كشفت مصادر مصرية الأسباب الحقيقية لقبول الرئيس عبد الفتاح السيسي استقالة اللواء خالد فوزي، المدير السابق للمخابرات العامة، وتكليف اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس، بتسيير أعمال الجهاز لحين تعيين مدير جديد للجهاز الأمني رفيع المستوى.
وذكرت المصادر أن اللواء خالد فوزي تقدم بطلب لإعفائه منذ أيام، نظراً لظروف مرضه الشديد واحتياجه للسفر للعلاج في الخارج، الأمر الذي سيؤدي لتغيبه فترات طويلة عن ممارسة مهام عمله بالجهاز في هذا التوقيت الهام وسط تلاحق الأحداث محلياً وإقليمياً ودولياً.
من جانبه، صرح البرلماني المصري، مصطفى بكري، نقلاً عن مصادر هامة على صفحته على موقع تويتر، أن حقيقة ما حدث هو أنه منذ فترة من الوقت يعاني اللواء خالد فوزي من مرض صعب، أدى إلى فقدان وزنه كثيراً، وسافر للعلاج في الخارج عدة مرات، وكان الرئيس السيسي يتابع حالته الصحيه أولاً بأول.
وقال بكري إنه لوحظ في الفترة الأخيرة حدوث تدهور كبير في صحة مدير المخابرات منعه من حضور قداس الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية، وحضور بعض الاجتماعات الهامة، ما دفعه إلى التقدم بطلب للرئيس يطلب فيه إعفاءه من منصبه، فاضطر السيسي لقبول الطلب بعد الاطلاع على تقارير الأطباء، وطلب سرعة سفره للخارج.
كما أضاف أن مدير المخابرات السابق تقرر سفره خلال ساعات للعلاج في الخارج، ولذلك أمام هذه الظروف المفاجئة اضطر السيسي إلى تكليف مدير مكتبه اللواء عباس كامل بتسيير الأمور لحين إصدار قرار بتعيين رئيس جديد للجهاز، نافياً وجود أي تغييرات داخلية.
وأكد بكري، نقلاً عن المصادر، أن الأوضاع طبيعية داخل جهاز المخابرات، ومهمة اللواء عباس كامل الذي كان على صلة قوية باللواء خالد فوزي هي تسيير الأعمال لحين تعيين رئيس جديد للمخابرات.
وتابع البرلماني المصري: "لقد أدى اللواء خالد فوزي دوراً كبيراً لمصر لا ينكر، فقد كان يقضي في الجهاز أياماً كاملة لا يذهب فيها إلى منزله، ولعب أدواراً مهمة في مواجهة المؤامرات التي استهدفت مصر، حيث نجح في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتحقيق التوافق بين فصائل سورية معارضة من أجل ضمان عودة سوريا وحماية أمنها القومي. كما نجح في حماية ليبيا من مؤامرات إقليمية"، لافتاً إلى أن "فوزي تصدى للإخوان عندما كان رئيساً لجهاز الأمن القومي، وقاوم كل عمليات الاختراق التي حاولوا من خلالها التسلل له".
يذكر أن اللواء خالد فوزي، واسمه الكامل خالد محمود فؤاد فوزي، من مواليد عام 1957 بالإسكندرية. حاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية بالكلية الحربية في العام 1978. التحق بجهاز المخابرات العامة برتبة نقيب عام 1982، وتدرج في جميع الوظائف بهيئة الأمن القومي حتى وصل إلى رتبة اللواء، ثم تم الدفع به إلى منصب رئيس هيئة الأمن القومي عام 2013، ثم عين مساعداً لرئيس المخابرات العامة لشؤون الأمن القومي.
وفي 21 ديسمبر من العام 2014 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً جمهورياً بتكليفه بالقيام بأعمال رئيس المخابرات العامة، ليكون الرئيس رقم 20 للجهاز منذ تأسيسه في العام 1954.