دمشق - رامي الخطيبتعاني البنية التحتية في سوريا من دمار شبه تام، بعد 7 سنوات من الحرب الضروس، وقد كان لقطاع الكهرباء نصيبه الأكبر من الانهيار خلال تلك السنوات. وقد لجأ نظام الرئيس بشار الأسد التحكم بأساسيات الحياة ومنها الكهرباء كسلاح ضد معارضيه وكعقاب للمدنيين الذين يسكنون الأماكن التي تخرج عن سيطرته وقام بقطع الكهرباء عنها. في المقابل، لجأت الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة السورية إلى ضرب خطوط التوتر العالي التي تغذي أماكن سيطرة قوات الأسد كأسلوب ضغط للحصول على حصتها من الكهرباء والخدمات الأخرى ونجحت في الحصول على نسب متفاوتة من الطاقة الكهربائية وبقيت حصة أماكن المعارضة أقل بسبب الدمار الهائل لقطاع الكهرباء فيها وتعرضها للتخريب والنهب.وبعد سيطرة تنظيم الدولة ''داعش'' على سد الفرات في محافظة الرقة شمال سوريا، تمكن هو أيضاً من استخدام الكهرباء كسلاح وورقة للحصول على مكاسب من نظام الأسد أو حتى فصائل المعارضة باعتبار السد يغذي الكثير من المناطق في الشمال السوري من الكهرباء إلى أن انتزع منه على يد قوات "سوريا الديمقراطية'' التي لم تألُ جهداً في استثماره سياسياً مع النظام والمعارضة سواء.الماء مقابل الكهرباء هو الرد الذي وجهته فصائل المعارضة في الجنوب السوري لنظام بشار الأسد رداً على قطع الكهرباء عن مناطقها وباعتبار أن مياه الشرب التي تغذي مناطق نظام الأسد تنبع من أماكن المعارضة في ريف حوران الغربي، فكان لا بد من المساومة واستخدام المياه كورقة ضغط للحصول على الكهرباء ونجحت المفاوضات وتم ضخ مياه الشرب لأماكن نظام الأسد مقابل تغذية أماكن المعارضة بالكهرباء باعتبار أن نظام الأسد لا يفهم إلا هذه اللغة.من ناحية أخرى، قام نظام الأسد باستثمار مشكلة الكهرباء عبر استيراد ألواح الطاقة الشمسة ونواعير الهواء والبطاريات وغيرها عن طريق تجار مقربين منه وضخها في الأسواق قاطبة دون حساب لأماكن تابعة له أو للمعارضة أو للأكراد أو لـ"داعش" وتهافت الناس على شرائها لعدم كفاية الكهرباء التي تغذي منازلهم وساعات التقنين الطويلة جداً بل وانقطاعها بشكل دائم أحياناً كما يحدث في بلدات ريف دمشق مثلاً المحاصرة والمحرومة من الكهرباء كلياً ومن ثم تصبح الطاقة البديلة هي الحل.يذكر أن خسائر قطاع الكهرباء في سوريا خلال سنوات الحرب بلغت 28 مليار دولار، وفقاً لما أعلنه مدير المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء في حكومة الأسد، لصحيفة ''الوطن'' المقربة من النظام في دمشق، وحمل من أسماها "التنظيمات الإرهابية" مسؤولية الخسائر الفادحة، بينما تحمل المعارضة قوات الأسد المسؤولية بسبب القصف العشوائي الذي دمر كل شيء.