* وزير خارجية السودان: لا نتحدث عن حشود لدولة بعينها شرق البلاد
الخرطوم - محمد سعيد، وكالات
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين أن مصر "مش هتحارب أشقاءها، لن تحارب أشقاءها"، في إشارة منه إلى التوتر القائم مع السودان وأثيوبيا بشأن سد النهضة الأثيوبي.
وقال السيسي خلال افتتاحه لعدد من المشروعات التنموية في مدينة السادات شمال القاهرة "لنا سياسة ثابتة الهدف منها هو البناء والتنمية والتعمير ولن نفعل غير ذلك (..) شعوبنا تحتاج ذلك ومصر لن تحارب أشقاءها".
وتابع السيسي "أقول للأشقاء في السودان وأثيوبيا إن مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شؤون أحد.. ونحن حريصون على علاقتنا الطيبة ويكفي ما شهدته المنطقة خلال الأعوام الماضية".
وتتخوف القاهرة من أن يؤدي بناء سد النهضة الأثيوبي الضخم إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو 90 % من احتياجات مصر إلى المياه.
وفي نوفمبر الماضي أعلن وزير الري المصري محمد عبد العاطي فشل مفاوضات اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة التي تجتمع في القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، في التوصل إلى اتفاق بخصوص نتائج تقرير مبدئي قدمته شركتان فرنسيتان في مايو الماضي حول التبعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للسد على دول المصب.
كذلك أوردت بعض وسائل الإعلام الأثيوبية أن مصر طلبت من أثيوبيا، أثناء زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أديس أبابا الشهر الماضي، باستبعاد السودان من مفاوضات السد وان تقتصر المباحثات على مصر وأثيوبيا.
ونفت الخارجية المصرية هذا الأمر في بيان وأكدت على أن السودان طرف من أطراف المفاوضات واقترحت إشراك البنك الدولي كطرف محايد وفاصل.
إلا أن السودان اتخذ خطوات تصعيدية مطلع الشهر الجاري وسحب سفيره من مصر للتشاور.
وأضاف السيسي في كلمته الاثنين "نحن حريصون على أن نكون داخل حدودنا ولا نتآمر على أحد أو نتدخل في شؤون الآخرين ولكن في نفس الوقت مطلوب منا الحفاظ على 100 مليون مصري وتلك رسالة مني لأشقائنا في السودان".
وأكد السيسى أن "الإنفاق على تطوير القوات المسلحة المصرية ليس له علاقة بإرادة مصر من أجل تحقيق السلام"، قائلا "الصرف على القوات المسلحة من أجل تحقيق الأمن القومى المصري، وطبقا لمفاهيم الأمن التي تتطلب وجود قدرة عسكرية لحماية المصريين وحماية السلام". وأوضح أن "امتلاك قوة عسكرية مصرية لا يعنى أن نطغى على الآخرين"، مضيفا "دائما حريصون على أننا نبقى داخل حدودنا، ولا نتآمر على حد، ولا نتدخل في شؤون الآخرين، وفى نفس الوقت مطلوب مننا نحافظ على حياة الـ100 مليون مصري".
وكان زعماء الدول الثلاث وقعوا في مارس 2015 اتفاق مبادئ يلزمهم بالتوصل إلى توافق من خلال التعاون فيما يتعلق بالسد.
ومن المتوقع أن يصبح السد الذي تقدر كلفته بنحو 5 مليارات دولار، ويتم تشييده على النيل الأزرق، أكبر سد لتوليد الطاقة الكهربائية في إفريقيا.
ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع الجزء الأكبر من مياهه في أثيوبيا مع النيل الأبيض في الخرطوم ليشكلا النيل الذي يعبر السودان ومصر قبل أن يصب في البحر المتوسط.
وفي الخرطوم أعلن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، أن "السودان يتحسب لأي تهديد يمكن أن يأتي من الشرق، إلا أنها لا تتحدث عن حشود لدولة بعينها وإنما عن تهديد عام لأمنها من تلك المناطق". وقال غندور، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإثيوبي، ورقيني قبيو، عقب محادثات بينهما في الخرطوم، في رده على سؤال حول حشود على الحدود الشرقية السودانية، "السودان لا يتحدث عن حشود تقيمها دولة بعينها، ولكنه يتحدث عن تهديد لأمنه من ناحية الشرق"، وأضاف "معروف أن هناك بعض قوى المعارضة المتواجدة في شرقنا لذلك نحن نتحسب لأي مهدد يمكن أن يأتينا من ذلك المكان". وبين غندور أن "بلاده نشرت جزءا من قواتها المسلحة في تلك المنطقة تحسبا لأي طارئ على أمن واستقرار السودان".
وأوضح أن "السودان لا يتحدث عن تهديدات من دولة بعينها ولكن هناك خيوط تشير إلى مهددات تستهدف أمن السودان، وسنوضح ذلك بالتفاصيل في الوقت المناسب". على صعيد آخر، اعتبر غندور أن "ما يربط بين السودان وإثيوبيا علاقات تاريخية ممتدة ومصير مشترك"، مبينا أن "زيارة وزير الخارجية الإثيوبي إلى السودان تأتي في إطار العلاقات المتطورة بين الدولتين".
بدوره، قال وزير الخارجية الإثيوبي، خلال المؤتمر، إن "العلاقات بين البلدين حميمة ونموذجية للدول الإفريقية، علاوة على كونها قائمة على تحقيق المصالح المشتركة لشعبي البلدين". وأضاف أن "العلاقات بين البلدين لديها أهمية قصوى بالنسبة لإثيوبيا"، مؤكدا أنهما يهدفان لتعزيز علاقاتهما على المستويات الاقتصادي والسياسي والأمني والشعبي.
يذكر أن زيارة وزير الخارجية الأثيوبي تأتي بالتزامن مع تصعيد ملموس في التوتر بين السودان ومصر على خلفية إعلان الخرطوم عن وجود تهديد من القاهرة.
الخرطوم - محمد سعيد، وكالات
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين أن مصر "مش هتحارب أشقاءها، لن تحارب أشقاءها"، في إشارة منه إلى التوتر القائم مع السودان وأثيوبيا بشأن سد النهضة الأثيوبي.
وقال السيسي خلال افتتاحه لعدد من المشروعات التنموية في مدينة السادات شمال القاهرة "لنا سياسة ثابتة الهدف منها هو البناء والتنمية والتعمير ولن نفعل غير ذلك (..) شعوبنا تحتاج ذلك ومصر لن تحارب أشقاءها".
وتابع السيسي "أقول للأشقاء في السودان وأثيوبيا إن مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شؤون أحد.. ونحن حريصون على علاقتنا الطيبة ويكفي ما شهدته المنطقة خلال الأعوام الماضية".
وتتخوف القاهرة من أن يؤدي بناء سد النهضة الأثيوبي الضخم إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو 90 % من احتياجات مصر إلى المياه.
وفي نوفمبر الماضي أعلن وزير الري المصري محمد عبد العاطي فشل مفاوضات اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة التي تجتمع في القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، في التوصل إلى اتفاق بخصوص نتائج تقرير مبدئي قدمته شركتان فرنسيتان في مايو الماضي حول التبعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للسد على دول المصب.
كذلك أوردت بعض وسائل الإعلام الأثيوبية أن مصر طلبت من أثيوبيا، أثناء زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أديس أبابا الشهر الماضي، باستبعاد السودان من مفاوضات السد وان تقتصر المباحثات على مصر وأثيوبيا.
ونفت الخارجية المصرية هذا الأمر في بيان وأكدت على أن السودان طرف من أطراف المفاوضات واقترحت إشراك البنك الدولي كطرف محايد وفاصل.
إلا أن السودان اتخذ خطوات تصعيدية مطلع الشهر الجاري وسحب سفيره من مصر للتشاور.
وأضاف السيسي في كلمته الاثنين "نحن حريصون على أن نكون داخل حدودنا ولا نتآمر على أحد أو نتدخل في شؤون الآخرين ولكن في نفس الوقت مطلوب منا الحفاظ على 100 مليون مصري وتلك رسالة مني لأشقائنا في السودان".
وأكد السيسى أن "الإنفاق على تطوير القوات المسلحة المصرية ليس له علاقة بإرادة مصر من أجل تحقيق السلام"، قائلا "الصرف على القوات المسلحة من أجل تحقيق الأمن القومى المصري، وطبقا لمفاهيم الأمن التي تتطلب وجود قدرة عسكرية لحماية المصريين وحماية السلام". وأوضح أن "امتلاك قوة عسكرية مصرية لا يعنى أن نطغى على الآخرين"، مضيفا "دائما حريصون على أننا نبقى داخل حدودنا، ولا نتآمر على حد، ولا نتدخل في شؤون الآخرين، وفى نفس الوقت مطلوب مننا نحافظ على حياة الـ100 مليون مصري".
وكان زعماء الدول الثلاث وقعوا في مارس 2015 اتفاق مبادئ يلزمهم بالتوصل إلى توافق من خلال التعاون فيما يتعلق بالسد.
ومن المتوقع أن يصبح السد الذي تقدر كلفته بنحو 5 مليارات دولار، ويتم تشييده على النيل الأزرق، أكبر سد لتوليد الطاقة الكهربائية في إفريقيا.
ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع الجزء الأكبر من مياهه في أثيوبيا مع النيل الأبيض في الخرطوم ليشكلا النيل الذي يعبر السودان ومصر قبل أن يصب في البحر المتوسط.
وفي الخرطوم أعلن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، أن "السودان يتحسب لأي تهديد يمكن أن يأتي من الشرق، إلا أنها لا تتحدث عن حشود لدولة بعينها وإنما عن تهديد عام لأمنها من تلك المناطق". وقال غندور، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإثيوبي، ورقيني قبيو، عقب محادثات بينهما في الخرطوم، في رده على سؤال حول حشود على الحدود الشرقية السودانية، "السودان لا يتحدث عن حشود تقيمها دولة بعينها، ولكنه يتحدث عن تهديد لأمنه من ناحية الشرق"، وأضاف "معروف أن هناك بعض قوى المعارضة المتواجدة في شرقنا لذلك نحن نتحسب لأي مهدد يمكن أن يأتينا من ذلك المكان". وبين غندور أن "بلاده نشرت جزءا من قواتها المسلحة في تلك المنطقة تحسبا لأي طارئ على أمن واستقرار السودان".
وأوضح أن "السودان لا يتحدث عن تهديدات من دولة بعينها ولكن هناك خيوط تشير إلى مهددات تستهدف أمن السودان، وسنوضح ذلك بالتفاصيل في الوقت المناسب". على صعيد آخر، اعتبر غندور أن "ما يربط بين السودان وإثيوبيا علاقات تاريخية ممتدة ومصير مشترك"، مبينا أن "زيارة وزير الخارجية الإثيوبي إلى السودان تأتي في إطار العلاقات المتطورة بين الدولتين".
بدوره، قال وزير الخارجية الإثيوبي، خلال المؤتمر، إن "العلاقات بين البلدين حميمة ونموذجية للدول الإفريقية، علاوة على كونها قائمة على تحقيق المصالح المشتركة لشعبي البلدين". وأضاف أن "العلاقات بين البلدين لديها أهمية قصوى بالنسبة لإثيوبيا"، مؤكدا أنهما يهدفان لتعزيز علاقاتهما على المستويات الاقتصادي والسياسي والأمني والشعبي.
يذكر أن زيارة وزير الخارجية الأثيوبي تأتي بالتزامن مع تصعيد ملموس في التوتر بين السودان ومصر على خلفية إعلان الخرطوم عن وجود تهديد من القاهرة.