الخرطوم - محمد سعيدشهد عام 2017 الكثير من المنعطفات السياسية التي فرضت نفسها بقوة في السودان ليكون هذا العام الأبرز خلال السنوات الأخيرة. وشهد 2017 قراراً تاريخياً برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن الخرطوم، بجانب زيارات استثنائية لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير للداخل والخارج والعديد من الأحداث التي نستعرضها من يناير وحتى ديسمبر خلال المساحة التالية.* في 13 يناير، أصدر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قراراً قضى برفع العقوبات الاقتصادية جزئياً عن الخرطوم بعد أطول فترة حصار اقتصادي دام 20 عاماً. وعزا أوباما في قراره الذي جاء قبل ايام من تنصيب خلفه الرئيس المثير للجدل دونالد ترامب إلى أن هنالك تطورات إيجابية طرأت بملف السودان.* في 11 فبراير، أصدر رئيس الجمهورية المشير عمر البشير مرسوما جمهوريا بتعيين عمر محمد احمد نائبا لجمهورية السودان وذلك بعد فصل منصب النائب العام من وزارة العدل لتكون مؤسسة عدلية قائمة بذاتها.* خلال شهر مارس تم إطلاق سراح 258 متهماً من النزلاء المحكومين بالإعدام، بجانب المتهمين في عدد من المعارك من سجون مختلفة بالبلاد أبرزهم الدكتور عبدالعزيز عشر الذي أسر في أحداث أم درمان 2008 عندما دخلت قوات حركة العدل والمساواة المتمردة بجيشها لأم درمان عرفت بعملية "الذراع الطويل"، وتلقت هزيمة ساحقة. وذلك بقرار عفو رئاسي من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في خطوة وجدت قبولا غير مسبوق على المستوى المحلي والإقليمي.وفي ذات الشهر شهدت الحركة الشعبية قطاع الشمال المتمردة تصدعاً وتشققاً بين قادتها أفضى إلى تحول كبير في سياسات الحركة المتمردة وتغيير كامل في قيادتها.وفي 25 مارس كان المؤتمر الشعبي على موعد استثنائي لحزبه بإعلان د. علي الحاج أميناً عاماً ليخلف المؤسس والراحل الزعيم الإسلامي الكبير د. حسن عبد الله الترابي.* في أبريل ولأول مرة تقام تمارين مشتركة بين القوات الجوية السودانية والسعودية والتي حملت اسم "الدرع الأزرق"، امتدت لأيام واختتمت بقاعدة مروي الجوية بتشريف رئيس الجمهورية المشير عمر البشير.* شهد شهر مايو، أبرز الأحداث التي انتظمت الساحة السودانية خلال عام 2017 هي إعلان حكومة الوفاق الوطني بعد شهور من التفاكر والتشاور، حيث أعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن بكري حسن صالح في 11 مايو الوزراء الجدد. وفي ذات الشهر دحرت القوات المسلحة السودانية التمرد في دارفور في معركة "قوز دنقو" الشهيرة.* في 14 يونيو، أعفي مدير مكاتب رئيس الجمهورية الفريق طه عثمان الحسين من موقعه. وشكل إعفاء طه حدثا استثنائيا لما يتمتع به الرجل من نفوذ كبير جعله مبعوثاً لرئيس الجمهورية خلال عدد كبير من الزيارات لدول خارجية. وفي 19 يونيو، توجه رئيس الجمهورية المشير البشير في زيارة استثنائية والأولى بعد انفجار الأزمة الخليجية إلى السعودية والتقى خلالها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.* شهد شهر يوليو، تمديد قرار رفع العقوبات، حيث مدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار رفع العقوبات لـ 3 أشهر إضافية وذلك بحجة انه لم يشكل طاقم إدارته. وجاءت زيارة الرئيس البشير الى دولة الإمارات العربية المتحدة في 17 يوليو كأحد أبرز الأحداث السياسية لجهة أنها كانت في إطار مساعيه لحل الأزمة الخليجية.* شهد شهر سبتمبر زيارات متعددة لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير إلى ولايات دارفور التي تعاني من حرب أهلية استمرت لثلاثة عشر عاماً وطاف الرئيس البشير على معسكرات كلمة وشطايا وقريضة للنازحين تلك الزيارات التي عكست أصداء إيجابية أقليمية وعالمية لجهة أنها أكدت للعالم بأن دارفور باتت آمنة.* في أكتوبر، كان الحدث الأبرز بإعلان رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد بصورة رسمية، وذلك بعد أن أعلنت بصورة مبدئية في يناير عبر الرئيس الأمريكي السابق أوباما ليمدد الفترة التجريبية من يوليو إلى أكتوبر عبر ترامب، قبل أن يعلن انتهاء هذه الحقبة التي أضرت بالاقتصاد السوداني.* في نوفمبر، سجل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير زيارة استثنائية لدولة روسيا في واحدة من أشهر وأهم الزيارات له، وأحدثت ضجة كبيرة في الأوساط السياسية الإقليمية والدولية. وفي الشهر حافل ذاته تم اعتقال زعيم قوات الجنجويد موسى هلال بعد اشتباكات بضاحية مستريحة بشمال دارفور غرب السودان واعتقال موسى وأنجاله وترحيلهم للخرطوم.* اختتم العام بزيارة تاريخية للرئيس التركي رجب أردوغان إلى البلاد، في ديسمبر، على رأس وفد رفيع المستوى وقضى 3 أيام متنقلاً بين الخرطوم وبورتسودان بجانب توقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة بين تركيا والسودان.