غزة - عزالدين أبوعيشة
يجري بسرعة نحو السوق ويلهث مع تسارع خطواته، يحاول فوزي الجنيدي شراء بعض الحاجيات لبيته بسرعة، ليلحق بموعد الغداء مع إخوانه، ولا يتأخر عن عمله، ليستطيع توفير لقمة عيشٍ لوالده المريض، وبعض الأدوية لوالدته، وفي نفس الوقت لا يتوانى عن المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للاحتلال بين فترة وأخرى.
تزامن تسارع خطوات الطفل الفلسطيني من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وأحداث المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أوّل جمعة غضبٍ رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.
لم يكن يعلم الجنيدي أنّ خطواته أمام المحلات التجارية تلك بالقرب من باب الزاوية في الخليل، تقوده لثلة من الجنود الإسرائيليين، الذين سرعان ما هاجموه واعتدوا عليه بالضرب، وطرحوه أرضاً وداسوا عليه بأقدامهم، وشتموه بأبشع الألفاظ، وتكاثروا عليه.
لم يكتفِ الجنود البالغ عددهم 23 جنديًا بتعذيبه، بل اقتادوه وهو رافع رأسه، مقيد اليدين، معصوب العينين، وتحيطه كتيبة جنود بكامل عتادهم العسكري، ومدججين بالسلاح، وفي تلك اللحظة تسنى للمصور الصحافي عبد الحفيظ الهشلمون التقاط صورة له.
تلك الصورة صنّفت أنّها الأبرز خلال الهبة الشعبية، واختارها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أفضل صورة لوكالة الأناضول لعام 2017، فيما أطلق عليه البعض لقب "أيقونة الانتفاضة".
عقب اعتقاله نقله جنود الاحتلال إلى مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي الخليل، ومن ثم إلى مركز توقيف غوش عتصيون، وبعد ذلك إلى سجن عوفر غرب رام الله، مكان انعقاد محاكمة الطفل.
تعقيباً على ذلك، قال مدير الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين خالد قزمار إنّ ظاهرة اعتقال الأطفال في الضفة الغربية والقدس سياسة ممنهجة، لافتاً إلى أنّ دولة الاحتلال هي الوحدية التي تحاكم الأطفال في محاكم عسكرية.
وعن ظروف اعتقاله، قال الطفل الجنيدي إن جنود الاحتلال ألقوه على الأرض وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين وفقد حذائه خلال الاعتقال، مضيفاً "بعد التحقيق معي تمّ اعطائي حذاء بلاستيك حتى ألبسه، وهو الذي حضرت به إلى المحكمة".
وأشار إلى أنّ أحد الجنود قام بسكب مياه باردة على قدميه، وأنّ أكثر من جندي داسوا على قدميه خلال جلوسه على الأرض إضافة لركله، عدا عن أن أحد الجنود كان يشتمه باستمرار.
لم يكن فوزي كباقي الأطفال، فوضع عائلته صعب جداً، والده مصاب بكسر في رجله ولا يستطيع العمل، ووالدته مريضة بالسرطان، وهو الابن البكر وله أخ واحد و3 شقيقات، ما اضطره إلى ترك المدرسة مؤقتاً، ليعمل من أجل توفير لقمة العيش لعائلته.
أثناء اعتقاله، طالب ذوو فوزي المؤسسات القانونية والإنسانية بالتدخل السريع لحمايته والإفراج عنه، وتضامن معه نشطاء التواصل الاجتماعي، كما رسمت الفنانة الإيطالية أليشا بيلونزي لوحة تحاكي صورة الجنيدي.
ووجهت حركة حقوق الإنسان والعدالة التركية نداءً عاجلاً للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لحماية حقوق الطفل للعمل على إطلاق سراحه، وقدمت الحركة شكوى ضد الاحتلال بالنيابة عن الجنيدي.
وحصلت الحركة على قرار الإفراج بعد اثبات تعرضه للضرب أثناء وبعد اعتقاله، كما عقد له 4 جلسات لمحاكمته، حيث كان يقاد مكبلاً من السجن إلى قاعة المحكمة.
وجاء قرار الإفراج بعد اعتقال قسري دام لأكثر من 20 يومًا، حيث سحبت النيابة العسكرية الإسرائيلية الاستئناف الذي قدمته، بعد أن دفعت عائلة الجنيدي كفالة مالية تقدر بنحو 3 آلاف دولار، ومن المتوقع أن يكون هناك محاكمة أخيرة للطفل في 14 يناير المقبل.
يجري بسرعة نحو السوق ويلهث مع تسارع خطواته، يحاول فوزي الجنيدي شراء بعض الحاجيات لبيته بسرعة، ليلحق بموعد الغداء مع إخوانه، ولا يتأخر عن عمله، ليستطيع توفير لقمة عيشٍ لوالده المريض، وبعض الأدوية لوالدته، وفي نفس الوقت لا يتوانى عن المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للاحتلال بين فترة وأخرى.
تزامن تسارع خطوات الطفل الفلسطيني من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وأحداث المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أوّل جمعة غضبٍ رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.
لم يكن يعلم الجنيدي أنّ خطواته أمام المحلات التجارية تلك بالقرب من باب الزاوية في الخليل، تقوده لثلة من الجنود الإسرائيليين، الذين سرعان ما هاجموه واعتدوا عليه بالضرب، وطرحوه أرضاً وداسوا عليه بأقدامهم، وشتموه بأبشع الألفاظ، وتكاثروا عليه.
لم يكتفِ الجنود البالغ عددهم 23 جنديًا بتعذيبه، بل اقتادوه وهو رافع رأسه، مقيد اليدين، معصوب العينين، وتحيطه كتيبة جنود بكامل عتادهم العسكري، ومدججين بالسلاح، وفي تلك اللحظة تسنى للمصور الصحافي عبد الحفيظ الهشلمون التقاط صورة له.
تلك الصورة صنّفت أنّها الأبرز خلال الهبة الشعبية، واختارها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أفضل صورة لوكالة الأناضول لعام 2017، فيما أطلق عليه البعض لقب "أيقونة الانتفاضة".
عقب اعتقاله نقله جنود الاحتلال إلى مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي الخليل، ومن ثم إلى مركز توقيف غوش عتصيون، وبعد ذلك إلى سجن عوفر غرب رام الله، مكان انعقاد محاكمة الطفل.
تعقيباً على ذلك، قال مدير الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين خالد قزمار إنّ ظاهرة اعتقال الأطفال في الضفة الغربية والقدس سياسة ممنهجة، لافتاً إلى أنّ دولة الاحتلال هي الوحدية التي تحاكم الأطفال في محاكم عسكرية.
وعن ظروف اعتقاله، قال الطفل الجنيدي إن جنود الاحتلال ألقوه على الأرض وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين وفقد حذائه خلال الاعتقال، مضيفاً "بعد التحقيق معي تمّ اعطائي حذاء بلاستيك حتى ألبسه، وهو الذي حضرت به إلى المحكمة".
وأشار إلى أنّ أحد الجنود قام بسكب مياه باردة على قدميه، وأنّ أكثر من جندي داسوا على قدميه خلال جلوسه على الأرض إضافة لركله، عدا عن أن أحد الجنود كان يشتمه باستمرار.
لم يكن فوزي كباقي الأطفال، فوضع عائلته صعب جداً، والده مصاب بكسر في رجله ولا يستطيع العمل، ووالدته مريضة بالسرطان، وهو الابن البكر وله أخ واحد و3 شقيقات، ما اضطره إلى ترك المدرسة مؤقتاً، ليعمل من أجل توفير لقمة العيش لعائلته.
أثناء اعتقاله، طالب ذوو فوزي المؤسسات القانونية والإنسانية بالتدخل السريع لحمايته والإفراج عنه، وتضامن معه نشطاء التواصل الاجتماعي، كما رسمت الفنانة الإيطالية أليشا بيلونزي لوحة تحاكي صورة الجنيدي.
ووجهت حركة حقوق الإنسان والعدالة التركية نداءً عاجلاً للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لحماية حقوق الطفل للعمل على إطلاق سراحه، وقدمت الحركة شكوى ضد الاحتلال بالنيابة عن الجنيدي.
وحصلت الحركة على قرار الإفراج بعد اثبات تعرضه للضرب أثناء وبعد اعتقاله، كما عقد له 4 جلسات لمحاكمته، حيث كان يقاد مكبلاً من السجن إلى قاعة المحكمة.
وجاء قرار الإفراج بعد اعتقال قسري دام لأكثر من 20 يومًا، حيث سحبت النيابة العسكرية الإسرائيلية الاستئناف الذي قدمته، بعد أن دفعت عائلة الجنيدي كفالة مالية تقدر بنحو 3 آلاف دولار، ومن المتوقع أن يكون هناك محاكمة أخيرة للطفل في 14 يناير المقبل.