بيروت - بديع قرحاني، وكالات
أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأربعاء أنه "لن يتحالف مع "حزب الله" في الانتخابات النيابية المقبلة، مضيفاً "لن أسلم بخروج لبنان عن محيطه العربي". وقال الحريري خلال احتفال أقيم وسط بيروت في الذكرى الـ13 لاغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري "نحن تيار يرفض أي تحالف مع "حزب الله"" لافتاً إلى أن "المواجهة السياسية والانتخابية الحقيقية هي بين تيار المستقبل وحزب الله".
وشهد الاحتفال بذكرى استشهاد رفيق الحريري حضوراً سياسياً وشعبياً مع تسجيل غياب عدد من قادة 14 آذار وبصورة خاصة سمير جعجع.
ورأى الحريري أن "الانتخابات النيابية التي تفصلنا عنها أسابيع قليلة، نراهن على ان تكون نقطة تحول في حياتنا البرلمانية، والمستقبل يستعد لخوضها في كل لبنان. وخلال أيام سنعلن أسماء المرشحين، وندخل حلبة الانتخابات تحت مظلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وبرنامجنا هو إعادة الاعتبار لزمن رفيق الحريري، محررين من ضغوط الوصاية ومن المتسلقين على أكتاف الدولة والقانون".
واستهل الحريري كلمته بالقول "13 سنة وأنت معي، على الحلوة وعلى المرة. رفيق الأيام الصعبة، وما أكثرها علينا وعلى البلد وعلى المنطقة. 13 سنة، وكلما أحتاجك، تقول لي: استمر يا سعد. قضيتنا أكبر من الكلام. وليس هناك أمر في الدنيا يجب أن يجعلك تتراجع، نحن نذرنا أنفسنا لخدمة بلدنا. هذا هو قدرنا، واستقرار لبنان وسلامته أهم رصيد بحياتنا. 13 سنة، والمنطقة تغلي، ثورات وحروب وفتن ونزوح. سوريا طحنتها المعارك، وصارت حقل تجارب للجيوش والميليشيات من كل الجنسيات. والعراق مازال أسير الصراعات، وخراب الموصل صار توأما لخراب البصرة. اليمن السعيد صار أتعس بقاع الأرض، وليبيا أصابتها لعنة الإرهاب، واللعنة تتحرك من بلد لبلد. رغم كل شيء، أود أن أطمئنك، لبنان ما زال في منطقة الأمان. لأن روح رفيق الحريري مازالت معنا، ولأن الشاب الذي كان يضع دمه على كفه ليعمل على وقف إطلاق نار في بيروت، لا يمكن أن يقبل بتسليم بيروت للحرب الأهلية من جديد. ولأن من يعمل على اتفاق الطائف، لا يمكن أن يقبل بكسر العيش المشترك، ولأن من يخرج 40 ألف طالب جامعي، مستحيل أن يرضى بتخريج ميليشيات مسلحة. عملنا بوصيتك، اخترنا أن نسير على طريقك، لتبقى هناك دولة ومؤسسات وشرعية في لبنان، وليعرف كل الناس أن تضحيات الشهداء لا نقبل أن تضيع بانهيار البلد. من يقولون غير ذلك يشنون حرباً على الورق".
وأضاف الحريري "أبعدنا الحريق السوري عن البلد، رغم وجود أكثر من مليون ونصف نازح من إخواننا السوريين. وطردنا "داعش"، ولم يتمكن الإرهاب من أن يجد أي بيئة حاضنة في بلدنا. وصار لدينا جيش وقوى أمنية نفتخر بها. وهذا فرع المعلومات الذي أسسه حبيبك وسام، واقف بالمرصاد مع كل الأجهزة الأمنية، في وجه الموساد والإرهاب. لدينا مشاكل اقتصادية واجتماعية، صحيح، ولدينا خلافات سياسية، صحيح، ولكن لدينا بلداً ودولة ومؤسسات وشرعية وحكومة ومعارضة وحرية وإعلام، في زمن تتساقط فيه دول ومؤسسات وشرعيات وحريات وجيوش ومعارضات. 13 سنة، ومازلنا مصممين على العدالة. لن نيأس، ولن ننسى، ولن نساوم. البعض يرى أن العدالة السماوية تتحقق في مكان ما. لكن عدالة المحكمة الدولية آتية لأنها مفتاح الحقيقة، والمفتاح أمانة شهداء 14 آذار لدينا جميعاً، وخصوصا عند تيار المستقبل. 13 سنة، وما زلت كل يوم أحلم بيوم أرى فيه حلمك، حلم رفيق الحريري، حقيقة في كل لبنان".
وتابع الحريري "أول الكلام كان مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء، الذين نجتمع على الوفاء لنضالهم، في مواجهة أسوأ حقبات الوصاية في تاريخ لبنان. وبعد، يشرفني أن أعلن الاحتفال بذكرى 14 فبراير لهذا العام، مناسبة لتحية القدس الشريف. تحية الى القدس من روح الرئيس الشهيد، تحية الى القدس من تيار المستقبل، وكل الذين يجتمعون على تكريم شهداء الحرية والاستقلال، شهداء 14 آذار. من أجل القدس عاصمة فلسطين الأبدية، أدعوكم جميعاً إلى الوقوف دقيقة تضامن، تصفيقاً للقدس وصمود شعب فلسطين".
وذكر الحريري أن "التاريخ سيكتب، أنكم جيش الاعتدال الذي حمى لبنان من السقوط في مستنقع الفتن والتطرف، وأن حماية الوطن عندكم، أنبل من أي مشاركة في حروب الآخرين. هذا هو نهجنا، وهذا هو قرارنا. لكن، في المقابل، هناك من يعزف يوميا لحن المزايدة على تيار المستقبل. ولذلك فليعلم الجميع، أنني أنا سعد رفيق الحريري، أرفض رفضا قاطعا، قيادة هذا الجمهور الوفي النبيل الى الهاوية، أو إلى أي صراع أهلي. وليعلم الجميع أيضاً، أنني لن أبيع الأشقاء العرب بضاعة سياسية لبنانية مغشوشة، ومواقف للاستهلاك في السوق الإعلامي والطائفي. نحن لسنا تجار مواقف وشعارات، نحن أمناء على دورنا تجاه أهلنا وتجاه أشقائنا، وسأخوض معكم التحدي في كل الاتجاهات، ولن أسلم بخروج لبنان عن محيطه العربي، ولا بدخول لبنان في محرقة الحروب العربية. قرار النأي بالنفس، هو عنوان أساس من عناوين التحدي، وتثبيت لبنان في موقعه الطبيعي، دولة تقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية وترفض أي إساءة لها. والقرار لم يتخذ ليكون حبراً على ورق، من يوقع على قرار تتخذه الدولة، عليه احترام هذا القرار".
وأضاف "لقد وصل الإبداع الفكري ببعض المزايدين، إلى المناداة بتسليم البلد إلى "حزب الله"، لتحميله مسؤولية التداعيات التي ستحصل بعد ذلك، ثم روجوا لفكرة أن الانتخابات ستسفر عن مجلس نيابي يتولى تشريع سلاح الحزب. هذا نموذج عن آراء وتقديرات، لأشخاص كانوا في عداد الأصدقاء، لكنهم ضلوا سبيل الصداقة، إلى دروب البحث عن أدوار في الداخل والخارج، وتسطير المواقف والتقارير ضد سعد الحريري وتيار المستقبل. هؤلاء يعلمون جيداً، إن المواجهة السياسية والانتخابية الحقيقية، هي بين تيار المستقبل و"حزب الله"، ويعلمون أيضاً إن كل ما يقومون به، لن يمكنهم من الحصول على ذرة واحدة من رصيد "حزب الله" وحلفائه في الانتخابات. لكنهم يراهنون على أن يتصيدوا فتات الموائد في تيار المستقبل، ليجعلوا من هذا الفتات، وجبة انتخابية يستفيد منها مرشحو الحزب وحلفاؤه. أي أن من يزايدون علينا ويراهنون على شعور الغضب، هؤلاء يعرفون أنفسهم، أن أكبر ما يمكنهم أن يحققوه هو أن يقسموننا، يضعفوا صوتنا، لمصلحة طرف واحد وحيد: مصلحة "حزب الله". هؤلاء هم أصلاً من يعملون فعلياً عند حزب الله. هذه ظواهر صوتية لن تصل إلى شيء. فنحن على يقين بأن تيار المستقبل ومعه جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، غير قابل للكسر. تيار المستقبل، غير قابل للكسر! وهو ركن أساس من أركان الصيغة اللبنانية والتوازن الوطني، ويستحيل أن يشكل جسراً تعبر فوقه أوهام الإطاحة بالصيغة واتفاق الطائف وعروبة لبنان. اتفاق الطائف خط أحمر. لا يخضع للتعديل والتبديل والتفسير والتأويل. وهو ليس إطاراً لأي ثنائيات أو ثلاثيات أو رباعيات. إننا في تيار المستقبل، لن نغطي أي سياسة تعمل على خرق وثيقة الوفاق الوطني وتجديد الصراع الأهلي في لبنان. لقد كنا وسنبقى، حماة الجمهورية ونظامها الديمقراطي، وحراس العيش المشترك وهوية لبنان العربية، والسد المنيع بوجه أي وصاية خارجية. انتهى زمن الوصايات، و14 آذار 2005 علامة فارقة لن تمحى من تاريخ هذا البلد".
وتابع "في الشأن الوطني والسياسي، هناك ثوابت لا يمكن للبلد أن يستقر ويتقدم من دونها، ولا يمكن أن نتخلى عنها تحت أي ظرف:
1- اتفاق الطائف ومقتضيات الوفاق الوطني.
2- التزام الحوار في مقاربة الخلافات السياسية.
3- حماية لبنان من ارتدادات الحروب في المنطقة.
4- رفض التدخل في شؤون البلدان العربية.
5- اعتبار الأحكام التي ستصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ملزمة للسلطات اللبنانية بملاحقة المتهمين وتوقيفهم.
6- التأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية.
7- تفعيل قدرات الجيش والقوى والأمنية لتمكينها من بسط السلطة والدفاع عن السيادة ومكافحة الإرهاب.
8- التزام القرارات الدولية الخاصة بلبنان، لاسيما القرار 1701، والتأكيد على موجبات التضامن الوطني لمواجهة الأطماع الإسرائيلية بمياهنا الإقليمية.
9- إنهاء ملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ورفض كل أشكال التوطين.
10- حماية المجتمع الإسلامي من تسلل التنظيمات الإرهابية، والعمل على إصدار عفو عام يشمل الموقوفين الإسلاميين الذين لا دماء على أيديهم.
11- توسيع نطاق مشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية.
فيما علق رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان على كلمة الحريري على حسابه الخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلاً "طريق تحرير القدس الشريف يمر في فلسطين وليس عبر الاصطفاف في لبنان".
أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقد أكد أن "المسار الذي انتهجه الرئيس رفيق الحريري هو المسار الصحيح لا سيما على الصعيد الإنمائي ما ساهم في بناء الدولة الحديثة في لبنان الذي هو أمانة في أعناقنا جميعاً، علينا الحفاظ عليها ليبقى وطن العيش الواحد لجميع أبنائه".
أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" الغائب الأبرز عن الاحتفال قال في مقابلة تلفزيونية: "بعد 13 عاماً على اغتيال الرئيس الحريري لا يزال ميزان القوى الفعلي على المستوى الشعبي كما كان منذ اللحظة الأولى خلافاً لما يظنه البعض، فيما الفرق الوحيد هو أن هناك بعض الساسة الذين تعبوا من المواجهة إلا أن الثوابت باقية كما هي".
هذا وقد أثار تمثيل وزير العدل سليم جريصاتي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في احتفال البيال لمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، اللواء أشرف ريفي الذي قال "وضعنا بصدق الكتف على الكتف فاتكأت على كتف محامي الدفاع عن قتلة الرئيس الشهيد وغاب مناضلون كبار في ثورة الاستقلال عن إحياء ذكرى من فجر دمه ثورة الاستقلال".
وأضاف ريفي: "خلافنا معك بسبب خيار سياسي نرفضه ولا نرتضيه لأبناء الشهداء، وللحديث تتمة".
من جانبه، أكد السفير السعودي في لبنان وليد اليعقوب، خلال مشاركته بالذكرى السنوية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ان "الرئيس سعد الحريري ليس بعيداً عن المملكة العربية السعودية'. وقال في حديث تلفزيوني ان "هذه الذكرى توحد اللبنانيين".
وتجرى في لبنان في 6 مايو المقبلة انتخابات برلمانية هي الأولى منذ عام 2009، بعدما مدد المجلس الحالي ولايته لمرتين خلال السنوات الماضية. وأقر لبنان قانوناً جديداً للانتخابات يقسم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية ويقوم على أساس لوائح مغلقة ويعتمد النظام النسبي للمرة الأولى.
أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأربعاء أنه "لن يتحالف مع "حزب الله" في الانتخابات النيابية المقبلة، مضيفاً "لن أسلم بخروج لبنان عن محيطه العربي". وقال الحريري خلال احتفال أقيم وسط بيروت في الذكرى الـ13 لاغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري "نحن تيار يرفض أي تحالف مع "حزب الله"" لافتاً إلى أن "المواجهة السياسية والانتخابية الحقيقية هي بين تيار المستقبل وحزب الله".
وشهد الاحتفال بذكرى استشهاد رفيق الحريري حضوراً سياسياً وشعبياً مع تسجيل غياب عدد من قادة 14 آذار وبصورة خاصة سمير جعجع.
ورأى الحريري أن "الانتخابات النيابية التي تفصلنا عنها أسابيع قليلة، نراهن على ان تكون نقطة تحول في حياتنا البرلمانية، والمستقبل يستعد لخوضها في كل لبنان. وخلال أيام سنعلن أسماء المرشحين، وندخل حلبة الانتخابات تحت مظلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وبرنامجنا هو إعادة الاعتبار لزمن رفيق الحريري، محررين من ضغوط الوصاية ومن المتسلقين على أكتاف الدولة والقانون".
واستهل الحريري كلمته بالقول "13 سنة وأنت معي، على الحلوة وعلى المرة. رفيق الأيام الصعبة، وما أكثرها علينا وعلى البلد وعلى المنطقة. 13 سنة، وكلما أحتاجك، تقول لي: استمر يا سعد. قضيتنا أكبر من الكلام. وليس هناك أمر في الدنيا يجب أن يجعلك تتراجع، نحن نذرنا أنفسنا لخدمة بلدنا. هذا هو قدرنا، واستقرار لبنان وسلامته أهم رصيد بحياتنا. 13 سنة، والمنطقة تغلي، ثورات وحروب وفتن ونزوح. سوريا طحنتها المعارك، وصارت حقل تجارب للجيوش والميليشيات من كل الجنسيات. والعراق مازال أسير الصراعات، وخراب الموصل صار توأما لخراب البصرة. اليمن السعيد صار أتعس بقاع الأرض، وليبيا أصابتها لعنة الإرهاب، واللعنة تتحرك من بلد لبلد. رغم كل شيء، أود أن أطمئنك، لبنان ما زال في منطقة الأمان. لأن روح رفيق الحريري مازالت معنا، ولأن الشاب الذي كان يضع دمه على كفه ليعمل على وقف إطلاق نار في بيروت، لا يمكن أن يقبل بتسليم بيروت للحرب الأهلية من جديد. ولأن من يعمل على اتفاق الطائف، لا يمكن أن يقبل بكسر العيش المشترك، ولأن من يخرج 40 ألف طالب جامعي، مستحيل أن يرضى بتخريج ميليشيات مسلحة. عملنا بوصيتك، اخترنا أن نسير على طريقك، لتبقى هناك دولة ومؤسسات وشرعية في لبنان، وليعرف كل الناس أن تضحيات الشهداء لا نقبل أن تضيع بانهيار البلد. من يقولون غير ذلك يشنون حرباً على الورق".
وأضاف الحريري "أبعدنا الحريق السوري عن البلد، رغم وجود أكثر من مليون ونصف نازح من إخواننا السوريين. وطردنا "داعش"، ولم يتمكن الإرهاب من أن يجد أي بيئة حاضنة في بلدنا. وصار لدينا جيش وقوى أمنية نفتخر بها. وهذا فرع المعلومات الذي أسسه حبيبك وسام، واقف بالمرصاد مع كل الأجهزة الأمنية، في وجه الموساد والإرهاب. لدينا مشاكل اقتصادية واجتماعية، صحيح، ولدينا خلافات سياسية، صحيح، ولكن لدينا بلداً ودولة ومؤسسات وشرعية وحكومة ومعارضة وحرية وإعلام، في زمن تتساقط فيه دول ومؤسسات وشرعيات وحريات وجيوش ومعارضات. 13 سنة، ومازلنا مصممين على العدالة. لن نيأس، ولن ننسى، ولن نساوم. البعض يرى أن العدالة السماوية تتحقق في مكان ما. لكن عدالة المحكمة الدولية آتية لأنها مفتاح الحقيقة، والمفتاح أمانة شهداء 14 آذار لدينا جميعاً، وخصوصا عند تيار المستقبل. 13 سنة، وما زلت كل يوم أحلم بيوم أرى فيه حلمك، حلم رفيق الحريري، حقيقة في كل لبنان".
وتابع الحريري "أول الكلام كان مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء، الذين نجتمع على الوفاء لنضالهم، في مواجهة أسوأ حقبات الوصاية في تاريخ لبنان. وبعد، يشرفني أن أعلن الاحتفال بذكرى 14 فبراير لهذا العام، مناسبة لتحية القدس الشريف. تحية الى القدس من روح الرئيس الشهيد، تحية الى القدس من تيار المستقبل، وكل الذين يجتمعون على تكريم شهداء الحرية والاستقلال، شهداء 14 آذار. من أجل القدس عاصمة فلسطين الأبدية، أدعوكم جميعاً إلى الوقوف دقيقة تضامن، تصفيقاً للقدس وصمود شعب فلسطين".
وذكر الحريري أن "التاريخ سيكتب، أنكم جيش الاعتدال الذي حمى لبنان من السقوط في مستنقع الفتن والتطرف، وأن حماية الوطن عندكم، أنبل من أي مشاركة في حروب الآخرين. هذا هو نهجنا، وهذا هو قرارنا. لكن، في المقابل، هناك من يعزف يوميا لحن المزايدة على تيار المستقبل. ولذلك فليعلم الجميع، أنني أنا سعد رفيق الحريري، أرفض رفضا قاطعا، قيادة هذا الجمهور الوفي النبيل الى الهاوية، أو إلى أي صراع أهلي. وليعلم الجميع أيضاً، أنني لن أبيع الأشقاء العرب بضاعة سياسية لبنانية مغشوشة، ومواقف للاستهلاك في السوق الإعلامي والطائفي. نحن لسنا تجار مواقف وشعارات، نحن أمناء على دورنا تجاه أهلنا وتجاه أشقائنا، وسأخوض معكم التحدي في كل الاتجاهات، ولن أسلم بخروج لبنان عن محيطه العربي، ولا بدخول لبنان في محرقة الحروب العربية. قرار النأي بالنفس، هو عنوان أساس من عناوين التحدي، وتثبيت لبنان في موقعه الطبيعي، دولة تقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية وترفض أي إساءة لها. والقرار لم يتخذ ليكون حبراً على ورق، من يوقع على قرار تتخذه الدولة، عليه احترام هذا القرار".
وأضاف "لقد وصل الإبداع الفكري ببعض المزايدين، إلى المناداة بتسليم البلد إلى "حزب الله"، لتحميله مسؤولية التداعيات التي ستحصل بعد ذلك، ثم روجوا لفكرة أن الانتخابات ستسفر عن مجلس نيابي يتولى تشريع سلاح الحزب. هذا نموذج عن آراء وتقديرات، لأشخاص كانوا في عداد الأصدقاء، لكنهم ضلوا سبيل الصداقة، إلى دروب البحث عن أدوار في الداخل والخارج، وتسطير المواقف والتقارير ضد سعد الحريري وتيار المستقبل. هؤلاء يعلمون جيداً، إن المواجهة السياسية والانتخابية الحقيقية، هي بين تيار المستقبل و"حزب الله"، ويعلمون أيضاً إن كل ما يقومون به، لن يمكنهم من الحصول على ذرة واحدة من رصيد "حزب الله" وحلفائه في الانتخابات. لكنهم يراهنون على أن يتصيدوا فتات الموائد في تيار المستقبل، ليجعلوا من هذا الفتات، وجبة انتخابية يستفيد منها مرشحو الحزب وحلفاؤه. أي أن من يزايدون علينا ويراهنون على شعور الغضب، هؤلاء يعرفون أنفسهم، أن أكبر ما يمكنهم أن يحققوه هو أن يقسموننا، يضعفوا صوتنا، لمصلحة طرف واحد وحيد: مصلحة "حزب الله". هؤلاء هم أصلاً من يعملون فعلياً عند حزب الله. هذه ظواهر صوتية لن تصل إلى شيء. فنحن على يقين بأن تيار المستقبل ومعه جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، غير قابل للكسر. تيار المستقبل، غير قابل للكسر! وهو ركن أساس من أركان الصيغة اللبنانية والتوازن الوطني، ويستحيل أن يشكل جسراً تعبر فوقه أوهام الإطاحة بالصيغة واتفاق الطائف وعروبة لبنان. اتفاق الطائف خط أحمر. لا يخضع للتعديل والتبديل والتفسير والتأويل. وهو ليس إطاراً لأي ثنائيات أو ثلاثيات أو رباعيات. إننا في تيار المستقبل، لن نغطي أي سياسة تعمل على خرق وثيقة الوفاق الوطني وتجديد الصراع الأهلي في لبنان. لقد كنا وسنبقى، حماة الجمهورية ونظامها الديمقراطي، وحراس العيش المشترك وهوية لبنان العربية، والسد المنيع بوجه أي وصاية خارجية. انتهى زمن الوصايات، و14 آذار 2005 علامة فارقة لن تمحى من تاريخ هذا البلد".
وتابع "في الشأن الوطني والسياسي، هناك ثوابت لا يمكن للبلد أن يستقر ويتقدم من دونها، ولا يمكن أن نتخلى عنها تحت أي ظرف:
1- اتفاق الطائف ومقتضيات الوفاق الوطني.
2- التزام الحوار في مقاربة الخلافات السياسية.
3- حماية لبنان من ارتدادات الحروب في المنطقة.
4- رفض التدخل في شؤون البلدان العربية.
5- اعتبار الأحكام التي ستصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ملزمة للسلطات اللبنانية بملاحقة المتهمين وتوقيفهم.
6- التأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية.
7- تفعيل قدرات الجيش والقوى والأمنية لتمكينها من بسط السلطة والدفاع عن السيادة ومكافحة الإرهاب.
8- التزام القرارات الدولية الخاصة بلبنان، لاسيما القرار 1701، والتأكيد على موجبات التضامن الوطني لمواجهة الأطماع الإسرائيلية بمياهنا الإقليمية.
9- إنهاء ملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ورفض كل أشكال التوطين.
10- حماية المجتمع الإسلامي من تسلل التنظيمات الإرهابية، والعمل على إصدار عفو عام يشمل الموقوفين الإسلاميين الذين لا دماء على أيديهم.
11- توسيع نطاق مشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية.
فيما علق رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان على كلمة الحريري على حسابه الخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلاً "طريق تحرير القدس الشريف يمر في فلسطين وليس عبر الاصطفاف في لبنان".
أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقد أكد أن "المسار الذي انتهجه الرئيس رفيق الحريري هو المسار الصحيح لا سيما على الصعيد الإنمائي ما ساهم في بناء الدولة الحديثة في لبنان الذي هو أمانة في أعناقنا جميعاً، علينا الحفاظ عليها ليبقى وطن العيش الواحد لجميع أبنائه".
أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" الغائب الأبرز عن الاحتفال قال في مقابلة تلفزيونية: "بعد 13 عاماً على اغتيال الرئيس الحريري لا يزال ميزان القوى الفعلي على المستوى الشعبي كما كان منذ اللحظة الأولى خلافاً لما يظنه البعض، فيما الفرق الوحيد هو أن هناك بعض الساسة الذين تعبوا من المواجهة إلا أن الثوابت باقية كما هي".
هذا وقد أثار تمثيل وزير العدل سليم جريصاتي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في احتفال البيال لمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، اللواء أشرف ريفي الذي قال "وضعنا بصدق الكتف على الكتف فاتكأت على كتف محامي الدفاع عن قتلة الرئيس الشهيد وغاب مناضلون كبار في ثورة الاستقلال عن إحياء ذكرى من فجر دمه ثورة الاستقلال".
وأضاف ريفي: "خلافنا معك بسبب خيار سياسي نرفضه ولا نرتضيه لأبناء الشهداء، وللحديث تتمة".
من جانبه، أكد السفير السعودي في لبنان وليد اليعقوب، خلال مشاركته بالذكرى السنوية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ان "الرئيس سعد الحريري ليس بعيداً عن المملكة العربية السعودية'. وقال في حديث تلفزيوني ان "هذه الذكرى توحد اللبنانيين".
وتجرى في لبنان في 6 مايو المقبلة انتخابات برلمانية هي الأولى منذ عام 2009، بعدما مدد المجلس الحالي ولايته لمرتين خلال السنوات الماضية. وأقر لبنان قانوناً جديداً للانتخابات يقسم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية ويقوم على أساس لوائح مغلقة ويعتمد النظام النسبي للمرة الأولى.