* عباس يرفض "السلام الأمريكي"
* تظاهرات حاشدة في الأردن للأسبوع الثالث على التوالي تنديداً بقرار ترامب
* 10 شهداء ومئات الجرحى بالأراضي المحتلة منذ إعلان قرار القدس
غزة - عزالدين أبو عيشة، عمان - غدير محمود، وكالات
استشهد فلسطينيان وأصيب عشرات آخرون الجمعة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت أثناء مسيرات نظمت بعد صلاة الجمعة في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة احتجاجاً على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفلسطينيين لن يقبلوا "أي خطة" سلام تقترحها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك في ختام لقائه في باريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر أن واشنطن باتت "مهمشة" في هذا الملف.
وفي الأردن، استمرت التظاهرات للأسبوع الثالث على التوالي بعد صلاة الجمعة في عمان ومدن أردنية أخرى أبرزها إربد والزرقاء والكرك والسلط والمفرق وجرش، تنديداً بقرار ترامب.
وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ إعلان ترامب إلى 10 بالإضافة إلى مئات الجرحى في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي قطاع غزة، قال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في بيان إن "حصيلة مواجهات جمعة الغضب الثالثة هي شهيدان و94 إصابة بينهم 3 في حالة خطرة بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي". ونقل المصابون إلى مستشفيات القطاع.
وقال القدرة "أصيب عشرات آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وعولج غالبيتهم ميدانياً". وبين المصابين بالغاز 4 مسعفين.
وأضاف القدرة إن "الشهيدين هما، زكريا الكفارنة "24 عاماً" إثر طلق ناري أصابه مباشرة في الصدر شرق جباليا" شمال القطاع و"محمد نبيل محيسن "29 عاماً"، وهو من سكان حي الشجاعية وقد أصيب برصاصة في القلب" قرب نقطة نحال عوز العسكرية الإسرائيلية شرق مدينة غزة. وشيع الكفارنة في جنازة شارك فيها الآلاف في بيت حانون شمال القطاع.
من بين المصابين الناشط الفلسطيني محمد أبو حجر وهو في العشرينات من عمره وكان يرتدي زي سانتا كلوز "بابا نويل" حيث أصيب برصاصة في القدم اليسرى نقل على إثرها إلى مستشفى "ناصر" بخان يونس في جنوب قطاع غزة وحالته "متوسطة".
وذكر شهود عيان أن أبو حجر كان يقف على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي الفاصل وكان يرتدي لباس سانتا كلوز ويعتمر الكوفية ويرفع شارة النصر بيد والعلم الفلسطيني بيد أخرى عندما تعرض لإطلاق النار من جندي إسرائيلي.
وأضاف شاهد عيان أن أبو حجر كان يردد "فداك يا قدس" عندما أصيب بالرصاص.
وقال القدرة إن من بين المصابين مصور صحافي أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع وحالته "طفيفة".
وبحسب شهود قام عدد من المتظاهرين بفتح ثغرة في السياج الحدودي شرق مدينة غزة.
وخرجت التظاهرات التي ضمت الآلاف بعد الصلاة تلبية لدعوة من حركتي "حماس" و"الجهاد"، في يوم "جمعة الغضب" الثالثة رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي بشان القدس.
وردد المتظاهرون هتافات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
ودعا القيادي في حماس سهيل الهندي في كلمة خلال تظاهرة في جباليا الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها، مشدداً على "مواصلة الانتفاضة لإسقاط القرار".
وفي رام الله، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أسامة النجار إن طبيعة الإصابات التي رصدت الجمعة، تشير إلى أن رقعة المواجهات والاحتجاجات توسعت جغرافيا وامتدت لتشمل عدداً كبيراً من قرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة بشكل خاص.
وتركزت المواجهات بشكل خاص في شمال رام الله، وعند حاجز قلنديا شمال القدس، وفي بلدة سعير القريبة من الخليل، وبالقرب من نابلس. وشهدت القدس القديمة تظاهرة بعد صلاة الجمعة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تعامل في الضفة الغربية مع عشرات الإصابات معظمها بالرصاص المطاطي وبعضها بالرصاص الحي أو الرصاص من العيار الصغير "التوتو"، خلال مواجهات بين شبان والجيش الإسرائيلي عند نقاط الاحتكاك الساخنة وقرب الحواجز العسكرية عقب صلاة الجمعة.
وأوضح الهلال الأحمر انه تم كذلك تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بالاختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتشهد مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة، مواجهات عنيفة منذ 6 ديسمبر، رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل.
واندلعت المواجهات في معظم مناطق الضفة الغربية والحدود الشرقية لقطاع غزة، وتمكن جيش الاحتلال من اعتقال شاباً خلال المواجهات المندلعة في رام الله.
وأدى نحو 45 ألف مصل من مدينة القدس والداخل المحتل والزائرين المسلمين الصلاة في باحة المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات مشددة على أبواب المسجد الأقصى.
وعقب صلاة الجمعة، تظاهرة آلاف المصلين أمام ساحة المسجد الأقصى رافعين العلم الفلسطيني إلى جانب صورة الفتاة المعتقلة عهد التميمي مرددين الهتافات التي تطالب إطلاق سراحها، والجرائم التي ترتكب من قبل الولايات المتحدة تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.
كما تعرضت كافة طواقم الصحافيين في القدس للاعتداء بالدفع وعرقلة عملهم الصحافي خلال تغطية الأحداث.
وفي مدينة الخليل جنوب الضفة استمرت المواجهات في منطقة باب الزاوية في قلب المدينة، ونشر الجيش قواته في قلب المدينة ولاحق الشبان، واعتدى بالضرب على الطواقم الطبية.
وفي مدينة طولكرم، أصيب عشرات بحالات اختناق من المواطنين بعد استهداف الجنود منازلهم بقنابل الغاز خلال المواجهات التي اندلعت عقب صلاة الجمعة.
ودعت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي إلى الامتناع عن استخدام الرصاص الحي ورصاص "التوتو" ضد المتظاهرين أو المدنيين العزل. وهذا الرصاص وإن كان أقل خطورة من الرصاص الحي ذي العيار الأكبر، غير أنه يمكن أن يؤدي إلى الموت أو يوقع إصابات خطرة.
واندلعت الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية والقدس الشرقية المحتلة منذ 6 ديسمبر عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من طرف واحد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلافاً للقرارات الدولية. ولقي القرار إدانة دولية.
من ناحية أخرى، شهدت العاصمة الأردنية عمان ومدن أردنية أخرى أبرزها إربد والزرقاء والكرك والسلط والمفرق وجرش مظاهرات حاشدة للأسبوع الثالث على التوالي بعد صلاة الجمعة ضد قرار ترامب. وجاءت التظاهرات بعد يوم على رفض الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار الرئيس الأمريكي بأغلبية 128 صوتاً، وتلبية لدعوات بإقامة مظاهرات مليونية دعت لها العديد من الفعاليات الشعبية ودعماً لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني الدبلوماسية دفاعاً عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وكان أبرز المظاهرات ما شهدته ساحة المسجد الحسيني وسط عمان، حيث توافد عشرات الآلاف منذ ساعات الصباح الباكر للمشاركة في المسيرة التي انطلقت من أمام الجامع الحسيني ورفع المتظاهرون أعلام الأردن وفلسطين بالإضافة إلى صور جلالة الملك عبدالله الثاني وصور المسجد الأقصى.
وتظاهر مئات الأردنيين الجمعة امام السفارة الأمريكية في عمان رفضا لاعتبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل. وتجمع نحو 500 شخص قرب مينى السفارة في منطقة عبدون، غرب عمان، وسط إجراءات أمنية مشددة وهم يرفعون الإعلام الأردنية والفلسطينية ولافتات منها "القدس عاصمة فلسطين الابدية" و"الحرية لفلسطين" و"العالم قال كلمته بوضوح" في اشارة الى تصويت 128 دولة الخميس لصالح قرار للجمعية العامة للامم المتحدة الذي ادان اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل في 6 ديسمبر.
سياسياً، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفلسطينيين لن يقبلوا "أي خطة" سلام تقترحها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك في ختام لقائه في باريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر أن واشنطن باتت "مهمشة" في هذا الملف.
وغداة إدانة واسعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار واشنطن بشأن القدس، قال عباس "إن الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً نزيهاً في عملية السلام ولن نقبل أي خطة منها بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي".
وأضاف عباس "ما قامت به الولايات المتحدة في هذا الموضوع بالذات، جعلها هي تبعد نفسها عن الوساطة" فيما تحضر واشنطن خطة سلام للمنطقة يفترض أن تكشف عنها في ربيع 2018.
ومن أصل 193 دولة في الجمعية العامة، أيدت 128 منها القرار الذي يدين اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر، في حين رفضته 9 دول هي الولايات المتحدة وإسرائيل وغواتيمالا وهندوراس وتوغو وميكرونيزيا وناورو وبالاو وجزر مارشال.
وأضاف عباس "هذه المرة متحدون من أجل السلام" مضيفاً "سنستمر في مساعينا هذه، وإذا قبلوا بحل الدولتين والقدس عاصمة، وجلسنا على أساس حدود 1967 نحن مستعدون للتفاوض، لن نخرج عن ثقافة السلام وعن أسلوبنا، حتى نحقق السلام مع جيراننا، والمهم أن هناك دولاً كثيرة في العالم أيدت موقفنا، وهناك دولاً لها تأثيرها تدعم مواقفنا".
وبالنسبة للرئيس الفرنسي فإن الولايات المتحدة باتت "مهمشة" في الملف لكنه قال إن فرنسا لن تسارع إلى الاعتراف بدولة فلسطينية بشكل أحادي الجانب فيما يدعو عباس إلى دور فرنسي اكبر في هذه القضية.
وقال ماكرون إن "الامريكيين مهمشون، أحاول ألا أقوم بالمثل".
وأضاف ماكرون "هل سيكون مجدياً اتخاذ قرار من طرف واحد بالاعتراف بفلسطين؟ لا أعتقد. لأنه سيمثل رد فعل" على القرار الأمريكي "الذي سبب الاضطرابات في المنطقة. سأكون بذلك أرد على خطأ من النوع ذاته"، مضيفاً أنه لن "يبني خيار فرنسا على أساس ردة فعل" على السياسة الأمريكية.
وذكر ماكرون الذي سيزور الأراضي المحتلة في عام 2018، بمعارضته للقرار الأمريكي وبموقف فرنسا القائم على أنه "لا بديل لحل الدولتين ولا حل من دون الاتفاق بين الطرفين حول القدس".
وبالعودة إلى موقف الولايات المتحدة التي هددت بـ "تسجيل أسماء" الدول التي ستصوت لصالح قرار إدانة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، انتقد عباس محاولات واشنطن ترهيب الدول قبل التصويت.
وقال "آمل أن يتعظ الآخرون، فلا يمكن أن تفرض مواقف على العالم بالمال".
وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي حذرت الدول التي تصوت لصالح قرار الجمعية العامة وقالت إن موقفها سيؤثر على السياسة الأمريكية تجاهها. وأكدت روسيا وتركيا الجمعة بعد تصويت الأمم المتحدة دعمهما العمل من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأثار اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل موجة إدانات عالمية فيما خرجت تظاهرات منددة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
{{ article.visit_count }}
* تظاهرات حاشدة في الأردن للأسبوع الثالث على التوالي تنديداً بقرار ترامب
* 10 شهداء ومئات الجرحى بالأراضي المحتلة منذ إعلان قرار القدس
غزة - عزالدين أبو عيشة، عمان - غدير محمود، وكالات
استشهد فلسطينيان وأصيب عشرات آخرون الجمعة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت أثناء مسيرات نظمت بعد صلاة الجمعة في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة احتجاجاً على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفلسطينيين لن يقبلوا "أي خطة" سلام تقترحها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك في ختام لقائه في باريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر أن واشنطن باتت "مهمشة" في هذا الملف.
وفي الأردن، استمرت التظاهرات للأسبوع الثالث على التوالي بعد صلاة الجمعة في عمان ومدن أردنية أخرى أبرزها إربد والزرقاء والكرك والسلط والمفرق وجرش، تنديداً بقرار ترامب.
وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ إعلان ترامب إلى 10 بالإضافة إلى مئات الجرحى في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي قطاع غزة، قال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في بيان إن "حصيلة مواجهات جمعة الغضب الثالثة هي شهيدان و94 إصابة بينهم 3 في حالة خطرة بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي". ونقل المصابون إلى مستشفيات القطاع.
وقال القدرة "أصيب عشرات آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وعولج غالبيتهم ميدانياً". وبين المصابين بالغاز 4 مسعفين.
وأضاف القدرة إن "الشهيدين هما، زكريا الكفارنة "24 عاماً" إثر طلق ناري أصابه مباشرة في الصدر شرق جباليا" شمال القطاع و"محمد نبيل محيسن "29 عاماً"، وهو من سكان حي الشجاعية وقد أصيب برصاصة في القلب" قرب نقطة نحال عوز العسكرية الإسرائيلية شرق مدينة غزة. وشيع الكفارنة في جنازة شارك فيها الآلاف في بيت حانون شمال القطاع.
من بين المصابين الناشط الفلسطيني محمد أبو حجر وهو في العشرينات من عمره وكان يرتدي زي سانتا كلوز "بابا نويل" حيث أصيب برصاصة في القدم اليسرى نقل على إثرها إلى مستشفى "ناصر" بخان يونس في جنوب قطاع غزة وحالته "متوسطة".
وذكر شهود عيان أن أبو حجر كان يقف على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي الفاصل وكان يرتدي لباس سانتا كلوز ويعتمر الكوفية ويرفع شارة النصر بيد والعلم الفلسطيني بيد أخرى عندما تعرض لإطلاق النار من جندي إسرائيلي.
وأضاف شاهد عيان أن أبو حجر كان يردد "فداك يا قدس" عندما أصيب بالرصاص.
وقال القدرة إن من بين المصابين مصور صحافي أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع وحالته "طفيفة".
وبحسب شهود قام عدد من المتظاهرين بفتح ثغرة في السياج الحدودي شرق مدينة غزة.
وخرجت التظاهرات التي ضمت الآلاف بعد الصلاة تلبية لدعوة من حركتي "حماس" و"الجهاد"، في يوم "جمعة الغضب" الثالثة رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي بشان القدس.
وردد المتظاهرون هتافات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
ودعا القيادي في حماس سهيل الهندي في كلمة خلال تظاهرة في جباليا الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها، مشدداً على "مواصلة الانتفاضة لإسقاط القرار".
وفي رام الله، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أسامة النجار إن طبيعة الإصابات التي رصدت الجمعة، تشير إلى أن رقعة المواجهات والاحتجاجات توسعت جغرافيا وامتدت لتشمل عدداً كبيراً من قرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة بشكل خاص.
وتركزت المواجهات بشكل خاص في شمال رام الله، وعند حاجز قلنديا شمال القدس، وفي بلدة سعير القريبة من الخليل، وبالقرب من نابلس. وشهدت القدس القديمة تظاهرة بعد صلاة الجمعة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تعامل في الضفة الغربية مع عشرات الإصابات معظمها بالرصاص المطاطي وبعضها بالرصاص الحي أو الرصاص من العيار الصغير "التوتو"، خلال مواجهات بين شبان والجيش الإسرائيلي عند نقاط الاحتكاك الساخنة وقرب الحواجز العسكرية عقب صلاة الجمعة.
وأوضح الهلال الأحمر انه تم كذلك تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بالاختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتشهد مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة، مواجهات عنيفة منذ 6 ديسمبر، رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل.
واندلعت المواجهات في معظم مناطق الضفة الغربية والحدود الشرقية لقطاع غزة، وتمكن جيش الاحتلال من اعتقال شاباً خلال المواجهات المندلعة في رام الله.
وأدى نحو 45 ألف مصل من مدينة القدس والداخل المحتل والزائرين المسلمين الصلاة في باحة المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات مشددة على أبواب المسجد الأقصى.
وعقب صلاة الجمعة، تظاهرة آلاف المصلين أمام ساحة المسجد الأقصى رافعين العلم الفلسطيني إلى جانب صورة الفتاة المعتقلة عهد التميمي مرددين الهتافات التي تطالب إطلاق سراحها، والجرائم التي ترتكب من قبل الولايات المتحدة تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.
كما تعرضت كافة طواقم الصحافيين في القدس للاعتداء بالدفع وعرقلة عملهم الصحافي خلال تغطية الأحداث.
وفي مدينة الخليل جنوب الضفة استمرت المواجهات في منطقة باب الزاوية في قلب المدينة، ونشر الجيش قواته في قلب المدينة ولاحق الشبان، واعتدى بالضرب على الطواقم الطبية.
وفي مدينة طولكرم، أصيب عشرات بحالات اختناق من المواطنين بعد استهداف الجنود منازلهم بقنابل الغاز خلال المواجهات التي اندلعت عقب صلاة الجمعة.
ودعت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي إلى الامتناع عن استخدام الرصاص الحي ورصاص "التوتو" ضد المتظاهرين أو المدنيين العزل. وهذا الرصاص وإن كان أقل خطورة من الرصاص الحي ذي العيار الأكبر، غير أنه يمكن أن يؤدي إلى الموت أو يوقع إصابات خطرة.
واندلعت الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية والقدس الشرقية المحتلة منذ 6 ديسمبر عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من طرف واحد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلافاً للقرارات الدولية. ولقي القرار إدانة دولية.
من ناحية أخرى، شهدت العاصمة الأردنية عمان ومدن أردنية أخرى أبرزها إربد والزرقاء والكرك والسلط والمفرق وجرش مظاهرات حاشدة للأسبوع الثالث على التوالي بعد صلاة الجمعة ضد قرار ترامب. وجاءت التظاهرات بعد يوم على رفض الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار الرئيس الأمريكي بأغلبية 128 صوتاً، وتلبية لدعوات بإقامة مظاهرات مليونية دعت لها العديد من الفعاليات الشعبية ودعماً لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني الدبلوماسية دفاعاً عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وكان أبرز المظاهرات ما شهدته ساحة المسجد الحسيني وسط عمان، حيث توافد عشرات الآلاف منذ ساعات الصباح الباكر للمشاركة في المسيرة التي انطلقت من أمام الجامع الحسيني ورفع المتظاهرون أعلام الأردن وفلسطين بالإضافة إلى صور جلالة الملك عبدالله الثاني وصور المسجد الأقصى.
وتظاهر مئات الأردنيين الجمعة امام السفارة الأمريكية في عمان رفضا لاعتبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل. وتجمع نحو 500 شخص قرب مينى السفارة في منطقة عبدون، غرب عمان، وسط إجراءات أمنية مشددة وهم يرفعون الإعلام الأردنية والفلسطينية ولافتات منها "القدس عاصمة فلسطين الابدية" و"الحرية لفلسطين" و"العالم قال كلمته بوضوح" في اشارة الى تصويت 128 دولة الخميس لصالح قرار للجمعية العامة للامم المتحدة الذي ادان اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل في 6 ديسمبر.
سياسياً، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفلسطينيين لن يقبلوا "أي خطة" سلام تقترحها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك في ختام لقائه في باريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر أن واشنطن باتت "مهمشة" في هذا الملف.
وغداة إدانة واسعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار واشنطن بشأن القدس، قال عباس "إن الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً نزيهاً في عملية السلام ولن نقبل أي خطة منها بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي".
وأضاف عباس "ما قامت به الولايات المتحدة في هذا الموضوع بالذات، جعلها هي تبعد نفسها عن الوساطة" فيما تحضر واشنطن خطة سلام للمنطقة يفترض أن تكشف عنها في ربيع 2018.
ومن أصل 193 دولة في الجمعية العامة، أيدت 128 منها القرار الذي يدين اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر، في حين رفضته 9 دول هي الولايات المتحدة وإسرائيل وغواتيمالا وهندوراس وتوغو وميكرونيزيا وناورو وبالاو وجزر مارشال.
وأضاف عباس "هذه المرة متحدون من أجل السلام" مضيفاً "سنستمر في مساعينا هذه، وإذا قبلوا بحل الدولتين والقدس عاصمة، وجلسنا على أساس حدود 1967 نحن مستعدون للتفاوض، لن نخرج عن ثقافة السلام وعن أسلوبنا، حتى نحقق السلام مع جيراننا، والمهم أن هناك دولاً كثيرة في العالم أيدت موقفنا، وهناك دولاً لها تأثيرها تدعم مواقفنا".
وبالنسبة للرئيس الفرنسي فإن الولايات المتحدة باتت "مهمشة" في الملف لكنه قال إن فرنسا لن تسارع إلى الاعتراف بدولة فلسطينية بشكل أحادي الجانب فيما يدعو عباس إلى دور فرنسي اكبر في هذه القضية.
وقال ماكرون إن "الامريكيين مهمشون، أحاول ألا أقوم بالمثل".
وأضاف ماكرون "هل سيكون مجدياً اتخاذ قرار من طرف واحد بالاعتراف بفلسطين؟ لا أعتقد. لأنه سيمثل رد فعل" على القرار الأمريكي "الذي سبب الاضطرابات في المنطقة. سأكون بذلك أرد على خطأ من النوع ذاته"، مضيفاً أنه لن "يبني خيار فرنسا على أساس ردة فعل" على السياسة الأمريكية.
وذكر ماكرون الذي سيزور الأراضي المحتلة في عام 2018، بمعارضته للقرار الأمريكي وبموقف فرنسا القائم على أنه "لا بديل لحل الدولتين ولا حل من دون الاتفاق بين الطرفين حول القدس".
وبالعودة إلى موقف الولايات المتحدة التي هددت بـ "تسجيل أسماء" الدول التي ستصوت لصالح قرار إدانة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، انتقد عباس محاولات واشنطن ترهيب الدول قبل التصويت.
وقال "آمل أن يتعظ الآخرون، فلا يمكن أن تفرض مواقف على العالم بالمال".
وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي حذرت الدول التي تصوت لصالح قرار الجمعية العامة وقالت إن موقفها سيؤثر على السياسة الأمريكية تجاهها. وأكدت روسيا وتركيا الجمعة بعد تصويت الأمم المتحدة دعمهما العمل من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأثار اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل موجة إدانات عالمية فيما خرجت تظاهرات منددة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.