باريس - لوركا خيزران

حصلت "الوطن" على وثيقة رسمية صادرة عن المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية "OFBRA" تكشف أن العدد الأكبر من الحاصلين على حق اللجوء في فرنسا خلال العامين 2015 و2016 هم من السودان، فيما تراجع نصيب السوريين في عام 2016 ليكونوا في المركز الخامس بعد أن كانوا في المركز الثاني عام 2015، ما يخالف تكهنات كانت تذهب إلى حصول السوريين على حصة الأسد من اللجوء في فرنسا.

وتظهر الوثيقة الفرنسية الرسمية أن السلطات الرسمية في فرنسا قبلت لجوء 5897 سودانيا و5646 من أفغانستان و4927 من هاييتي و4601 من ألبانيا فيما قبلت طلبات لجوء 3615 سورياً.

ومع إعلان الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين الذين فروا من الحرب في سوريا حتى عام 2017 تجاوز 5 ملايين شخص، يبدو أن فرنسا ما زالت وجهة غير مفضلة للسوريين الفارين من الحرب، فيما يبدو أنها من الوجهات المفضلة لمواطني دول أخرى مثل السودان وأفغانستان.

وتشير الوثيقة إلى أن الخط البياني للجوء السوريين سجل انخفاضا ملحوظا في عام 2016 مقارنة بعام 2015 من حيث ترتيب الجنسيات الحاصلة على حق اللجوء، إلا ان عدد السوريين الحاصلين على حق اللجوء في 2016 ارتفع إلى 3615 بعد أن كان 3403 في عام 2015.

وكان تقرير نشرته المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلص إلى أنه في كل 7 دقائق هناك لاجئ سوري في مكان ما من العالم.

ورغم تدني عدد اللاجئين المقبولة طلباتهم في فرنسا مقارنة بدول جارة في الاتحاد الاوروبي مثل ألمانيا التي استقبلت نحو مليون لاجئ سوري في عام واحد، إلا أن ملف الهجرة مازال هاجسا يؤرق باريس التي كشفت شهر يوليو الماضي عن خطوط عريضة لخطة حكومية إزاء التعامل مع العدد المتنامي للمهاجرين وطالبي اللجوء.

وكان رئيس الحكومة الفرنسية إدوارد فيليب قال إن بلاده "بحلول عام 2019 ستستحدث 7500 مكان مخصص لطالبي اللجوء و5 آلاف أخرى للاجئين"، معتبرا أن فرنسا لم تكن في "المستوى المطلوب" في ملف المهاجرين.

وأشار المسؤول الفرنسي حينها إلى نية حكومته تقليص المدة الزمنية التي تستغرقها دراسة طلبات اللجوء من 14 شهرا إلى ستة شهور.

وتتجه فرنسا بتشريعاتها المزمع اقرارها حال اقرارها في البرلمان إلى تمييز المهاجرين الاقتصاديين عن أولئك الذين يبحثون عن ملجأ على الأراضي الفرنسية، من خلال اعتماد "سياسة صارمة" تجاه من ترفض طلبات لجوئهم مع "ترحيلهم تلقائيا" فور رفض طلبهم.