صنعاء - سرمد عبدالسلام
تشكل جبهة تعز، جنوب غرب اليمن، واحدة من أكثر الجبهات القتالية التي أنهكت ميليشيا الحوثي، وكبدتهم الكثير من الخسائر العسكرية في العتاد والمقاتلين.
ورغم عدم وجود إحصائية دقيقة حول عدد قتلى الحوثيين، إلا أن تقارير غير رسمية تؤكد بأن ميليشيا الحوثي خسرت ما يقارب 7800 مقاتل في محافظة تعز وحدها خلال اقل من 3 سنوات، وذلك عبر المواجهات المباشرة مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إضافة لضربات التحالف العربي الجوية.
وتعتبر محافظة تعز القابعة في جنوب غرب اليمن من أكثر المحافظات دماراً، إذ شهدت أغلب مديرياتها المترامية والموزعة على نحو 12 ألف كلم2، مواجهات عسكرية.
وقال مصدر طبي في محافظة آب لصحيفة "الوطن" إن "مشافي المدينة المحاذية لتعز من جهة الشمال، استقبلت ما يقارب 120 جثة وأضعاف هذا الرقم من الجرحى الحوثيين معظمهم من جبهات تعز المشتعلة خلال الأسبوعين الماضيين فقط، بينهم 21 من القيادات الحوثية الميدانية.
وكانت قيادة محور تعز قد أعلنت نهاية يناير الماضي البدء في عملية عسكرية واسعة لكسر الحصار المفروض على المدينة من قبل الحوثيين منذ أبريل 2015.
ودفع إعلان الجيش الوطني جماعة الحوثي إلى الزج بالآلاف من مقاتليها، من محافظات صعدة وعمران وذمار نحو جبهات تعز المشتعلة للحد من تقدم قوات الجيش الوطني، وبعد خسارتها المئات من أفضل مقاتليها على مدى الفترة الماضية، غير أن ذلك لم يمنع الجيش الوطني بمساندة المقاومة الشعبية من تحقيق انتصارات ميدانية، والسيطرة على عدد من البلدات الاستراتيجية، وهو ما دفع ميليشيا الحوثي للاعتماد على أساليب زرع الألغام والعبوات الناسفة لوقف تقدم الجيش الوطني، والنيل من مقاتليه.
وغالباً ما تسعى ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران إلى فرض حالة شديدة من التكتم على الخسائر في صفوفها بهدف عدم تأثر معنويات باقي مقاتليها، إلا أن مراقبين للوضع العسكري اليمني أكدوا أن تحركات مسؤولي الميليشيا مؤخراً تعكس بشكل لا يدع مجالاً للشك بأن الانتكاسات التي إصابتهم كبيرة وأنهم باتوا يعانون من أزمة حقيقية في المقاتلين.
وعملت ميليشيا الحوثي في أعقاب الخسائر الكبيرة إلى "تحريك القيادات الشعبية والقبلية الموالية لها في حملة مكثفة لاستقطاب مقاتلين جدد من الأطفال والشباب، ومحاولة استمالة القبائل في المناطق المحاذية لتعز، وسط تذمر شعبي كبير من استمرار الحرب وتصاعد لافت في أعداد القتلى، غير أن شيخ قبلي في إحدى مديريات تعز التي مازالت تحت نفوذ وسيطرة الحوثيين أكد أن تلك التحركات لم تحقق النجاح الذي كانت تنشده الميليشيا.
وأضاف الشيخ القبلي في تصريحات لصحيفة "الوطن" أن "جماعة الحوثي، ورغم مساعيها الكبيرة في حملة الاستقطاب تلك إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً".
وقال "البيئة التعزية كانت تلفظ الحوثيين، منذ الاجتياح الحوثي لها عقب انقلابهم على السلطة في سبتمبر 2014 وازداد الرفض الآن بعدما تكشفت حقيقة تلك الميليشيا الدموية التي لا هدف ولا مشروع لها سوى القتل والتدمير، وهو ما دفع "عبده الجندي" المنشق عن حزب المؤتمر والمعين من قبل الانقلابيين محافظاً لتعز، إلى تهديد بعض وجهاء ومشائخ تعز بالاعتقال حال فشلوا في حشد مقاتلين للجبهات "كما ظهر في مقطع فيديو جرى تداوله مؤخراً".
وأفقد تقدم الجيش الوطني المسنود بمقاتلات التحالف العربي جماعة الحوثي توازنها العسكري، الأمر الذي دفعها للتحرك بحثاً عن مقاتلين جدد خاصة في المدارس التابعة للمناطق القليلة التي لا تزال تحت سيطرتهم في تعز.
ومؤخراً استدعت ميليشيا الحوثي الإيرانية مدراء المدارس في مديريات التعزية وماوية ودمنة خدير، واجبرتهم على الانخراط في دورات طائفية، كما فرضت على وكيلات المدارس والأخصائيات الاجتماعيات حضور ورشة عمل خاصة ومحاضرات أشرفت عليها متخصصات حوثيات بهدف حثهن على إقناع أزواجهن وأبنائهن وطلاب المدارس التي يعملن فيها بالتوجه نحو جبهات القتال.
ورغم تهاوي قواتهم المليشاوية، إلا أن جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً تعطي أهمية بالغة لمعركة تعز لاعتبارات كثيرة، ويعتبرون أن خسارتهم فيها سيسرع من سقوط بقية المناطق التي مازالت تسيطر عليها وفي المقدمة العاصمة صنعاء.
في سياق متصل، قال طالب في المعهد التقني بتعز يدعى "م.ع" إنه تفاجأ مع زملائه الطلاب الأسبوع الماضي بزيارة مسؤولين في الجماعة الانقلابية يتقدمهم عبده الجندي لهم في قاعة الامتحانات وطلبوا من الطلاب التوجه لتعزيز الجبهات القتالية ضد من أسموهم "الدواعش والعدوان".
وقال الطالب "م.ع" إن "المسؤولين الحوثيين قدموا وعوداً للطلاب الذين سينخرطون في جبهات القتال بمنحهم شهادة النجاح وبتقديرات مرتفعة"، واختتم ساخراً "يحاولون إغراءنا بشهادة النجاح لكن من يتبع خطواتهم لن يحصل سوى على شهادة وفاة فقط!!".
تشكل جبهة تعز، جنوب غرب اليمن، واحدة من أكثر الجبهات القتالية التي أنهكت ميليشيا الحوثي، وكبدتهم الكثير من الخسائر العسكرية في العتاد والمقاتلين.
ورغم عدم وجود إحصائية دقيقة حول عدد قتلى الحوثيين، إلا أن تقارير غير رسمية تؤكد بأن ميليشيا الحوثي خسرت ما يقارب 7800 مقاتل في محافظة تعز وحدها خلال اقل من 3 سنوات، وذلك عبر المواجهات المباشرة مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إضافة لضربات التحالف العربي الجوية.
وتعتبر محافظة تعز القابعة في جنوب غرب اليمن من أكثر المحافظات دماراً، إذ شهدت أغلب مديرياتها المترامية والموزعة على نحو 12 ألف كلم2، مواجهات عسكرية.
وقال مصدر طبي في محافظة آب لصحيفة "الوطن" إن "مشافي المدينة المحاذية لتعز من جهة الشمال، استقبلت ما يقارب 120 جثة وأضعاف هذا الرقم من الجرحى الحوثيين معظمهم من جبهات تعز المشتعلة خلال الأسبوعين الماضيين فقط، بينهم 21 من القيادات الحوثية الميدانية.
وكانت قيادة محور تعز قد أعلنت نهاية يناير الماضي البدء في عملية عسكرية واسعة لكسر الحصار المفروض على المدينة من قبل الحوثيين منذ أبريل 2015.
ودفع إعلان الجيش الوطني جماعة الحوثي إلى الزج بالآلاف من مقاتليها، من محافظات صعدة وعمران وذمار نحو جبهات تعز المشتعلة للحد من تقدم قوات الجيش الوطني، وبعد خسارتها المئات من أفضل مقاتليها على مدى الفترة الماضية، غير أن ذلك لم يمنع الجيش الوطني بمساندة المقاومة الشعبية من تحقيق انتصارات ميدانية، والسيطرة على عدد من البلدات الاستراتيجية، وهو ما دفع ميليشيا الحوثي للاعتماد على أساليب زرع الألغام والعبوات الناسفة لوقف تقدم الجيش الوطني، والنيل من مقاتليه.
وغالباً ما تسعى ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران إلى فرض حالة شديدة من التكتم على الخسائر في صفوفها بهدف عدم تأثر معنويات باقي مقاتليها، إلا أن مراقبين للوضع العسكري اليمني أكدوا أن تحركات مسؤولي الميليشيا مؤخراً تعكس بشكل لا يدع مجالاً للشك بأن الانتكاسات التي إصابتهم كبيرة وأنهم باتوا يعانون من أزمة حقيقية في المقاتلين.
وعملت ميليشيا الحوثي في أعقاب الخسائر الكبيرة إلى "تحريك القيادات الشعبية والقبلية الموالية لها في حملة مكثفة لاستقطاب مقاتلين جدد من الأطفال والشباب، ومحاولة استمالة القبائل في المناطق المحاذية لتعز، وسط تذمر شعبي كبير من استمرار الحرب وتصاعد لافت في أعداد القتلى، غير أن شيخ قبلي في إحدى مديريات تعز التي مازالت تحت نفوذ وسيطرة الحوثيين أكد أن تلك التحركات لم تحقق النجاح الذي كانت تنشده الميليشيا.
وأضاف الشيخ القبلي في تصريحات لصحيفة "الوطن" أن "جماعة الحوثي، ورغم مساعيها الكبيرة في حملة الاستقطاب تلك إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً".
وقال "البيئة التعزية كانت تلفظ الحوثيين، منذ الاجتياح الحوثي لها عقب انقلابهم على السلطة في سبتمبر 2014 وازداد الرفض الآن بعدما تكشفت حقيقة تلك الميليشيا الدموية التي لا هدف ولا مشروع لها سوى القتل والتدمير، وهو ما دفع "عبده الجندي" المنشق عن حزب المؤتمر والمعين من قبل الانقلابيين محافظاً لتعز، إلى تهديد بعض وجهاء ومشائخ تعز بالاعتقال حال فشلوا في حشد مقاتلين للجبهات "كما ظهر في مقطع فيديو جرى تداوله مؤخراً".
وأفقد تقدم الجيش الوطني المسنود بمقاتلات التحالف العربي جماعة الحوثي توازنها العسكري، الأمر الذي دفعها للتحرك بحثاً عن مقاتلين جدد خاصة في المدارس التابعة للمناطق القليلة التي لا تزال تحت سيطرتهم في تعز.
ومؤخراً استدعت ميليشيا الحوثي الإيرانية مدراء المدارس في مديريات التعزية وماوية ودمنة خدير، واجبرتهم على الانخراط في دورات طائفية، كما فرضت على وكيلات المدارس والأخصائيات الاجتماعيات حضور ورشة عمل خاصة ومحاضرات أشرفت عليها متخصصات حوثيات بهدف حثهن على إقناع أزواجهن وأبنائهن وطلاب المدارس التي يعملن فيها بالتوجه نحو جبهات القتال.
ورغم تهاوي قواتهم المليشاوية، إلا أن جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً تعطي أهمية بالغة لمعركة تعز لاعتبارات كثيرة، ويعتبرون أن خسارتهم فيها سيسرع من سقوط بقية المناطق التي مازالت تسيطر عليها وفي المقدمة العاصمة صنعاء.
في سياق متصل، قال طالب في المعهد التقني بتعز يدعى "م.ع" إنه تفاجأ مع زملائه الطلاب الأسبوع الماضي بزيارة مسؤولين في الجماعة الانقلابية يتقدمهم عبده الجندي لهم في قاعة الامتحانات وطلبوا من الطلاب التوجه لتعزيز الجبهات القتالية ضد من أسموهم "الدواعش والعدوان".
وقال الطالب "م.ع" إن "المسؤولين الحوثيين قدموا وعوداً للطلاب الذين سينخرطون في جبهات القتال بمنحهم شهادة النجاح وبتقديرات مرتفعة"، واختتم ساخراً "يحاولون إغراءنا بشهادة النجاح لكن من يتبع خطواتهم لن يحصل سوى على شهادة وفاة فقط!!".