قال والد الفتاة الفلسطينية عهد التميمي إن "ابنتي مقاومة وتوصف نفسها بأنها مقاتلة من أجل الحرية، ولا تحتاج شفقة أو رثاء من أحد، بل رسالتها أن يكون لدى العالم كله قناعة مفادها أن الفلسطينيين لن يتركوا أرضهم أبداً، وأن كل جيل يخرج من بين صفوفهم يحمل على عاتقه مهمة تحرير الأرض".
وأضاف باسم التميمي، والد الفتاة عهد، التي أصبحت أيقونة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في حديث لـ"العربية.نت"، إن عهد نشأت في أسرة مقاومة للاحتلال، فوالدها اعتقل 9 مرات من إسرائيل، ووالدتها اعتقلت 5 مرات، وعمتها قضت خلال "مسيرة نضالية"، وخالها كذلك.
ورداً على سؤال لـ"العربية.نت" عن مشاعره كأب من تعرض ابنته الصغيرة للسجن وربما الحبس لسنوات طويلة وهل يخشى عليها من هذا المصير؟ رد التميمي بسؤال قائلاً: "هل تعتقد أنني كأب سأقبل أو أسمح لنفسي أن أرضخ لعواطفي ومشاعري وأزرع الخوف في قلب صغيرتي وأطفالي؟ وإذا فعلت ذلك فمن هو الجيل الذي سيمكنه تحرير الأرض؟"، مضيفاً أنه "من الوطنية أن نربي أطفالنا على المقاومة".
وقال والد الفتاة الفلسطينية إن ما فعلته عهد يفعله كل طفل فلسطيني، لكن ابنته محظوظة في أن تصرفها شاهده العالم كله، ولم يشاهد مواقف كافة أطفال فلسطين الذين يفعلون أكثر مما فعلته عهد، لكن موقف عهد كان مسجلاً ورصدته إحدى الكاميرات وبثته للعالم كله.
وكشف التميمي أن "سلطات الاحتلال لفقت لعهد اتهامات كثيرة أغلبها لا أساس له من الصحة، وستنظر المحكمة قضيتها الاثنين".
وقال إن "الأسرة لا تعول على المحكمة وقضاء إسرائيل، فهو قضاء مسيّس وأداة لتخويف الفلسطينيين وشرعنة مممارسات الاحتلال، لكننا نعول على ضمير العالم كله".
وروى والد عهد قصة حدثت في جنوب إفريقيا، وهي "أننا كنا هناك لحضور مؤتمر عن فلسطين وشاهدنا فيلماً يحكي عن نضال الفلسطينيين ومعاناتهم، وكانت دموع الحاضرين تنهمر بغزارة على ما يحدث من ممارسات، وما يسقط من ضحايا، ووقفت عهد بشموخ على المسرح، وقالت شكراً لدموعكم ومشاعركم العزيزة علينا، لكن حياتنا مليئة بالدموع بسبب المعاناة وقنابل الغاز، دموعكم ومشاعركم مهمة، ولكن أنا كرامتي من كرامة قضيتي وشعبي، أنا لا أحب أن أرى دموع الحزن ونظرات".
وذكر التميمي أن رسالة عهد هي رسالة "جيل تمرد على حالة عجز"، وأن ابنته "غالية عليه بالفعل لكن لو لديه أغلى منها لقدمه لفلسطين وقضيتها العادلة".
وقال إن ابنته ليست باحثة عن شهرة أو ظهور إعلامي، بل باحثة عن أرضها وحريتها وكرامتها، فهي لا تنتمي لأي فصيل سياسي، ولا تعبر عن أي أجندة سياسية.