دمشق - رامي الخطيب
ظهرت طبقة ثرية جديدة في المجتمع السوري بفضل الحرب التي غيرت ملامح البلاد والعباد وقلبت طباع الناس وجعلت سوريا كأن لم تغن بالأمس فمن أين جاءت هذه الطبقة وكيف اغتنت وهل هي حكر على طرف أو طائفة دون الأخرى؟!
للثراء في الحرب السورية دروب كثيرة، فحتى الذين هربوا إلى دول العالم استثمروا مآسي الناس، فالتهريب من تركيا إلى اليونان كان القائمون عليه في جلهم سوريين، وشبكات تزوير الأوراق الثبوتية لإجراءات لم الشمل كانت صناعة سورية بامتياز.
الطبقة الأولى من الداخل، هي ضباط النظام ورؤساء الأفرع الأمنية وكبار المسؤولين الذين استغلوا الحرب، فالضابط الذي يقود حاجزاً عسكرياً كان يتقاضى "الأتاوات" لعبور الآليات وحتى المطلوبين، وكل حاجز هو بمثابة نقطة جمركية يذهب ريعها للقائمين عليه، وليس لخزينة الدولة، وبإمكانك أن تهرب حتى سيارة مفخخة لقاء مبالغ كبيرة من بعض الحواجز كما حدث في حمص، عندما ألقت سلطات النظام القبض على بعض المسؤولين عند حواجز المدينة بعد اختراقات تسببت بانفجارات واغتيالات لكبار الضباط هناك.
أما رؤساء الأفرع الأمنية فقد جنوا الكثير من الأموال عبر إخراج مساجين لديهم قبل أن تصل القضية لما يسمى بـ "القضاء في نظام الأسد" ويستطيع ذووا الموقوف إخراجه بصفقة يعقدونها عبر سمسار يسمي نفسه "محامي" حتى ولو كان هذا الموقوف صاحب قضية خطيرة، فرئيس الفرع لا يهمه مصلحة النظام بقدر ما تهمه مصلحته الشخصية.
وفي أماكن المعارضة، أثرياء الحرب لهم حضور أيضاً فهناك جماعات تهريب الأفراد الراغبين في الهجرة إلى الخارج فيتم توصيلهم إلى الحدود التركية بعد الاتفاق مع حواجز للنظام ومن الحدود التركية يتهم تهريبهم إلى داخل تركيا ومن ثم إلى سواحل بحر إيجه ليجد أيضاً سمسار سوري غالباً ليتفق معه على أجرة عبور البحر بالقارب.. وكذلك التهريب نحو الأردن أو لبنان له رجاله أيضاً.
وبالإضافة إلى تهريب البشر، هناك أيضاً المخدرات التي راجت كثيراً وأصبح لها مزارع وتهريبها إلى دول الجوار أربح لهم لسعرها المغري هناك ولها عصابات تتولى هذه العمليات وقد اغتنت كثيراً وتنتشر في أماكن النظام والمعارضة وفي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
وبعد أن يصل المهاجر إلى أوروبا تبقى إجراءات لم الشمل وهي تحتاج إلى أوراق ثبوتية يحصلها لهم شخص يسمي نفسه "معقب معاملات" ويستجلب لهم هذه الأوراق من سوريا حيث يتم التزوير في الداخل ويتم إرسال الأوراق على أنها حقيقة، فالمعقب الافتراضي في الخارج والمزور في الداخل والتجارة رابحة للطرفين وتنتشر عصابات التزوير في الداخل وتجني أرباح خيالية دون أن يكلفها شيء سوى بعض الأوراق والاختام المزورة.
هناك أيضاً طبقة من الأشباح تظهر ثرواتهم ولا تظهر وجوههم، حيث يقومون بخطف الأثرياء أو ذويهم والمطالبة بفدية تتناسب طردياً مع ثروة أهل المخطوف وقد تصل الفدية أحياناً إلى مبالغ كبيرة جداً.
وهناك أيضاً أثرياء الكرد في الشمال، اغتنت هذه الطبقة من وضع يدها على حقول النفط هناك، وهم عبارة عن مسؤولين وقيادات في المقاطعة الكردية الناشئة استغلت ثروات المنطقة.
ولا ننسى أثرياء تنظيم الدولة "داعش" الذين اغتنوا عبر تحصيل المال من "الزكاة" والنفط والضرائب و"الغنائم" التي سلبوها من أعدائهم، وقد فر عدد كبير من أمراء "داعش" بهذه الأموال ولا ننسى قصة أمير الزكاة وهو من شمال أفريقيا الذي فر بـ 6 ملايين دولار وكتب رسالة إلى خليفة "داعش"، أبو بكر البغدادي قال فيها "أي خلافة أيها الأبله"، و كذلك أمير حركة المثنى الداعشية الذي باع عتاد الحركة في حوران بعد أن كشف أمرهم، وفر إلى تركيا بثروة قدرت بمليون دولار.
ظهرت طبقة ثرية جديدة في المجتمع السوري بفضل الحرب التي غيرت ملامح البلاد والعباد وقلبت طباع الناس وجعلت سوريا كأن لم تغن بالأمس فمن أين جاءت هذه الطبقة وكيف اغتنت وهل هي حكر على طرف أو طائفة دون الأخرى؟!
للثراء في الحرب السورية دروب كثيرة، فحتى الذين هربوا إلى دول العالم استثمروا مآسي الناس، فالتهريب من تركيا إلى اليونان كان القائمون عليه في جلهم سوريين، وشبكات تزوير الأوراق الثبوتية لإجراءات لم الشمل كانت صناعة سورية بامتياز.
الطبقة الأولى من الداخل، هي ضباط النظام ورؤساء الأفرع الأمنية وكبار المسؤولين الذين استغلوا الحرب، فالضابط الذي يقود حاجزاً عسكرياً كان يتقاضى "الأتاوات" لعبور الآليات وحتى المطلوبين، وكل حاجز هو بمثابة نقطة جمركية يذهب ريعها للقائمين عليه، وليس لخزينة الدولة، وبإمكانك أن تهرب حتى سيارة مفخخة لقاء مبالغ كبيرة من بعض الحواجز كما حدث في حمص، عندما ألقت سلطات النظام القبض على بعض المسؤولين عند حواجز المدينة بعد اختراقات تسببت بانفجارات واغتيالات لكبار الضباط هناك.
أما رؤساء الأفرع الأمنية فقد جنوا الكثير من الأموال عبر إخراج مساجين لديهم قبل أن تصل القضية لما يسمى بـ "القضاء في نظام الأسد" ويستطيع ذووا الموقوف إخراجه بصفقة يعقدونها عبر سمسار يسمي نفسه "محامي" حتى ولو كان هذا الموقوف صاحب قضية خطيرة، فرئيس الفرع لا يهمه مصلحة النظام بقدر ما تهمه مصلحته الشخصية.
وفي أماكن المعارضة، أثرياء الحرب لهم حضور أيضاً فهناك جماعات تهريب الأفراد الراغبين في الهجرة إلى الخارج فيتم توصيلهم إلى الحدود التركية بعد الاتفاق مع حواجز للنظام ومن الحدود التركية يتهم تهريبهم إلى داخل تركيا ومن ثم إلى سواحل بحر إيجه ليجد أيضاً سمسار سوري غالباً ليتفق معه على أجرة عبور البحر بالقارب.. وكذلك التهريب نحو الأردن أو لبنان له رجاله أيضاً.
وبالإضافة إلى تهريب البشر، هناك أيضاً المخدرات التي راجت كثيراً وأصبح لها مزارع وتهريبها إلى دول الجوار أربح لهم لسعرها المغري هناك ولها عصابات تتولى هذه العمليات وقد اغتنت كثيراً وتنتشر في أماكن النظام والمعارضة وفي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
وبعد أن يصل المهاجر إلى أوروبا تبقى إجراءات لم الشمل وهي تحتاج إلى أوراق ثبوتية يحصلها لهم شخص يسمي نفسه "معقب معاملات" ويستجلب لهم هذه الأوراق من سوريا حيث يتم التزوير في الداخل ويتم إرسال الأوراق على أنها حقيقة، فالمعقب الافتراضي في الخارج والمزور في الداخل والتجارة رابحة للطرفين وتنتشر عصابات التزوير في الداخل وتجني أرباح خيالية دون أن يكلفها شيء سوى بعض الأوراق والاختام المزورة.
هناك أيضاً طبقة من الأشباح تظهر ثرواتهم ولا تظهر وجوههم، حيث يقومون بخطف الأثرياء أو ذويهم والمطالبة بفدية تتناسب طردياً مع ثروة أهل المخطوف وقد تصل الفدية أحياناً إلى مبالغ كبيرة جداً.
وهناك أيضاً أثرياء الكرد في الشمال، اغتنت هذه الطبقة من وضع يدها على حقول النفط هناك، وهم عبارة عن مسؤولين وقيادات في المقاطعة الكردية الناشئة استغلت ثروات المنطقة.
ولا ننسى أثرياء تنظيم الدولة "داعش" الذين اغتنوا عبر تحصيل المال من "الزكاة" والنفط والضرائب و"الغنائم" التي سلبوها من أعدائهم، وقد فر عدد كبير من أمراء "داعش" بهذه الأموال ولا ننسى قصة أمير الزكاة وهو من شمال أفريقيا الذي فر بـ 6 ملايين دولار وكتب رسالة إلى خليفة "داعش"، أبو بكر البغدادي قال فيها "أي خلافة أيها الأبله"، و كذلك أمير حركة المثنى الداعشية الذي باع عتاد الحركة في حوران بعد أن كشف أمرهم، وفر إلى تركيا بثروة قدرت بمليون دولار.