غزة - عز الدين أبو عيشة
لم يكن عام 2017 مميزاً عند الفلسطينيين، بل حمل في طياته الكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب عدد كبير من إرهاصات الحياة ألمت بالمواطنين وأثقلت كاهلهم طوال السنة. ولم تقتصر تلك الهموم على قطاع غزّة، بل تعتدها للضفة الغربية والقدس، ولم تكن تلك الحالة نتيجة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل ذهبت لخلافاتٍ داخليةٍ أكبر.
على الصعيد السياسي كان العام حافلاً بالكثير من الأحداث، وأهمها توقيع اتفاق المصالحة الوطنية تحت رعاية مصرية، وتسريع عجلة تسلّم حكومة الوفاق مهامها في قطاع غزّة.
الحدث الأكبر، كان وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده لمدينة القدس، واعترافه فيها عاصمة للكيان، نتيجة ذلك ثارت هبة شعبية في مختلف محافظات فلسطين.
وتوالت الأحداث سريعًا خلال العام، فاعتقل الجيش الإسرائيلي عددًا من الفلسطينيين في الضفة الغربية، وعلى رأسهم المحررين في صفقة وفاء الأحرار التي جرت مع المقاومة عام 2011.
ليس هذا فقط فالأحداث السياسية كثيرة هذا العام، لكن أبرزها أنّ مواجهات عنيفة دارت بين قوات الجيش الإسرائيلي والمواطنين الغاضبين، وكان لأوّل مرّة تخرج مظاهرات في الأراضي المحتلة عام 1948، وسقط خلال المواجهات أكثر من 10 شهداء، ونحو 3 آلاف جريح، في الضفة وغزّة.
توتر الحياة السياسية أثّر سلبًا على الوضع الاقتصادي، فأغلقت نحو 5 آلاف منشأة تجارية، ودمرت نحو 1800 مصنعًا في الحروب على القطاع، والتحق العمال فيها بصفوف البطالة التي شارفت على 60% إضافة لملامسة المعدل الاقتصادي الصفر حتى الربع الأخير من العام.
وأثر الركود الاقتصادي على التبادل التجاري، فأوقف الجانب الإسرائيلي عملية التصدير من غزّة للضفة وإسرائيل وأوروبا، وباتت مسموح لقطاع الملابس فقط.
رئيس جمعية رجال الأعمال، واتحاد الصناعات علي الحايك قال لـ "الوطن"، إن الوضع الاقتصادي الأسوأ منذ فرض الحصار على القطاع، وهناك مشاكل مالية كبيرة، كما التحق نحو 200 ألف عامل بالبطالة، إلى جانب 170 ألف خريج عاطل عن العمل.
وأضاف "لدينا مجاعة بنحو 45% في القطاع، وهي كارثة إنسانية حقيقة، وتعد غزة منطقة منكوبة اقتصادية، ويجب فكّ الحصار لمحاولة النهوض بالاقتصاد الوطني".
وبيّن أن هناك 3 آلاف تصريح عمل تجاري سحبوا من كبار رجال الأعمال، ما أدى لدخول الوضع العام في القطاع لغرفة العناية المركزة.
تدهور الوضع الاقتصادي، أنهك الحياة الاجتماعية، فظهرت حالة الانتحار في غزّة، وأرجع خبراء نفسيين في أحاديث منفصلة لـ "الوطن" إلى عدم توفر فرص عمل وهبوط مستوى تحصيل الفرد ماديًا، إضافة لبعض المشاكل الاجتماعية، كما رصدت وزارة الداخلية أكثر من 40 حالة انتحار معلنة.
حالة الكهرباء كانت الأسوأ، فالنصف الأوّل للعام باتت ساعات الوصل 6 ساعات، وانخفضت في النصف الثاني لحوالي 4 ساعات مقابل 20 قطع، ونتيجة ذلك احترق قرابة خمسة منازل لمواطنين.
وتدهورت حالة الكهرباء نتيجة فرض ضريبة خاصة بالوقود داخل القطاع، كما خفض الجانب الإسرائيلي 50 ميجاواط من إجمالي تغذيته غزّة بالكهرباء.
وشهد عام 2017 تدهورًا في الوضع الصحي، فزادت نسبة المرضى بالسرطان، كما لم يُسمح للمرضى في التحويلات الطبية للعلاج في الخارج، أو المستشفيات الإسرائيلية، وعانى القطاع من نقصٍ حاد في كميات الأدوية، ما دفع وزارة الصحة لإطلاق نداء استغاثة.
لم يعد البحر المتنفس الوحيد للسكان، ولا الصيد لقمة عيشهم، بعدما قلصت البحرية الإسرائيلية مساحة الصيد لنحو ثلاثة أميال، وصرّفت بلدية غزّة المياه العادمة فيه.
ولم يكن الوضع الزراعي حاله أفضل بكثير، فلم يسمح الاحتلال بتصدير الزهور لأوروبا، أو الفراولة المعلّقة، ولا حتى إدخال بعض أنواع الأسمدة، كما أوقفت بعض الدول دعمها للمنتجات الزراعية وتطويرها، وعلى غرار ذلك تمكن المزارعون لأوّل مرّة من زراعة الأناناس.
وعادة ما تنشط الحركة السياحية في الربع الأخير من العام خاصة في مدينة بيت لحم، الغالب عليها الطابع المسيحي، لزيارة كنيسة المهد كمان ميلاد السيد المسيح، لكن نتيجة أحداث الهبة الشعبية تراجعت الحركة السياحية.
لم يكن عام 2017 مميزاً عند الفلسطينيين، بل حمل في طياته الكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب عدد كبير من إرهاصات الحياة ألمت بالمواطنين وأثقلت كاهلهم طوال السنة. ولم تقتصر تلك الهموم على قطاع غزّة، بل تعتدها للضفة الغربية والقدس، ولم تكن تلك الحالة نتيجة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل ذهبت لخلافاتٍ داخليةٍ أكبر.
على الصعيد السياسي كان العام حافلاً بالكثير من الأحداث، وأهمها توقيع اتفاق المصالحة الوطنية تحت رعاية مصرية، وتسريع عجلة تسلّم حكومة الوفاق مهامها في قطاع غزّة.
الحدث الأكبر، كان وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده لمدينة القدس، واعترافه فيها عاصمة للكيان، نتيجة ذلك ثارت هبة شعبية في مختلف محافظات فلسطين.
وتوالت الأحداث سريعًا خلال العام، فاعتقل الجيش الإسرائيلي عددًا من الفلسطينيين في الضفة الغربية، وعلى رأسهم المحررين في صفقة وفاء الأحرار التي جرت مع المقاومة عام 2011.
ليس هذا فقط فالأحداث السياسية كثيرة هذا العام، لكن أبرزها أنّ مواجهات عنيفة دارت بين قوات الجيش الإسرائيلي والمواطنين الغاضبين، وكان لأوّل مرّة تخرج مظاهرات في الأراضي المحتلة عام 1948، وسقط خلال المواجهات أكثر من 10 شهداء، ونحو 3 آلاف جريح، في الضفة وغزّة.
توتر الحياة السياسية أثّر سلبًا على الوضع الاقتصادي، فأغلقت نحو 5 آلاف منشأة تجارية، ودمرت نحو 1800 مصنعًا في الحروب على القطاع، والتحق العمال فيها بصفوف البطالة التي شارفت على 60% إضافة لملامسة المعدل الاقتصادي الصفر حتى الربع الأخير من العام.
وأثر الركود الاقتصادي على التبادل التجاري، فأوقف الجانب الإسرائيلي عملية التصدير من غزّة للضفة وإسرائيل وأوروبا، وباتت مسموح لقطاع الملابس فقط.
رئيس جمعية رجال الأعمال، واتحاد الصناعات علي الحايك قال لـ "الوطن"، إن الوضع الاقتصادي الأسوأ منذ فرض الحصار على القطاع، وهناك مشاكل مالية كبيرة، كما التحق نحو 200 ألف عامل بالبطالة، إلى جانب 170 ألف خريج عاطل عن العمل.
وأضاف "لدينا مجاعة بنحو 45% في القطاع، وهي كارثة إنسانية حقيقة، وتعد غزة منطقة منكوبة اقتصادية، ويجب فكّ الحصار لمحاولة النهوض بالاقتصاد الوطني".
وبيّن أن هناك 3 آلاف تصريح عمل تجاري سحبوا من كبار رجال الأعمال، ما أدى لدخول الوضع العام في القطاع لغرفة العناية المركزة.
تدهور الوضع الاقتصادي، أنهك الحياة الاجتماعية، فظهرت حالة الانتحار في غزّة، وأرجع خبراء نفسيين في أحاديث منفصلة لـ "الوطن" إلى عدم توفر فرص عمل وهبوط مستوى تحصيل الفرد ماديًا، إضافة لبعض المشاكل الاجتماعية، كما رصدت وزارة الداخلية أكثر من 40 حالة انتحار معلنة.
حالة الكهرباء كانت الأسوأ، فالنصف الأوّل للعام باتت ساعات الوصل 6 ساعات، وانخفضت في النصف الثاني لحوالي 4 ساعات مقابل 20 قطع، ونتيجة ذلك احترق قرابة خمسة منازل لمواطنين.
وتدهورت حالة الكهرباء نتيجة فرض ضريبة خاصة بالوقود داخل القطاع، كما خفض الجانب الإسرائيلي 50 ميجاواط من إجمالي تغذيته غزّة بالكهرباء.
وشهد عام 2017 تدهورًا في الوضع الصحي، فزادت نسبة المرضى بالسرطان، كما لم يُسمح للمرضى في التحويلات الطبية للعلاج في الخارج، أو المستشفيات الإسرائيلية، وعانى القطاع من نقصٍ حاد في كميات الأدوية، ما دفع وزارة الصحة لإطلاق نداء استغاثة.
لم يعد البحر المتنفس الوحيد للسكان، ولا الصيد لقمة عيشهم، بعدما قلصت البحرية الإسرائيلية مساحة الصيد لنحو ثلاثة أميال، وصرّفت بلدية غزّة المياه العادمة فيه.
ولم يكن الوضع الزراعي حاله أفضل بكثير، فلم يسمح الاحتلال بتصدير الزهور لأوروبا، أو الفراولة المعلّقة، ولا حتى إدخال بعض أنواع الأسمدة، كما أوقفت بعض الدول دعمها للمنتجات الزراعية وتطويرها، وعلى غرار ذلك تمكن المزارعون لأوّل مرّة من زراعة الأناناس.
وعادة ما تنشط الحركة السياحية في الربع الأخير من العام خاصة في مدينة بيت لحم، الغالب عليها الطابع المسيحي، لزيارة كنيسة المهد كمان ميلاد السيد المسيح، لكن نتيجة أحداث الهبة الشعبية تراجعت الحركة السياحية.