دوما - (أ ف ب): شنّت طائرات حربية سورية الجمعة سلسلة غارات جديدة على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق لليوم الخامس على التوالي من القصف الذي أسفر حتى عن مقتل أكثر من 230 مدنياً.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة مقتل 6 مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 50 آخرين جراء قصف قوات النظام.
وفي وقت تشهد الغوطة الشرقية على هذا التصعيد العسكري، فشل مجلس الأمن الدولي في دعم نداء منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة طالبت بهدنة إنسانية لمدة شهر في سوريا.
وبعد ساعات قليلة من الهدوء حتى صباح الجمعة، استأنفت الطائرات الحربية السورية قصفها.
وشهدت الشوارع حركة خفيفة، إذ استغل بعض السكان الهدوء لإزالة الأنقاض من أمام منازلهم ولشراء الحاجيات قبل الاختباء مجدداً، وفق مراسل لفرانس برس.
وعند منتصف النهار في مدينة دوما، بدأت مآذن المساجد، التي ألغت صلاة الجمعة خشية القصف، بالنداء "طيران الاستطلاع في السماء، الرجاء إخلاء الطرقات". وما هو إلا وقت قصير حتى بدأت الغارات.
ووثق المرصد السوري مقتل 4 مدنيين، بينهم طفلان، في غارات على مدينة دوما، فضلاً عن اثنين آخرين في عربين.
واستهدفت عشرات الغارات فضلاً عن القصف المدفعي 6 مدن وبلدات على الأقل في الغوطة الشرقية.
وأفاد مراسل فرانس برس في دوما بدمار كبير، وشاهد عاملين في الدفاع المدني أثناء إخمادهم أحد الحرائق ومتطوعين في الهلال الأحمر يخلون جرحى بينهم النساء والأطفال.
واستهدفت غارة، وفق مراسل فرانس برس، مقر مجلس دوما المحلي ما أسفر عن اندلاع حريق في الطوابق العلوية.
في ظل الحصار المحكم على الغوطة منذ 2013، ومع ارتفاع أعداد الضحايا يناضل الأطباء في إتمام مهامهم جراء النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وبعد يوم دام الخميس قتل فيه 75 مدنياً، قال الطبيب حمزة في مستشفى عربين "منذ 2011 لم تشهد الغوطة الشرقية قصفاً بالحجم الذي عرفته في الساعات الـ96 الأخيرة".
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الاثنين مقتل أكثر من 230 مدنياً، بينهم نحو 60 طفلاً، في قصف قوات النظام.
ويعيش في الغوطة الشرقية نحو 400 ألف شخص لم تدخل لهم المساعدات الإنسانية منذ أواخر نوفمبر، وفق الأمم المتحدة.
وأفادت منظمة "سايف ذي شيلدرن"، "أنقذوا الأطفال" في بيان أن آلاف السكان انتقلوا إلى الملاجئ والأقبية. وقالت المسؤولة في المنظمة سونيا خوش "الحصار يعني أنه لا يوجد مكان للفرار".
وحذر مدير منظمة "كر" العالمة فاوتر سكاب في بيان "إذا استمرت الغارات الجوة والتفجرات والاشتباكات أو تصاعدت، فسنكون مثل فرق الإطفاء الذي حاول إخماد النيران في مكان ما، بينما اندلع ثان وثالث ورابع حريق في أماكن أخرى".
وجددت المنظمة دعمها لدعوة وكالات الأمم المتحدة العاملة في سوريا بإرساء هدنة إنسانية لمدة شهر تتيح إدخال المساعدات وإجلاء الحالات الطبية، وخصوصاً في الغوطة الشرقية.
وقالت مديرة العلاقات العامة المسؤولة عن سوريا لدى "كير" جويل بسول "يواجه شركاؤنا "في الغوطة" صعوبة في التنقل. كيف يمكنهم الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؟".
وأضافت "من دون وقف لإطلاق النار، إذا لم يسمع أحد النداء، لا يمكننا حتى أن نتخيل حجم الكارثة الإنسانية".
إلا أن مجلس الأمن الدولي أخفق خلال اجتماع له الخميس في الاتفاق على بيان يدعم الهدنة الإنسانية. وخرج عدد من سفراء الدول الـ15 الأعضاء في المجلس من الاجتماع المغلق بوجوه متجهمة.
وعلق دبلوماسي أوروبي بالقول "الأمر رهيب"، فيما قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا أن إعلان الهدنة لشهر أمر "غير واقعي".
ورأى الباحث في المعهد الأمريكي للأمن نيك هاريس أن "إستراتيجية الحصار على الغوطة هي في أساسها استراتيجية العقاب الجماعي، ما يعني أن يعاني جميع السكان لاتخاذهم خيار "دعم" الفصائل في مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه".
ويعمل النظام السوري، وفق هاريس، وفي ظل الضغوط المتصاعدة لإيصال مساعدات للغوطة على "ضمان انهيار المعارضة في الغوطة وتحويل الأمر إلى حقيقة على الأرض لا يمكن لأحد عكسها".
ويتفق محللون على أن النظام السوري عاجلاً او آجلاً يريد استعادة الغوطة الشرقية، كونها أحد بوابات دمشق، وهو الذي طالما أعلن نيته استعادة كافة أراضي البلاد.
ومنذ تحولت حركة الاحتجاج في سوريا التي انطلقت في 2011 إلى نزاع مسلح، يزداد الوضع تعقيداً يوماً بعد يوم، مع تنوع الأطراف على الأرض وتدخل دول إقليمية ودولية، بينها واشنطن وموسكو.
وشهد النزاع توتراً بين الدولتين، فروسيا تدعم قوات النظام وأتاحت لها عسكرياً استعادة المبادرة الميدانية، فيما تدعم واشنطن المقاتلين الأكراد، كما تؤيد المعارضة ضد النظام السوري.
وقصف التحالف الدولي بقيادة واشنطن مقاتلين موالين للنظام في محافظة دير الزور شرقا، بعدما شنوا "هجوماً لا مبرر له" ضد قوات سوريا الديموقراطية، الفصائل الكردية والعربية المدعومة أميركياً، التي كان يرافقها عناصر من التحالف.
وتحدث مسؤول أمريكي عن نحو 100 قتيل جراء قصف التحالف.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الخميس إن الضربات كانت "محض دفاعية"، فيما اعتبرتها وزارة الخارجية السورية "جريمة حرب".
ووصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة الغارات بـ"الجريمة". وقال "هذا غير مقبول، مهما تكُن الأسباب".
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة مقتل 6 مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 50 آخرين جراء قصف قوات النظام.
وفي وقت تشهد الغوطة الشرقية على هذا التصعيد العسكري، فشل مجلس الأمن الدولي في دعم نداء منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة طالبت بهدنة إنسانية لمدة شهر في سوريا.
وبعد ساعات قليلة من الهدوء حتى صباح الجمعة، استأنفت الطائرات الحربية السورية قصفها.
وشهدت الشوارع حركة خفيفة، إذ استغل بعض السكان الهدوء لإزالة الأنقاض من أمام منازلهم ولشراء الحاجيات قبل الاختباء مجدداً، وفق مراسل لفرانس برس.
وعند منتصف النهار في مدينة دوما، بدأت مآذن المساجد، التي ألغت صلاة الجمعة خشية القصف، بالنداء "طيران الاستطلاع في السماء، الرجاء إخلاء الطرقات". وما هو إلا وقت قصير حتى بدأت الغارات.
ووثق المرصد السوري مقتل 4 مدنيين، بينهم طفلان، في غارات على مدينة دوما، فضلاً عن اثنين آخرين في عربين.
واستهدفت عشرات الغارات فضلاً عن القصف المدفعي 6 مدن وبلدات على الأقل في الغوطة الشرقية.
وأفاد مراسل فرانس برس في دوما بدمار كبير، وشاهد عاملين في الدفاع المدني أثناء إخمادهم أحد الحرائق ومتطوعين في الهلال الأحمر يخلون جرحى بينهم النساء والأطفال.
واستهدفت غارة، وفق مراسل فرانس برس، مقر مجلس دوما المحلي ما أسفر عن اندلاع حريق في الطوابق العلوية.
في ظل الحصار المحكم على الغوطة منذ 2013، ومع ارتفاع أعداد الضحايا يناضل الأطباء في إتمام مهامهم جراء النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وبعد يوم دام الخميس قتل فيه 75 مدنياً، قال الطبيب حمزة في مستشفى عربين "منذ 2011 لم تشهد الغوطة الشرقية قصفاً بالحجم الذي عرفته في الساعات الـ96 الأخيرة".
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الاثنين مقتل أكثر من 230 مدنياً، بينهم نحو 60 طفلاً، في قصف قوات النظام.
ويعيش في الغوطة الشرقية نحو 400 ألف شخص لم تدخل لهم المساعدات الإنسانية منذ أواخر نوفمبر، وفق الأمم المتحدة.
وأفادت منظمة "سايف ذي شيلدرن"، "أنقذوا الأطفال" في بيان أن آلاف السكان انتقلوا إلى الملاجئ والأقبية. وقالت المسؤولة في المنظمة سونيا خوش "الحصار يعني أنه لا يوجد مكان للفرار".
وحذر مدير منظمة "كر" العالمة فاوتر سكاب في بيان "إذا استمرت الغارات الجوة والتفجرات والاشتباكات أو تصاعدت، فسنكون مثل فرق الإطفاء الذي حاول إخماد النيران في مكان ما، بينما اندلع ثان وثالث ورابع حريق في أماكن أخرى".
وجددت المنظمة دعمها لدعوة وكالات الأمم المتحدة العاملة في سوريا بإرساء هدنة إنسانية لمدة شهر تتيح إدخال المساعدات وإجلاء الحالات الطبية، وخصوصاً في الغوطة الشرقية.
وقالت مديرة العلاقات العامة المسؤولة عن سوريا لدى "كير" جويل بسول "يواجه شركاؤنا "في الغوطة" صعوبة في التنقل. كيف يمكنهم الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؟".
وأضافت "من دون وقف لإطلاق النار، إذا لم يسمع أحد النداء، لا يمكننا حتى أن نتخيل حجم الكارثة الإنسانية".
إلا أن مجلس الأمن الدولي أخفق خلال اجتماع له الخميس في الاتفاق على بيان يدعم الهدنة الإنسانية. وخرج عدد من سفراء الدول الـ15 الأعضاء في المجلس من الاجتماع المغلق بوجوه متجهمة.
وعلق دبلوماسي أوروبي بالقول "الأمر رهيب"، فيما قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا أن إعلان الهدنة لشهر أمر "غير واقعي".
ورأى الباحث في المعهد الأمريكي للأمن نيك هاريس أن "إستراتيجية الحصار على الغوطة هي في أساسها استراتيجية العقاب الجماعي، ما يعني أن يعاني جميع السكان لاتخاذهم خيار "دعم" الفصائل في مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه".
ويعمل النظام السوري، وفق هاريس، وفي ظل الضغوط المتصاعدة لإيصال مساعدات للغوطة على "ضمان انهيار المعارضة في الغوطة وتحويل الأمر إلى حقيقة على الأرض لا يمكن لأحد عكسها".
ويتفق محللون على أن النظام السوري عاجلاً او آجلاً يريد استعادة الغوطة الشرقية، كونها أحد بوابات دمشق، وهو الذي طالما أعلن نيته استعادة كافة أراضي البلاد.
ومنذ تحولت حركة الاحتجاج في سوريا التي انطلقت في 2011 إلى نزاع مسلح، يزداد الوضع تعقيداً يوماً بعد يوم، مع تنوع الأطراف على الأرض وتدخل دول إقليمية ودولية، بينها واشنطن وموسكو.
وشهد النزاع توتراً بين الدولتين، فروسيا تدعم قوات النظام وأتاحت لها عسكرياً استعادة المبادرة الميدانية، فيما تدعم واشنطن المقاتلين الأكراد، كما تؤيد المعارضة ضد النظام السوري.
وقصف التحالف الدولي بقيادة واشنطن مقاتلين موالين للنظام في محافظة دير الزور شرقا، بعدما شنوا "هجوماً لا مبرر له" ضد قوات سوريا الديموقراطية، الفصائل الكردية والعربية المدعومة أميركياً، التي كان يرافقها عناصر من التحالف.
وتحدث مسؤول أمريكي عن نحو 100 قتيل جراء قصف التحالف.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الخميس إن الضربات كانت "محض دفاعية"، فيما اعتبرتها وزارة الخارجية السورية "جريمة حرب".
ووصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة الغارات بـ"الجريمة". وقال "هذا غير مقبول، مهما تكُن الأسباب".