزة.
وأصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق وبرصاص الاحتلال الإسرائيلي بينهم إصابات خطيرة، عقب اندلاع مواجهات عنيفة في مناطق مختلفة الضفة الغربية والقدس والحدود الشرقية لقطاع غزة احتجاجاً على اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة للكيان ونقلها سفارتها هناك.
وانطلقت مواجهات على حاجز حوارة ومنطقة النبي صالح، والبيرة وطولكرم وبيت لحم ونابلس وعلى مدخل قلنديا شمال الضفة، ومواجهات في أريحا عند المدخل الجنوبي، وفي المنطقة الحدودية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأجبر الجيش الإسرائيلي على رفع حالة التأهب جراء اشتعال المواجهات والغضب، وعزز قواته في الضفة المحتلة، ونشر عشرات الدوريات في المفارق والمحاور المركزية، بالإضافة إلى انتشاره حول المستوطنات الأكثر عرضة للاستهداف.
وفي القدس اندلعت مواجهات عنيفة بين المواطنين والجيش الإسرائيلي، وأصيب طفل بالقرب من باب العمود، إضافة لوقوع إصابات بالاختناق.
وعلى الحدود مع غزّة، قال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة لـ "الوطن" "أصيب 7 شبان برصاص إسرائيليين بينهم خطيرة عقب إطلاق النار على المواطنين".
ورشق المتظاهرون الفلسطينيون جنود الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية بالحجارة والزجاجات الفارغة كما حرقوا الإطارات المطاطية خلال المواجهات التي استمرت طوال اليوم.
وقرار ترامب الذي يأتي تنفيذا لاحد وعود حملته الانتخابية في 2016، يضع نهاية لسبعة عقود من الغموض الأمريكي على وضع المدينة المقدسة.
وقال ترامب إن القرار يؤذن ببداية "مقاربة جديدة" لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض مساء الأربعاء "آن أوان للاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل" ودعا "لكي تعلو أصوات التسامح على أصوات الكراهية".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال زيارة إلى فيينا الخميس إن قرار ترامب بشأن القدس هو "تنفيذ لرغبة الأميركيين".
لكن خروج ترامب عن الإجماع الدولي حول مسألة بهذه الحساسية لقي تحذيرات متزايدة من كافة أنحاء العالم.
وحذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الخميس من أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمكن أن يعيد المنطقة إلى "أوقات أكثر ظلمة".
وقالت روسيا إنها "قلقة جداً" فيما اعتبرته المملكة العربية السعودية "غير مبرر وغير مسؤول".
من ناحيته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القرار يضع المنطقة في "دائرة نار".
وقال "أي نوع من المقاربة هذه؟ القادة السياسيون لا يثيرون المشكلات، بل يسعون لصنع السلام".
وأثار القرار غضب القادة الفلسطينيين، وقال الرئيس محمود عباس إن موقف ترامب يمثل "إعلاناً بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام".
وزار الرئيس عباس عمان الخميس لمناقشة المسألة مع الملك عبد الله الثاني.
وفي بيان مشترك قال الزعيمان أن "أي إجراءات تستهدف المساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس تعتبر باطلة، وستفضي إلى مزيد من التوتر والعنف في المنطقة والعالم أجمع".
وأعلنت موسكو، الخميس، أن روسيا تعتبر القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والشرقية عاصمة لفلسطين.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن اعتبار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، القدس عاصمة إسرائيل أدى لتعقيد الوضع في الشرق الأوسط وسبب انقساماً في المجتمع الدولي. وخرجت تظاهرات غاضبة دول عربية وإسلامية.
وأغلقت المحلات الفلسطينية في القدس الشرقية ومنا المدينة القديمة، وفي الضفة الغربية، كما أغلقت المدارس استجابة لدعوة لإضراب عام.
وقال صلاح زحيكة "55 عاماً" في شارع صلاح الدين، المركز التجاري للشطر الفلسطيني من القدس "امريكا نزلت من أكبر دولة إلى أصغر دولة في العالم. من أمريكا العظمى إلى مستوى دولة صغرى".
وأثار قرار ترامب غضب العديد من حلفاء الولايات المتحدة وتركهم يبحثون عن رد دبلوماسي.
ووصفت بريطانيا القرار بأنه "غير مفيد" فيما وصفته فرنسا "بالمؤسف". وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل "نحن ... لا نوافق على القرار الذي اتخذ مساء أمس".
ودعت 8 دول بينها بريطانيا وفرنسا وايطاليا الى اجتماع عاجل لمجلس الأمن رداً على القرار الأمريكي، ومن المقرر أن ينعقد الجمعة.
وفي مصر، دعت نقابة الصحفيين المصرية إلى مقاطعة السلع والبضائع الأمريكية في العالم العربي والإسلامي، مطالبة جميع الصحفيين العرب، بفضح الممارسات الأمريكية والصهيونية في هذا الشأن في جميع المحافل المحلية والدولية، وذلك رداً على ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إليها.
وأعلنت نقابة الصحفيين المصرية، في بيان لها الخميس، استنكارها ورفضها التام لما ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس، وبما يعني اعترافها أن هذه المدينة المقدسة ذات الوضعية الخاصة لدى المسلمين والمسيحيين هي عاصمة لدولة إسرائيل العنصرية، وهو ما اعتبرته "تقويضاً خطيراً لكافة جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط، ويدمرها من أساسها".
وأكدت نقابة الصحفيين مساندتها الكاملة للشعب الفلسطيني في مواجهة هذا القرار الظالم الذي يعيد إلى الأذهان ذكرى وعد بلفور المشئوم، الذي كان وراء زرع هذه الدولة اللقيطة في قلب الأمة العربية.
وقالت النقابة، إن ترامب ما كان يتخذ مثل هذا القرار المشئوم لولا أن الأوضاع المتردية في الدول العربية ودخولها في حروب أهلية حقيقية قد شجعته على القيام بهذه الخطوة، التي يجب مواجهتها بمنتهى القوة والحزم، وضرورة وجود موقف عربي موحد قوي.
ودعت النقابة اتحاد الصحفيين العرب في اجتماعاته، التي ستعقد خلال الساعات القادمة في العاصمة العراقية بغداد، لاتخاذ كافة الإجراءات لمواجهة هذا القرار الأمريكي المتعنت والمنحاز لإسرائيل.
وقد دعا 4 أعضاء في مجلس نقابة الصحفيين، إلى تنظيم وقفة احتجاجية على قرر نقل السفارة الأمريكية للقدس، مساء الخميس بمقر النقابة؛ رفضاً لما وصفوه بـ"القرار الأحمق" الذي اتخذه الرئيس الأمريكي، والذي يهدف بحسب بيان أصدره أعضاء في المجلس أمس، إلى ترسيخ واقع جديد، وهو اعتراف العالم بالقدس العربية كعاصمة للكيان الصهيوني المحتل.
وختم البيان بـ"عاشت فلسطين حرة عربية.. والقدس عاصمة فلسطين".
وأعلن ترامب ايضا بدء التحضير لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
ويأتي ذلك تنفيذاً لوعود في حملته الانتخابية لمسيحيي الولايات المتحدة الإنجيليين والناخبين اليهود اليمينيين وكذلك إلى المانحين.
والرؤساء الذين سبقوا ترامب من بيل كلينتون إلى جورج بوش قدموا نفس الوعد، لكن سرعان ما تراجعوا عنه لدى توليهم المنصب.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.
ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وحاولت العديد من خطط السلام في العقود الماضية حل مسألة تقسيم السيادة أو الإشراف على المواقع المقدسة في القدس.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويقول إن المسألة لا يمكن أن تحل إلا في مفاوضات -- وهو ما كرره الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في أعقاب قرار ترامب.
وانتقد غوتيريش ترامب صراحة وأكد معارضته لأي "إجراء من طرف واحد من شأنه تعريض أفق السلام للخطر".
وشدد ترامب على أن القرار لا يحكم مسبقاً على المحادثات النهائية، قائلاً إنه يعكس حقيقة أن القدس الغربية هي جزء من إسرائيل وستبقى كذلك ضمن أي تسوية.
وقال "إن الولايات المتحدة تؤيد حلاً للدولتين إذا وافق الطرفان على ذلك" معلناً أن نائبه مايك بنس سيتوجه إلى المنطقة في الأيام القادمة.
{{ article.visit_count }}
* إضرابات واحتجاجات واعتقالات بالأراضي المحتلة رداً على قرار الرئيس الأمريكي
* السعودية تستنكر قرار ترامب "غير المسؤول" بشأن القدس
* نقابة صحافيي مصر تدعو لمقاطعة البضائع الأمريكية رداً على قرار ترامب
* روسيا: القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والشرقية لفلسطين
غزة - عزالدين أبو عيشة، القاهرة - عصام بدوي، وكالات
تواصلت ردود الفعل المنددة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من قبل الأسرة الدولية الخميس باستثناء إسرائيل، فيما تكثفت الدعوات الى ضبط النفس وعدم التصعيد، في حين تلوح في الافق نذر انتفاضة فلسطينية ثالثة خاصة وقد عمّ الإضراب الشامل الأراضي الفلسطينية المحتلة الخميس واندلعت مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية احتجاجاً على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعت حركة حماس الإسلامية إلى انتفاضة جديدة ما يزيد المخاوف من تدهور أمني على الأرض.
ويمر الشارع الفلسطيني بحالة من الغليان عقب قرار ترامب الذي اعتبره الفلسطينيون انتهاكاً لحرمة المدينة المقدسة، واستهتاراً بمشاعر العرب والمسلمين، باعتباره القدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل السفارة.
وأجمعت دول العالم على انتقاد قرار ترامب، وكان آخرها تحذيرات من تركيا والاتحاد الأوروبي وروسيا.
غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أغدق المديح على ترامب، وقال إن اسمه سيدخل الآن في تاريخ القدس، وحث دولاً أخرى على أن تحذو حذوه.
ونشر الجيش الإسرائيلي تعزيزات بمئات الجنود في الضفة الغربية المحتلة وسط حالة من عدم اليقين إزاء التبعات، فيما اندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في مناطق مختلفة.
واستنكرت الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان، وقرار نقله للسفارة هناك، وعبّرت عن غضبها الشديد ونيتها بالتصعيد على الأرض دون تردد.
وفي غزة دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى "انتفاضة جديدة".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله من غزّة "وحدتنا صمام الأمان في هذه المرحلة التاريخية الفارقة التي تمر بها قضيتنا الوطنية، وأنّ القرار الأمريكي مستنكر ومرفوض ومستفز".
وأضاف الحمد لله "هذه المرحلة التاريخية الفارقة، تتطلب منا جميعاً تسريع وتكثيف خطوات إعادة اللحمة والوحدة والوطن، ويعتبر اتفاق الفصائل حجر الأساس الذي عليه ننطلق في عملنا الحكومي، متابعاً "سنكرس المصالحة، تمهيداً لإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية".
ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة القرار بانه تحدي سافر لقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر القدس جزءاً من الأراضي المحتلة، واستهتار واشنطن بإرادة المجتمع الدولي حيث اعترفت 138 دولة بدولة فلسطين عضواً مراقباً بالأمم المتحدة وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر أبو ظريفة خلال مشاركته في المسيرات الغاضبة في محافظات غزة الخطوة بأنها تضع أمريكا في خانة الولاء الكامل لدولة إسرائيل وتعزيز الاستيطان والتمييز العنصري.
وأجرت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية عروضاً عسكرية، وكان المقاومون مدججين بالأسلحة، كخطوة تنديدية لتصعيد الأمور في ساحة غزّة.
وذكرت تقارير أن صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل لكن الجيش الإسرائيلي قال إنهما سقطا في القطاع.
ويتوقع خروج مزيد من التظاهرات بعد صلاة الجمعة، فيما دعت حماس إلى "يوم غضب".
وخرجت تظاهرات في كافة المدن الفلسطينية في مدن الضفة الغربية ومنها في رام الله والخليل ونابلس وبيت لحم والقدس الشرقية المحتلة وكذلك في قطاع غزة.
وفرقت قوات الأمن الإسرائيلية مئات المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع عند حاجز على مدخل رام الله، فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 22 شخصاً أصيبوا بالرصاص الحي أو الطلقات المطاطية في الضفة الغربية.
وجرح 5 فلسطينيين بنيران إسرائيلية في قطاع غزة عندما تظاهر العشرات قرب حاجز بين القطاع وإسرائيل، بحسب سلطات غزة.
وأصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق وبرصاص الاحتلال الإسرائيلي بينهم إصابات خطيرة، عقب اندلاع مواجهات عنيفة في مناطق مختلفة الضفة الغربية والقدس والحدود الشرقية لقطاع غزة احتجاجاً على اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة للكيان ونقلها سفارتها هناك.
وانطلقت مواجهات على حاجز حوارة ومنطقة النبي صالح، والبيرة وطولكرم وبيت لحم ونابلس وعلى مدخل قلنديا شمال الضفة، ومواجهات في أريحا عند المدخل الجنوبي، وفي المنطقة الحدودية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأجبر الجيش الإسرائيلي على رفع حالة التأهب جراء اشتعال المواجهات والغضب، وعزز قواته في الضفة المحتلة، ونشر عشرات الدوريات في المفارق والمحاور المركزية، بالإضافة إلى انتشاره حول المستوطنات الأكثر عرضة للاستهداف.
وفي القدس اندلعت مواجهات عنيفة بين المواطنين والجيش الإسرائيلي، وأصيب طفل بالقرب من باب العمود، إضافة لوقوع إصابات بالاختناق.
وعلى الحدود مع غزّة، قال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة لـ "الوطن" "أصيب 7 شبان برصاص إسرائيليين بينهم خطيرة عقب إطلاق النار على المواطنين".
ورشق المتظاهرون الفلسطينيون جنود الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية بالحجارة والزجاجات الفارغة كما حرقوا الإطارات المطاطية خلال المواجهات التي استمرت طوال اليوم.
وقرار ترامب الذي يأتي تنفيذا لاحد وعود حملته الانتخابية في 2016، يضع نهاية لسبعة عقود من الغموض الأمريكي على وضع المدينة المقدسة.
وقال ترامب إن القرار يؤذن ببداية "مقاربة جديدة" لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض مساء الأربعاء "آن أوان للاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل" ودعا "لكي تعلو أصوات التسامح على أصوات الكراهية".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال زيارة إلى فيينا الخميس إن قرار ترامب بشأن القدس هو "تنفيذ لرغبة الأميركيين".
لكن خروج ترامب عن الإجماع الدولي حول مسألة بهذه الحساسية لقي تحذيرات متزايدة من كافة أنحاء العالم.
وحذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الخميس من أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمكن أن يعيد المنطقة إلى "أوقات أكثر ظلمة".
وقالت روسيا إنها "قلقة جداً" فيما اعتبرته المملكة العربية السعودية "غير مبرر وغير مسؤول".
من ناحيته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القرار يضع المنطقة في "دائرة نار".
وقال "أي نوع من المقاربة هذه؟ القادة السياسيون لا يثيرون المشكلات، بل يسعون لصنع السلام".
وأثار القرار غضب القادة الفلسطينيين، وقال الرئيس محمود عباس إن موقف ترامب يمثل "إعلاناً بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام".
وزار الرئيس عباس عمان الخميس لمناقشة المسألة مع الملك عبد الله الثاني.
وفي بيان مشترك قال الزعيمان أن "أي إجراءات تستهدف المساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس تعتبر باطلة، وستفضي إلى مزيد من التوتر والعنف في المنطقة والعالم أجمع".
وأعلنت موسكو، الخميس، أن روسيا تعتبر القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والشرقية عاصمة لفلسطين.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن اعتبار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، القدس عاصمة إسرائيل أدى لتعقيد الوضع في الشرق الأوسط وسبب انقساماً في المجتمع الدولي. وخرجت تظاهرات غاضبة دول عربية وإسلامية.
وأغلقت المحلات الفلسطينية في القدس الشرقية ومنا المدينة القديمة، وفي الضفة الغربية، كما أغلقت المدارس استجابة لدعوة لإضراب عام.
وقال صلاح زحيكة "55 عاماً" في شارع صلاح الدين، المركز التجاري للشطر الفلسطيني من القدس "امريكا نزلت من أكبر دولة إلى أصغر دولة في العالم. من أمريكا العظمى إلى مستوى دولة صغرى".
وأثار قرار ترامب غضب العديد من حلفاء الولايات المتحدة وتركهم يبحثون عن رد دبلوماسي.
ووصفت بريطانيا القرار بأنه "غير مفيد" فيما وصفته فرنسا "بالمؤسف". وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل "نحن ... لا نوافق على القرار الذي اتخذ مساء أمس".
ودعت 8 دول بينها بريطانيا وفرنسا وايطاليا الى اجتماع عاجل لمجلس الأمن رداً على القرار الأمريكي، ومن المقرر أن ينعقد الجمعة.
وفي مصر، دعت نقابة الصحفيين المصرية إلى مقاطعة السلع والبضائع الأمريكية في العالم العربي والإسلامي، مطالبة جميع الصحفيين العرب، بفضح الممارسات الأمريكية والصهيونية في هذا الشأن في جميع المحافل المحلية والدولية، وذلك رداً على ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إليها.
وأعلنت نقابة الصحفيين المصرية، في بيان لها الخميس، استنكارها ورفضها التام لما ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس، وبما يعني اعترافها أن هذه المدينة المقدسة ذات الوضعية الخاصة لدى المسلمين والمسيحيين هي عاصمة لدولة إسرائيل العنصرية، وهو ما اعتبرته "تقويضاً خطيراً لكافة جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط، ويدمرها من أساسها".
وأكدت نقابة الصحفيين مساندتها الكاملة للشعب الفلسطيني في مواجهة هذا القرار الظالم الذي يعيد إلى الأذهان ذكرى وعد بلفور المشئوم، الذي كان وراء زرع هذه الدولة اللقيطة في قلب الأمة العربية.
وقالت النقابة، إن ترامب ما كان يتخذ مثل هذا القرار المشئوم لولا أن الأوضاع المتردية في الدول العربية ودخولها في حروب أهلية حقيقية قد شجعته على القيام بهذه الخطوة، التي يجب مواجهتها بمنتهى القوة والحزم، وضرورة وجود موقف عربي موحد قوي.
ودعت النقابة اتحاد الصحفيين العرب في اجتماعاته، التي ستعقد خلال الساعات القادمة في العاصمة العراقية بغداد، لاتخاذ كافة الإجراءات لمواجهة هذا القرار الأمريكي المتعنت والمنحاز لإسرائيل.
وقد دعا 4 أعضاء في مجلس نقابة الصحفيين، إلى تنظيم وقفة احتجاجية على قرر نقل السفارة الأمريكية للقدس، مساء الخميس بمقر النقابة؛ رفضاً لما وصفوه بـ"القرار الأحمق" الذي اتخذه الرئيس الأمريكي، والذي يهدف بحسب بيان أصدره أعضاء في المجلس أمس، إلى ترسيخ واقع جديد، وهو اعتراف العالم بالقدس العربية كعاصمة للكيان الصهيوني المحتل.
وختم البيان بـ"عاشت فلسطين حرة عربية.. والقدس عاصمة فلسطين".
وأعلن ترامب ايضا بدء التحضير لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
ويأتي ذلك تنفيذاً لوعود في حملته الانتخابية لمسيحيي الولايات المتحدة الإنجيليين والناخبين اليهود اليمينيين وكذلك إلى المانحين.
والرؤساء الذين سبقوا ترامب من بيل كلينتون إلى جورج بوش قدموا نفس الوعد، لكن سرعان ما تراجعوا عنه لدى توليهم المنصب.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.
ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وحاولت العديد من خطط السلام في العقود الماضية حل مسألة تقسيم السيادة أو الإشراف على المواقع المقدسة في القدس.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويقول إن المسألة لا يمكن أن تحل إلا في مفاوضات -- وهو ما كرره الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في أعقاب قرار ترامب.
وانتقد غوتيريش ترامب صراحة وأكد معارضته لأي "إجراء من طرف واحد من شأنه تعريض أفق السلام للخطر".
وشدد ترامب على أن القرار لا يحكم مسبقاً على المحادثات النهائية، قائلاً إنه يعكس حقيقة أن القدس الغربية هي جزء من إسرائيل وستبقى كذلك ضمن أي تسوية.
وقال "إن الولايات المتحدة تؤيد حلاً للدولتين إذا وافق الطرفان على ذلك" معلناً أن نائبه مايك بنس سيتوجه إلى المنطقة في الأيام القادمة.