الخرطوم - محمد سعيد
بدت علامات السعادة وبعض الدهشة على وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وهو يضع أقدامه على جزيرة سواكن بولاية البحر الأحمر شرق السودان، التي قامت في سابق الأزمان على طراز الدولة العثمانية، ليكون اردوغان هو أول عثماني في العصر الحديث يزور الجزيرة التي كان يقطنها ويحكمها أجداده. ووقف الرئيسان السوداني المشير عمر البشير ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على المعالم التاريخية والأثرية لمدينة سواكن التي تعتبر رمزاً حياً للتراث العثماني.
وميناء سواكن هو الأقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزاً لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
وكثيرة هي القصص والروايات التي تتحدث عن نشأة مدينة سواكن، التي تبعد مسافة لا تزيد عن 60 كيلو متراً من مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر شرق السودان. ولكن أكثر الروايات شيوعاً تقول إن المدينة كانت نشأتها منذ عهد نبي الله سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام، وهذه الرواية أكدها ابناء المدينة والمؤرخين الذين أطلعوا على كتب ضاربة في القدم ومحفوظة في بعض المتاحف. وتعتبر سواكن من أقدم المدن في العالم، وتقول الرواية الأساسية إنها كانت عبارة عن سجن للجان في عهد سيدنا سليمان، وكان يطلق عليها اسم "سواجن"، ثم تحول الاسم بمرور الزمن لتصبح سواكن.
موقع المدينة جعلها بوابة رئيسية لحركة التجارة، وكانت البضائع المتجهة لأفريقيا تأتي عبر ميناء سواكن فاكتسبت المدينة أهمية اقتصادية كبيرة لوقوعها على ساحل البحر الأحمر شأنها شأن كل المدن الساحلية، وكان بها أكبر سوق عالمي وافريقي للصادر والوارد، وكان بها ميناء خاص بالركاب يسمى "الكرتينة" يمر عبره حجاج افريقيا المتجهين لبيت الله الحرام.
داخل جزيرة سواكن يوجد على الجانب الأيسر بعد بوابتها المميزة ميناء الجمارك الذي تأسس عام 1289 من قبل الأتراك ومقابل المبنى كان يوجد المسجدان الحنفي والشافعي، حيث تأسس المسجد الحنفي في عام 1844 وكان نظام الحكم في تلك الحقبة بهذا المذهب. أما المسجد الشافعي فإنه الأقدم وتأسس عام 1250، ويقال إن المسجد الشافعي هو الثاني في السودان من حيث النشأة بعد مسجد دنقلا شمال السودان. وهناك بعض الروايات تقول إن الملكة المصرية شجرة الدر درست وتعلمت فيه أصول الفقه. ويسع المسجد أعداداً كثيرة من المصلين وهو مبني على الطريقة العثمانية وبه منبر للإمام لخطبة الجمعة ومنبر آخر للمأموم لإقامة الصلاة لأنه لم يكن هناك مكبر صوت. قصد الإنجليز تدمير سواكن بعد ان كسر الأمير عثمان دقنة أحد أمراء الثورة المهدية المربع الانجليزي في سابقة كانت هي الاولى لقائد عسكري إبان مقاومة السودانيين للاستعمار عبر الثورة المهدية في عام 1881، فعملوا على محاربتها بنقل الميناء إلى مدينة بورتسودان.
{{ article.visit_count }}
بدت علامات السعادة وبعض الدهشة على وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وهو يضع أقدامه على جزيرة سواكن بولاية البحر الأحمر شرق السودان، التي قامت في سابق الأزمان على طراز الدولة العثمانية، ليكون اردوغان هو أول عثماني في العصر الحديث يزور الجزيرة التي كان يقطنها ويحكمها أجداده. ووقف الرئيسان السوداني المشير عمر البشير ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على المعالم التاريخية والأثرية لمدينة سواكن التي تعتبر رمزاً حياً للتراث العثماني.
وميناء سواكن هو الأقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزاً لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
وكثيرة هي القصص والروايات التي تتحدث عن نشأة مدينة سواكن، التي تبعد مسافة لا تزيد عن 60 كيلو متراً من مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر شرق السودان. ولكن أكثر الروايات شيوعاً تقول إن المدينة كانت نشأتها منذ عهد نبي الله سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام، وهذه الرواية أكدها ابناء المدينة والمؤرخين الذين أطلعوا على كتب ضاربة في القدم ومحفوظة في بعض المتاحف. وتعتبر سواكن من أقدم المدن في العالم، وتقول الرواية الأساسية إنها كانت عبارة عن سجن للجان في عهد سيدنا سليمان، وكان يطلق عليها اسم "سواجن"، ثم تحول الاسم بمرور الزمن لتصبح سواكن.
موقع المدينة جعلها بوابة رئيسية لحركة التجارة، وكانت البضائع المتجهة لأفريقيا تأتي عبر ميناء سواكن فاكتسبت المدينة أهمية اقتصادية كبيرة لوقوعها على ساحل البحر الأحمر شأنها شأن كل المدن الساحلية، وكان بها أكبر سوق عالمي وافريقي للصادر والوارد، وكان بها ميناء خاص بالركاب يسمى "الكرتينة" يمر عبره حجاج افريقيا المتجهين لبيت الله الحرام.
داخل جزيرة سواكن يوجد على الجانب الأيسر بعد بوابتها المميزة ميناء الجمارك الذي تأسس عام 1289 من قبل الأتراك ومقابل المبنى كان يوجد المسجدان الحنفي والشافعي، حيث تأسس المسجد الحنفي في عام 1844 وكان نظام الحكم في تلك الحقبة بهذا المذهب. أما المسجد الشافعي فإنه الأقدم وتأسس عام 1250، ويقال إن المسجد الشافعي هو الثاني في السودان من حيث النشأة بعد مسجد دنقلا شمال السودان. وهناك بعض الروايات تقول إن الملكة المصرية شجرة الدر درست وتعلمت فيه أصول الفقه. ويسع المسجد أعداداً كثيرة من المصلين وهو مبني على الطريقة العثمانية وبه منبر للإمام لخطبة الجمعة ومنبر آخر للمأموم لإقامة الصلاة لأنه لم يكن هناك مكبر صوت. قصد الإنجليز تدمير سواكن بعد ان كسر الأمير عثمان دقنة أحد أمراء الثورة المهدية المربع الانجليزي في سابقة كانت هي الاولى لقائد عسكري إبان مقاومة السودانيين للاستعمار عبر الثورة المهدية في عام 1881، فعملوا على محاربتها بنقل الميناء إلى مدينة بورتسودان.