صنعاء - سرمد عبدالسلام
لا تكتفي إيران، عبر أذرعتها الحوثية، بالعبث الذي أحدثته في اليمن خلال السنوات الثلاث الأخيرة، على المستوى الأمني والاقتصادي، إذ بدأت مؤخراً بفصل جديد من مسلسل العبث والفوضى، امتد هذه المرة إلى المناهج الجامعية، التي تحاول صبغها بألوان طائفية على غرار ما تفعله في سوريا والعراق، في الوقت الذي حذر فيه مراقبون وأكاديميون يمنيون من خطورة إجراء مثل تلك التعديلات على المناهج ومسخ المقررات الجامعية وفق أجندات ممسوخة لا تخدم سوى نظام "ولاية الفقيه" وملالي فارس ومشروعهم الخطير في المنطقة العربية.
وقال مصدر أكاديمي بجامعة صنعاء، إن "جماعة الحوثي أعادت صياغة مادة الثقافة الإسلامية التي تدرس فيها، بإدخال إضافات جوهرية على المقرر، فيما استحدثوا مقرراً جديداً أطلق عليه "الصراع العربي الإسرائيلي"، لتكون المادتان مقررتين في جميع كليات الجامعة.
ويركز المقرر الدراسي المضاف لمادة الثقافة الإسلامية على مهاجمة دول تدعم الشرعية.
وقال أكاديمي في جامعة صنعاء، إنه بالتعديلات التي أدخلها الحوثيون على مادة الثقافة الإسلامية فإن المقرر السابق ألغي تماماً، رغم بقائه شكلياً، ويُكتفى حالياً بتدريس مقررهم الخاص الذي يمكن القول انه صورة لملازم حسين الحوثي. وهناك مادة أخرى أضافها الحوثيون إلى المقررات المتطلبة لجميع أقسام وكليات جامعة صنعاء، تتمثل في "الصراع العربي الإسرائيلي". ومن ضمن المؤلفين للكتاب شخصان لا يحملان أي صفة أكاديمية، عدا كونهما يتبعان دائرة التعبئة الفكرية للجماعة، وهما يحيى قاسم أبوعوّاضة المسؤول عن جمع وإخراج ملازم حسين الحوثي، وعدنان أحمد الجنيد، أول من بادر بتبني الفكر الحوثي في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، خلال فترة حروب صعدة. وإجمالاً فإن هذا الكتاب مستنبط في مضامينه، وبُني متنه على ملازم حسين الحوثي، بل إنه يعتبر ترجمة لها ويأتي في سياق توجهها وجرى إدخال بعض التفاصيل البحثية والاستشهاد بمراجع ودراسات تدعم فكرتهم الموجهة، واقتصرت المراجع بشكل شبه كلي على "تلمود العم سام" لمنير العكش، وأبحاث عبدالوهاب المسيري، لاستكمال شكليات المنهج الأكاديمي.
وأضاف أن الكتاب، احتوى عيوباً فاضحة يمكن اكتشافها بسهولة، لاعتماده صياغة عامية ركيكة لا تمت للمنهجية الأكاديمية بصلة ويغلب فيها الرأي الفئوي، ووجهة النظر الشخصية دون البحثية، والعناوين الركيكة الرئيسة والفرعية، ناهيك عن الأخطاء اللغوية والنحوية الواضحة في أبسط أساسيات اللغة. فيما وصف أكاديمي آخر في جامعة صنعاء التدخلات الحوثية في المناهج التعليمية بأنها "كارثة بكل المقاييس"، وإهانة للعقول الأكاديمية والطلابية. واعتبرها إيذاناً بانحطاط المناهج الأكاديمية إلى المستوى المتردي الذي يتجلى في الكتب الممسوخة عن الثقافة الإسلامية والمادة المسخ القائمة على مسمى الصراع العربي الإسرائيلي، فيما هي مادة ذات أبعاد طائفية موجهة بشكل قذر لخدمة أجندات ميليشيا الحوثي وأربابها في إيران ولبنان.
وحذر الأكاديمي، الذي فضل عدم كشف اسمه، من "مغبة التمادي في التدخل الأكاديمي في شؤون جامعة صنعاء والجامعات الأخرى الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عبر مسخ المناهج التعليمية بتلك الطريقة المبتذلة"، وقال إن "هذا الأمر سيضعف مخرجات جامعة صنعاء وقد ينخفض مستواها أو يتم سحب الاعتراف بها من قبل الهيئات العربية كاتحاد الجامعات العربية وبالتالي وضع مستقبل الجامعة العريقة ومخرجاتها في مهب الريح".
يأتي هذا بالتزامن مع تعديلات واسعة تسعى الميليشيا الحوثية لإدراجها في المناهج الدراسية للمرحلتين الأساسية والثانوية، وبالتوازي مع تكثيفها لما تسميه "دورات ثقافية"، وهي دورات طائفية تستهدف غسل أدمغة المنخرطين فيها من عسكريين وموظفين حكوميين ومدراء مدارس وشخصيات اجتماعية عبر برامج معدة سلفاً تتراوح مدتها بين أسبوع إلى أسبوعين، ويتم تنفيذها في أماكن مغلقة ومجهولة لا يتعرف عليها حتى المنخرطون في تلك الدورات، حيث يتم جلبهم في ساعات متأخرة من الليل بعربات مغطاة النوافذ لا تسمح بالإطلالة على الشوارع التي تمر منها، ويتم عزل الدارسين عن المحيط الخارجي طوال فترة الدورة كما تسحب هواتفهم ولا يسمح لهم بالتواصل حتى مع عائلاتهم.
{{ article.visit_count }}
لا تكتفي إيران، عبر أذرعتها الحوثية، بالعبث الذي أحدثته في اليمن خلال السنوات الثلاث الأخيرة، على المستوى الأمني والاقتصادي، إذ بدأت مؤخراً بفصل جديد من مسلسل العبث والفوضى، امتد هذه المرة إلى المناهج الجامعية، التي تحاول صبغها بألوان طائفية على غرار ما تفعله في سوريا والعراق، في الوقت الذي حذر فيه مراقبون وأكاديميون يمنيون من خطورة إجراء مثل تلك التعديلات على المناهج ومسخ المقررات الجامعية وفق أجندات ممسوخة لا تخدم سوى نظام "ولاية الفقيه" وملالي فارس ومشروعهم الخطير في المنطقة العربية.
وقال مصدر أكاديمي بجامعة صنعاء، إن "جماعة الحوثي أعادت صياغة مادة الثقافة الإسلامية التي تدرس فيها، بإدخال إضافات جوهرية على المقرر، فيما استحدثوا مقرراً جديداً أطلق عليه "الصراع العربي الإسرائيلي"، لتكون المادتان مقررتين في جميع كليات الجامعة.
ويركز المقرر الدراسي المضاف لمادة الثقافة الإسلامية على مهاجمة دول تدعم الشرعية.
وقال أكاديمي في جامعة صنعاء، إنه بالتعديلات التي أدخلها الحوثيون على مادة الثقافة الإسلامية فإن المقرر السابق ألغي تماماً، رغم بقائه شكلياً، ويُكتفى حالياً بتدريس مقررهم الخاص الذي يمكن القول انه صورة لملازم حسين الحوثي. وهناك مادة أخرى أضافها الحوثيون إلى المقررات المتطلبة لجميع أقسام وكليات جامعة صنعاء، تتمثل في "الصراع العربي الإسرائيلي". ومن ضمن المؤلفين للكتاب شخصان لا يحملان أي صفة أكاديمية، عدا كونهما يتبعان دائرة التعبئة الفكرية للجماعة، وهما يحيى قاسم أبوعوّاضة المسؤول عن جمع وإخراج ملازم حسين الحوثي، وعدنان أحمد الجنيد، أول من بادر بتبني الفكر الحوثي في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، خلال فترة حروب صعدة. وإجمالاً فإن هذا الكتاب مستنبط في مضامينه، وبُني متنه على ملازم حسين الحوثي، بل إنه يعتبر ترجمة لها ويأتي في سياق توجهها وجرى إدخال بعض التفاصيل البحثية والاستشهاد بمراجع ودراسات تدعم فكرتهم الموجهة، واقتصرت المراجع بشكل شبه كلي على "تلمود العم سام" لمنير العكش، وأبحاث عبدالوهاب المسيري، لاستكمال شكليات المنهج الأكاديمي.
وأضاف أن الكتاب، احتوى عيوباً فاضحة يمكن اكتشافها بسهولة، لاعتماده صياغة عامية ركيكة لا تمت للمنهجية الأكاديمية بصلة ويغلب فيها الرأي الفئوي، ووجهة النظر الشخصية دون البحثية، والعناوين الركيكة الرئيسة والفرعية، ناهيك عن الأخطاء اللغوية والنحوية الواضحة في أبسط أساسيات اللغة. فيما وصف أكاديمي آخر في جامعة صنعاء التدخلات الحوثية في المناهج التعليمية بأنها "كارثة بكل المقاييس"، وإهانة للعقول الأكاديمية والطلابية. واعتبرها إيذاناً بانحطاط المناهج الأكاديمية إلى المستوى المتردي الذي يتجلى في الكتب الممسوخة عن الثقافة الإسلامية والمادة المسخ القائمة على مسمى الصراع العربي الإسرائيلي، فيما هي مادة ذات أبعاد طائفية موجهة بشكل قذر لخدمة أجندات ميليشيا الحوثي وأربابها في إيران ولبنان.
وحذر الأكاديمي، الذي فضل عدم كشف اسمه، من "مغبة التمادي في التدخل الأكاديمي في شؤون جامعة صنعاء والجامعات الأخرى الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عبر مسخ المناهج التعليمية بتلك الطريقة المبتذلة"، وقال إن "هذا الأمر سيضعف مخرجات جامعة صنعاء وقد ينخفض مستواها أو يتم سحب الاعتراف بها من قبل الهيئات العربية كاتحاد الجامعات العربية وبالتالي وضع مستقبل الجامعة العريقة ومخرجاتها في مهب الريح".
يأتي هذا بالتزامن مع تعديلات واسعة تسعى الميليشيا الحوثية لإدراجها في المناهج الدراسية للمرحلتين الأساسية والثانوية، وبالتوازي مع تكثيفها لما تسميه "دورات ثقافية"، وهي دورات طائفية تستهدف غسل أدمغة المنخرطين فيها من عسكريين وموظفين حكوميين ومدراء مدارس وشخصيات اجتماعية عبر برامج معدة سلفاً تتراوح مدتها بين أسبوع إلى أسبوعين، ويتم تنفيذها في أماكن مغلقة ومجهولة لا يتعرف عليها حتى المنخرطون في تلك الدورات، حيث يتم جلبهم في ساعات متأخرة من الليل بعربات مغطاة النوافذ لا تسمح بالإطلالة على الشوارع التي تمر منها، ويتم عزل الدارسين عن المحيط الخارجي طوال فترة الدورة كما تسحب هواتفهم ولا يسمح لهم بالتواصل حتى مع عائلاتهم.