* الأمم المتحدة: قوات الأسد قتلت 85 مدنياً بينهم نساء وأطفال بالغوطة في 10 أيام
* إنقاذ أطفال وسط غارات جوية لجيش الأسد وروسيا على الغوطة
دمشق - رامي الخطيب، وكالات
تعاني الغوطة الشرقية بريف دمشق من أوضاع إنسانية قاسية بسبب القصف والحصار الذي تفرضه قوات الرئيس بشار الأسد وحلفاؤها، خاصة ميليشيات "حزب الله" وروسيا، وإيران، على المنطقة منذ سنوات عدة. ويتعرض مدنيو تلك المنطقة لقصف عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة، وما يزيد من معاناة المدنيين، القتال الدائر بين فترة وأخرى بين فصائل سورية مسلحة معارضة، الأمر الذي دفع الكثير من الأهالي إلى النزوح بسبب المعاناة، ليتركوا البقية هناك تعاني الأمرين، فلا يتوافر أمن أو أمان، وتنتشر الأمراض، ولا تتوفر الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والغذاء، مع ارتفاع أسعار المواد التموينية، والمحروقات، تحت وقع القصف، والحصار، وفصائل عسكرية منهكة، وتجاهل دولي.
من جانبه، تحدث عبدو ''أبو محمود" الناشط السابق في إحدى المنظمات الإغاثية والمقيم في مدينة دوماً أكبر مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق لـ "الوطن" عن الأوضاع المأساوية في المنطقة قائلاً "تدخل المواد الغذائية إلى الغوطة عن طريق مخيم الوافدين عبر تاجر مقرب من نظام الأسد يدعى "المنفوش"، والذي يقوم بتوقيع عقود غذائية مع نظام الأسد ويتم شحن البضاعة إلى داخل الغوطة ويتم احتساب الإتاوة على كل كيلو غرام واحد من المواد الغذائية، بنحو 2000 ليرة سورية لصالح ضباط نظام الأسد"، مضيفاً أن "المسؤول عن ارتفاع الأسعار بشكل مباشر هو النظام السوري دون أدنى شك لأنه من يدخل البضائع الغذائية باستغلال، ويمنعها عن الغوطة وقتما يشاء وهو المنفذ الوحيد للغوطة إلى العالم الخارجي".
وذكر أنه "بالنسبة للمنظمات الإغاثية العاملة في الغوطة فالهلال الأحمر هو الوحيد الذي تدخل المساعدات الإنسانية عن طريقه".
وفيما يتعلق بسير العملية التعليمية، فقد أفاد أبو محمود بأن "التعليم مستمر رغم الإمكانيات الصعبة والأوضاع الإنسانية المأساوية إلا أن الدوام يتوقف عند التصعيد العسكري على الغوطة من قبل قوات النظام وحالياً الدوام معلق منذ شهر تقريباً، أما ماهية المدارس العاملة في الغوطة فهي مدارس "الحكومة السورية المؤقتة المعارضة"، ومدارس ''الائتلاف السوري المعارض''، ولا مدارس لحكومة الأسد لدينا".
وقال إن "الغوطة تعاني من قطع الكهرباء بشمل تام منذ فترة طويلة، وكذلك المياه مما جعل الناس يلجؤون إلى الآبار وهي غير صحية"، مضيفاً أنه "بالنسبة لوضع المحروقات فقد لجأ الأهالي إلى إعادة تدوير البلاستيك لإنتاج المازوت والبنزين ليصل إلى أسعار أقل من النظامية حيث المازوت يصل سعره إلى 4800 ليرة للتر الواحد، والبنزين بنحو 8000 ليرة للتر، أما محروقات تدوير البلاستيك فالمازوت بـ 3200 ليرة للتر والبنزين بـ 3700 ليرة للتر".
وقال إن "أهالي الغوطة ممنوعون من الخروج من مناطقهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات الأسد ويتعرضون غالباً للتصفية".
وبالنسبة للوضع الطبي، فقد أكد أبو محمود أن "مشافي الغوطة الحكومية خرجت عن الخدمة وهناك نقاط طبية مدعومة من منظمات طبية ويدخل الهلال الأحمر الأدوية واللوازم الطبية عبر معابر مع نظام الأسد ولكن بشح شديد".
في سياق متصل، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين الأربعاء إن تصاعد الضربات الجوية والهجمات البرية التي تنفذها قوات الحكومة السورية على منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة أسفر عن مقتل 85 مدنياً منذ 31 ديسمبر.
وأضاف أن الظروف في الغوطة الشرقية، آخر معقل كبير تسيطر عليه المعارضة قرب دمشق حيث يخضع 390 ألفاً من المدنيين على الأقل للحصار منذ 4 أعوام، تصل إلى حد الكارثة الإنسانية.
وقال الأمير زيد في بيان "في الغوطة الشرقية، حيث سبب الحصار الشديد كارثة إنسانية، تتعرض المناطق السكنية ليلاً ونهاراً لضربات من البر والجو مما يدفع المدنيين للاختباء في الأقبية".
وأضاف أن "الأطراف المتحاربة ملزمة قانونا بالتفريق بين المدنيين والأهداف العسكرية الشرعية لكن التقارير الواردة من الغوطة الشرقية تشير إلى أن منفذي الهجمات يستهينون بتلك المبادئ "مما يثير مخاوف من احتمال ارتكاب جرائم حرب".
وقال الأمير زيد إن "من بين القتلى المدنيين 21 امرأة و30 طفلاً".
وصعدت القوات الحكومية السورية، بدعم من ضربات جوية روسية، عملياتها العسكرية ضد الغوطة الشرقية خلال الشهور القليلة الماضية.
وقال الأمير زيد إن عدم القدرة على إجلاء الحالات الطبية الطارئة من الغوطة الشرقية يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني.
وأظهرت لقطات فيديو صورها هواة وبثت على الإنترنت ما ورد أنها عمليات إنقاذ أطفال من مبنى متهدم في حمورية عقب غارات جوية قيل إن قوات الحكومة السورية نفذتها لاستهداف معقل المعارضة في الغوطة الشرقية.
وفي لقطات بثتها قوات الدفاع المدني المعروفة باسم الخوذ البيضاء يظهر أشخاص يحملون أطفالاً إلى خارج الحي الذي استهدفته الغارة إلى حيث تنتظرهم سيارات إسعاف.
وأظهرت اللقطات التي بثتها على الإنترنت وكالة قاسيون للأنباء انتشال قوات الدفاع المدني طفلة من تحت الأنقاض بينما تعمل الجرافات على رفع الأنقاض.
والثلاثاء، قتل 24 مدنياً، بينهم 10 أطفال، في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام وحليفتها روسيا استهدف الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.
وتزامن القصف المتبادل مع بدء زيارة لمدة 3 أيام يقوم بها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك إلى دمشق لبحث سبل تلبية الاحتياجات الإنسانية مع المسؤولين.
وصعّدت قوات النظام وحلفاؤها منذ بداية الشهر الحالي قصف مدن وبلدات في الغوطة الشرقية.
ويأتي تصعيد القصف على الغوطة الشرقية رغم كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في مايو في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريانه في الغوطة في يوليو.
وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية حيث يقطن نحو 400 ألف شخص بشكل محكم منذ عام 2013، ما تسبب بنقص فادح في المواد الغذائية والأدوية وبحالات سوء تغذية حادة. وتحذر منظمات دولية بانتظام من مآساة إنسانية حقيقية في المنطقة.
ولا يمكن للأمم المتحدة إدخال قوافل إغاثة إلى المناطق المحاصرة أو تلك التي تحتاج إلى مساعدات إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من نظام الأسد.
وبحسب الأمم المتحدة، يوجد في سوريا أكثر من 13 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية. كما يعيش نحو 69% من السكان في فقر مدقع، ويحتاج الملايين إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى وغيرها من الخدمات.
* إنقاذ أطفال وسط غارات جوية لجيش الأسد وروسيا على الغوطة
دمشق - رامي الخطيب، وكالات
تعاني الغوطة الشرقية بريف دمشق من أوضاع إنسانية قاسية بسبب القصف والحصار الذي تفرضه قوات الرئيس بشار الأسد وحلفاؤها، خاصة ميليشيات "حزب الله" وروسيا، وإيران، على المنطقة منذ سنوات عدة. ويتعرض مدنيو تلك المنطقة لقصف عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة، وما يزيد من معاناة المدنيين، القتال الدائر بين فترة وأخرى بين فصائل سورية مسلحة معارضة، الأمر الذي دفع الكثير من الأهالي إلى النزوح بسبب المعاناة، ليتركوا البقية هناك تعاني الأمرين، فلا يتوافر أمن أو أمان، وتنتشر الأمراض، ولا تتوفر الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والغذاء، مع ارتفاع أسعار المواد التموينية، والمحروقات، تحت وقع القصف، والحصار، وفصائل عسكرية منهكة، وتجاهل دولي.
من جانبه، تحدث عبدو ''أبو محمود" الناشط السابق في إحدى المنظمات الإغاثية والمقيم في مدينة دوماً أكبر مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق لـ "الوطن" عن الأوضاع المأساوية في المنطقة قائلاً "تدخل المواد الغذائية إلى الغوطة عن طريق مخيم الوافدين عبر تاجر مقرب من نظام الأسد يدعى "المنفوش"، والذي يقوم بتوقيع عقود غذائية مع نظام الأسد ويتم شحن البضاعة إلى داخل الغوطة ويتم احتساب الإتاوة على كل كيلو غرام واحد من المواد الغذائية، بنحو 2000 ليرة سورية لصالح ضباط نظام الأسد"، مضيفاً أن "المسؤول عن ارتفاع الأسعار بشكل مباشر هو النظام السوري دون أدنى شك لأنه من يدخل البضائع الغذائية باستغلال، ويمنعها عن الغوطة وقتما يشاء وهو المنفذ الوحيد للغوطة إلى العالم الخارجي".
وذكر أنه "بالنسبة للمنظمات الإغاثية العاملة في الغوطة فالهلال الأحمر هو الوحيد الذي تدخل المساعدات الإنسانية عن طريقه".
وفيما يتعلق بسير العملية التعليمية، فقد أفاد أبو محمود بأن "التعليم مستمر رغم الإمكانيات الصعبة والأوضاع الإنسانية المأساوية إلا أن الدوام يتوقف عند التصعيد العسكري على الغوطة من قبل قوات النظام وحالياً الدوام معلق منذ شهر تقريباً، أما ماهية المدارس العاملة في الغوطة فهي مدارس "الحكومة السورية المؤقتة المعارضة"، ومدارس ''الائتلاف السوري المعارض''، ولا مدارس لحكومة الأسد لدينا".
وقال إن "الغوطة تعاني من قطع الكهرباء بشمل تام منذ فترة طويلة، وكذلك المياه مما جعل الناس يلجؤون إلى الآبار وهي غير صحية"، مضيفاً أنه "بالنسبة لوضع المحروقات فقد لجأ الأهالي إلى إعادة تدوير البلاستيك لإنتاج المازوت والبنزين ليصل إلى أسعار أقل من النظامية حيث المازوت يصل سعره إلى 4800 ليرة للتر الواحد، والبنزين بنحو 8000 ليرة للتر، أما محروقات تدوير البلاستيك فالمازوت بـ 3200 ليرة للتر والبنزين بـ 3700 ليرة للتر".
وقال إن "أهالي الغوطة ممنوعون من الخروج من مناطقهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات الأسد ويتعرضون غالباً للتصفية".
وبالنسبة للوضع الطبي، فقد أكد أبو محمود أن "مشافي الغوطة الحكومية خرجت عن الخدمة وهناك نقاط طبية مدعومة من منظمات طبية ويدخل الهلال الأحمر الأدوية واللوازم الطبية عبر معابر مع نظام الأسد ولكن بشح شديد".
في سياق متصل، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين الأربعاء إن تصاعد الضربات الجوية والهجمات البرية التي تنفذها قوات الحكومة السورية على منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة أسفر عن مقتل 85 مدنياً منذ 31 ديسمبر.
وأضاف أن الظروف في الغوطة الشرقية، آخر معقل كبير تسيطر عليه المعارضة قرب دمشق حيث يخضع 390 ألفاً من المدنيين على الأقل للحصار منذ 4 أعوام، تصل إلى حد الكارثة الإنسانية.
وقال الأمير زيد في بيان "في الغوطة الشرقية، حيث سبب الحصار الشديد كارثة إنسانية، تتعرض المناطق السكنية ليلاً ونهاراً لضربات من البر والجو مما يدفع المدنيين للاختباء في الأقبية".
وأضاف أن "الأطراف المتحاربة ملزمة قانونا بالتفريق بين المدنيين والأهداف العسكرية الشرعية لكن التقارير الواردة من الغوطة الشرقية تشير إلى أن منفذي الهجمات يستهينون بتلك المبادئ "مما يثير مخاوف من احتمال ارتكاب جرائم حرب".
وقال الأمير زيد إن "من بين القتلى المدنيين 21 امرأة و30 طفلاً".
وصعدت القوات الحكومية السورية، بدعم من ضربات جوية روسية، عملياتها العسكرية ضد الغوطة الشرقية خلال الشهور القليلة الماضية.
وقال الأمير زيد إن عدم القدرة على إجلاء الحالات الطبية الطارئة من الغوطة الشرقية يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني.
وأظهرت لقطات فيديو صورها هواة وبثت على الإنترنت ما ورد أنها عمليات إنقاذ أطفال من مبنى متهدم في حمورية عقب غارات جوية قيل إن قوات الحكومة السورية نفذتها لاستهداف معقل المعارضة في الغوطة الشرقية.
وفي لقطات بثتها قوات الدفاع المدني المعروفة باسم الخوذ البيضاء يظهر أشخاص يحملون أطفالاً إلى خارج الحي الذي استهدفته الغارة إلى حيث تنتظرهم سيارات إسعاف.
وأظهرت اللقطات التي بثتها على الإنترنت وكالة قاسيون للأنباء انتشال قوات الدفاع المدني طفلة من تحت الأنقاض بينما تعمل الجرافات على رفع الأنقاض.
والثلاثاء، قتل 24 مدنياً، بينهم 10 أطفال، في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام وحليفتها روسيا استهدف الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.
وتزامن القصف المتبادل مع بدء زيارة لمدة 3 أيام يقوم بها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك إلى دمشق لبحث سبل تلبية الاحتياجات الإنسانية مع المسؤولين.
وصعّدت قوات النظام وحلفاؤها منذ بداية الشهر الحالي قصف مدن وبلدات في الغوطة الشرقية.
ويأتي تصعيد القصف على الغوطة الشرقية رغم كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في مايو في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريانه في الغوطة في يوليو.
وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية حيث يقطن نحو 400 ألف شخص بشكل محكم منذ عام 2013، ما تسبب بنقص فادح في المواد الغذائية والأدوية وبحالات سوء تغذية حادة. وتحذر منظمات دولية بانتظام من مآساة إنسانية حقيقية في المنطقة.
ولا يمكن للأمم المتحدة إدخال قوافل إغاثة إلى المناطق المحاصرة أو تلك التي تحتاج إلى مساعدات إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من نظام الأسد.
وبحسب الأمم المتحدة، يوجد في سوريا أكثر من 13 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية. كما يعيش نحو 69% من السكان في فقر مدقع، ويحتاج الملايين إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى وغيرها من الخدمات.