سمحت السلطات الكندية للمبتعث السعودي، ثامر حميد المستادي، المتهم بمحاولة قتل زميلته الأميركية الطالبة ماري هير (20 عاماً)، بالسفر إلى المملكة بعد خروجه من الحجز وتبرئته من التهمة، حسب ما أكدت مصادر لوسائل إعلام كندية.
من جهتها، أبلغت أسرة المستادي السلطات الكندية بأنها ستتولى معالجة ثامر نفسياً في مدينة جدة.
يذكر أن والدي المبتعث كانا يعيشان معه في مقاطعة بريتش كولومبيا خلال العام الماضي لتقديم يد العون له في الأزمات التي واجهها بعد الحادث.
وكان المستادي البالغ من العمر 19 عاماً قد تمت تبرئته من محاولة قتل زميلته الأميركية، لإصابته باضطراب عقلي، وقد تم إيداعه لفترة بمستشفى للطب النفسي في كندا.
جاء هذا بعدما أثبت محامي المستادي للمحكمة أن موكله لم يكن يدري بما يفعل عندما قام باقتحام غرفة الطالبة ومحاولة قتلها بوضع سكين على عنقها، مشيراً إلى أن موكله اعترف بمحاولة ذبح الطالبة غير أن اعترافه كان مستنداً إلى ظنه أنها "شيطان".
وأظهر المحامي للمحكمة أدلة تثبت مراجعة المستادي لإحدى المستشفيات قبل الحادثة طلباً للعلاج النفسي من اضطرابات يعاني منها، إضافة لشهادة أحد المحققين بأن الطالب كان يبكي بعد اعتقاله ويسأل عما إذا كانت الطالبة ستعيش أم لا، مطالباً بنقل اعتذاره لها.
وبحسب صحيفة "فانكوفر صن" الكندية، استمعت المحكمة في السابق بالتفصيل عن معاناة الشاب السعودي التي قادته إلى الهجوم على زميلته حيث كان الاضطراب الذهني لدى المبتعث السعودي ينمو بشكل متزايد قبل الهجوم، وبدا ذلك من عدم قدرته على الدراسة ومواكبة نشاطه الدراسي.
كما أنه كان يعاني اضطرابات في النوم في الفترة التي سبقت الجريمة وبدأ يتغيب عن محاضراته. وفي تلك الفترة، تحدث المستادي مع عائلته، التي شعرت بأنه يعاني الاكتئاب والحنين للوطن والأهل، وطلبوا منه التحدث إلى شخص ما في الجامعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطالب السعودي لم يتعرض لاضطراب نفسى أو عقلي من قبل، كما أنه ليس لديه سجل من العنف منذ وصوله إلى الأراضي الكندية. وقد أخبر المبتعث زملاءه أنه يعاني عدم التركيز والتوتر. لكن تأخر الاستشارة النفسية التي كان يرغبها قد يكون زاد الأمر سوءا، حيث لم يجد موعدا لمقابلة متخصص نفسي.
وقالت الصحيفة إنه في الليلة السابقة للهجوم، بقي المستادي يدرس لوقت متأخر وحضر في اليوم التالي صف الرياضيات، حيث كان يكافح من أجل التركيز وشعر أن أستاذ الرياضيات "كان يرسل له رسالة، كما لو كانت تفسر مزاجه". وكان يعتقد أن الأستاذ أدلى بتعليق حول شخصية "غودزيلا" الخيالية المرعبة، مما يشير إلى مدى التشوش الذي كان يعاني منه المبتعث.
وتابعت الصحيفة أن المبتعث عانى أوهاما أخرى عندما اقترب من عدة أشخاص آخرين بعد الصف وأصبح مشوشا، ثم عاد إلى غرفته في محاولة لتهدئة نفسه. وبعد ذلك شعر أن "رسالة قد وصلته لقتل زميلته" التي كان قد التقاها مرة واحدة فقط لفترة وجيزة خارج سكن الطلاب، ولم يشعر حينها بأي عداء تجاهها.
ثم توجه المستادي إلى غرفتها، وطرق الباب وهاجمها وتسبب في إصابتها بـ3 جروح في الرقبة أحدها طوله 12 سم، وجروح خفيفة في مناطق متفرقة من جسدها، وقد أنقذها عدد من رفاقها في السكن.
وقد اعترف الطالب السعودي بأنه ارتكب الجريمة، لكنه نفي أن يكون واعيا لما حدث أو تعمد ذلك.