الجزائر - عبدالسلام سكية

تهجم المستشار الثقافي بالسفارة الإيرانية بالجزائر، أمير موسوي، على أرملة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، أنيسة، بعد إعلانها دعمها لتحركات المعارضين للنظام الحاكم في طهران.

وكتب موسوي منشوراً على صفحته بموقع فايسبوك، جاء فيه "لو كان الرئيس الراحل بومدين حياً ماذا سيقول لزوجته التي تموضعت مع الانبطاحيين والإرهابيين ووقعت في أحضان هؤلاء أعداء الإنسانية الذين توحدت أصواتهم ومواقفهم في المطالبة بإسقاط خيار الشعب الإيراني المقاوم واستبداله بخيار محور الصهيوأمريكي الوهابي".

وكان هذا الدبلوماسي يرد على تصريحات لأنيسة بومدين بمناسبة نظمتها المعارضة الإيرانية في باريس، أكدت فيه تمنياتها بسقوط نظام الملالي، وأن تحل محل الرئيس الحالي، امرأة تقود إيران، وأن تكون تلك المرأة هي مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

وأثارت تصريحات الدبلوماسي الإيراني المثير للجدل، انتقادات من ناشطين وصفوها بالخروج عن الأعراف الدبلوماسية و"التدخل غير المقبول" في مواقف شخصيات جزائرية بمستوى أرملة الرئيس الراحل هواري بومدين، فيما كتب مدير جريدة ومجلة "الحوار" الجزائرية واسعة الانتشار، الإعلامي محمد يعقوبي "بأي حق يهاجم أمير موسوي سيدة جزائرية قالت رأيها في الشأن الإيراني دون أن تلزم به أحداً.. كنت أظن أن للدبلوماسية تحفظات؟".

وسبق لموسوي أن كان موضوعاً لعرائض على شبكات التواصل الاجتماعي، وصلت حد المطالبة برحيله بسبب ما وصف بالتدخلات في الشؤون الداخلية للجزائر.

ويرى موسوي في هذه التصريحات تناقضاً مع مواقف الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين "الذي طلب من الإمام الخميني عن طريق سفير الجزائر في بغداد ليتوجه إلى جزائر الثورة والشهداء لتكون قاعدة انطلاقته الثورية بدلاً من العراق الذي طلب منه الرحيل بضغط من شاه إيران"، بحسب منشور الدبلوماسي الإيراني.

ومما قالته أنيسة بومدين، في تصريحاتها ضد النظام الإيراني، إن المعارضة أثبتت قوتها طيلة السنوات الأخيرة، وقالت "نحن نتابع ما يجري ونعرف بما يكفي كل الصعوبات التي واجهتها والتي لا تزال تواجهها اليوم"، مشيرة إلى التضحيات الكبيرة التي يقدمها أعضاء منظمة مجاهدي خلق والتي قالت بأنهم "رائعون في شجاعتهم ومثابرتهم وتنظيمهم"، قبل أن تضيف بأن كل هذا يثير إعجابنا.

وأشارت بومدين، إلى القرارات التي تتخذها بعض الدول الغربية، لا سيما الكبرى والتي تراعي إلى حد كبير مصالحها على حساب مصالح شعوب المنطقة، حيث قالت إن ما يجري في العراق وليبيا هو نتيجة للحسابات الاقتصادية للدول الكبرى، مختتمة حديثها الذي وجهته لزعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي "نأمل في 2019 أن نكون بصحبتك في طهران".