* توقيف المقدم سوزان الحاج لتورطها في القضية
بيروت - بديع قرحاني، وكالات
أوقفت السلطات الأمنية اللبنانية الضابطة الكبيرة سوزان الحاج للاشتباه بتورّطها بتلفيق تهمة التعامل مع إسرائيل للممثل زياد عيتاني، الذي أثار توقيفه قبل أشهر صدمة كبيرة بين اللبنانيين، بحسب ما أفاد مصدر مطّلع على التحقيق.
وقال المصدر إن المقدّم سوزان الحاج، التي كانت تشغل سابقاً منصب مديرة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي "أوقفت على ذمّة التحقيق" بناء على إشارة قضائية للاشتباه بأنها "استعانت بقرصان معلوماتية لتلفيق تهمة التواصل مع فتاة إسرائيلية للممثل زياد عيتاني" الذي مازال قيد التوقيف.
وأوضح المصدر أن سوزان الحاج "أقدمت على ذلك انتقاماً من عيتاني" الذي صوّر إشارة إعجاب لها بتغريدة ساخرة من قرار السعودية السماح للنساء بقيادة السيارات، ما تسبّب بإحراجها ونقلها من منصبها.
وكانت شعبة المعلومات في قوى الأمن توصّلت إلى تحديد هوية القرصان وأوقفته الأربعاء، و"أفضى التحقيق معه لتوفر معلومات عن دور للمقدم سوزان الحاج، في قرصنة صفحات زياد عيتاني"، بحسب المصدر.
وكتب وزير الداخلية نهاد المشنوق في تغريدة "كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني.. البراءة ليست كافية، الفخر به وبوطنيته هو الحقيقة الثابتة الوحيدة" واصفاً عيتاني بأنه "البيروتي الأصيل العربي الذي لم يتخلَّ عن عروبته وبيروتيته يوماً واحداً".
وكان جهاز أمن الدولة أوقف في 23 نوفمبر الممثل المسرحي للاشتباه بأنه قام بـ"التخابر والتواصل والتعامل" مع إسرائيل.
ومنتصف ديسمبر أحيل الممثل الشاب إلى القضاء العسكري.
وأثار توقيفه والمعلومات التي تسرّبت من التحقيقات صدمة كبيرة لدى اللبنانيين ولا سيما في الأوساط الفنيّة والصحافية.
وفي 24 نوفمبر، استيقظ اللبنانيون على خبر توقيف عيتاني، من قبل جهاز أمن الدولة بتهمة التعامل مع إسرائيل وأصدرت محكمة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الحكم بإدانة الممثل المسرحي، الذي رسم الضحكة على وجوه معظم اللبنانيين استناداً إلى بيان أصدره الجهاز الأمني الذي أوقف عيتاني وتضمن اتهاماتٍ بالتخطيط لاغتيالات وتجنيد مثقفين للتطبيع مع إسرائيل. وتفاجأ الوسط الفني والشعبي بهذا الخبر، ومعظمهم لم يكن مقتنعاً به. ومن أبرز الذين شككوا بمصداقية التحقيق الذي كان يجري مع عيتاني وزير العدل السابق اشرف ريفي، وطالب الحكومة بالتدخل ونقل ملف عيتاني إلى جهاز أمني آخر وبإشراف القضاء لعدم صدقية ما صدر عن الجهاز الأمني الذي أوقف عيتاني. الملف أعيد إلى الواجهة مجدداً وسط فضيحة مدوية، بعد أن تم استدعاء المقدم سوزان الحاج رئيسة شعبة المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي والتي أبعدت عن منصبها ووضعت بتصرف قيادة قوى الأمن الداخلي بسبب وضعها "لايك" على ما نشره شربل خليل في مواقع التواصل الاجتماعي ويسيء فيها إلى نساء السعودية، وسرعان ما ألغت "اللايك"، ولكن فاتها أن عيتاني كان قد سبقها وصور إعجابها بما كتبه شربل خليل. ومن هنا بدأت قصة عيتاني حيث أرادت المقدم الحاج أن تدفعه الثمن من خلال فبركة تواصل عيتاني مع عملاء إسرائيل، من خلال إنشاء حساب باسم عيتاني على مواقع التواصل الاجتماعي مستعينة ببعض المدنيين المتخصصين والذين اعترفوا بذلك بعد إلقاء القبض عليهم فيما المقدم مازالت تنكر كل الروايات وهي مازالت قيد التحقيق لدى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي التي تولت التحقيق بهذه القضية بناء على طلب رئيس الحكومة سعد الحريري.
قضية الممثل عيتاني تحولت إلى قضية رأي عام في لبنان وإلى سجالات سياسية بين المسؤولين في الحكومة اللبنانية، بسبب تغريدة لوزير الداخلية اللبناني قال فيها "كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني. البراءةُ ليست كافية. الفخرُ به وبوطنيته هو الحقيقةُ الثابتة والوحيدة. والويلُ للحاقدين، الأغبياء، الطائفيين، الذين لم يجدوا غير هذا الهدف الشريف، البيروتي الأصيل، العروبي الذي لم يتخلّ عن عروبته وبيروتيته يوماً واحداً". والرد جاءه مباشرة من زميله في الحكومة وزير العدل سليم جريصاتي قائلاً "الشعب اللبناني لا يعتذر من أحد، ولا يليق بأي مسؤول تقديم أوراق الاعتماد الانتخابية من طريق طلب مثل هذا الاعتذار، وإعلان البراءة أو الإدانة من اختصاص القضاء وحده، الذي يلفظ أحكامه وحيداً باسم الشعب اللبناني". فيما كان رد وليد جنبلاط عبر تغريدة ومن ثم حذفها وهي أكثر شدة بحق وزير الداخلية "لا علاقة للبنانيين بالاعتذار من زياد عيتاني وما من أحد فوض الوزير بالتحدث باسمهم.على السلطة الاعتذار من اللبنانيين لكثرة الفساد والفوضى في مطبخها الممغنط".
فيما طالب رئيس الحكومة سعد الحريري بسحب قضية الفنان زياد عيتاني من التجاذب السياسي والاعلامي، مشيراً إلى أنّ مستجدات قضية عيتاني في عهدة القضاء الذي يملك منفرداً حق البت فيها وتوجيه الجهة الأمنية المختصة للسير بالتحقيقات اللازمة، وخلاف ذلك من دعوات ومحاولات للاستغلال والتسييس هي أمور غير مقبولة.
وزياد عيتاني ممثل لبناني ذاع صيته في السنوات الماضية في أعمال مسرحية هزلية تناولت خصوصا تاريخ مدينة بيروت وعاداتها والتغيّرات التي طرأت عليها في العقود الماضية.
ولاقت الأعمال المسرحية، لا سيما منها "بيروت طريق الجديدة"، إقبالاً جماهيرياً واسعاً جعل عروضها تستمر على مدى سنوات.
وهو كان على وشك افتتاح مسرحية جديدة قبل أيام على توقيفه.
وقبل دخوله معترك المسرح، عمل في الصحافة ونشر مقالات عدة في صحف عربية تصدر من بيروت.
{{ article.visit_count }}
بيروت - بديع قرحاني، وكالات
أوقفت السلطات الأمنية اللبنانية الضابطة الكبيرة سوزان الحاج للاشتباه بتورّطها بتلفيق تهمة التعامل مع إسرائيل للممثل زياد عيتاني، الذي أثار توقيفه قبل أشهر صدمة كبيرة بين اللبنانيين، بحسب ما أفاد مصدر مطّلع على التحقيق.
وقال المصدر إن المقدّم سوزان الحاج، التي كانت تشغل سابقاً منصب مديرة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي "أوقفت على ذمّة التحقيق" بناء على إشارة قضائية للاشتباه بأنها "استعانت بقرصان معلوماتية لتلفيق تهمة التواصل مع فتاة إسرائيلية للممثل زياد عيتاني" الذي مازال قيد التوقيف.
وأوضح المصدر أن سوزان الحاج "أقدمت على ذلك انتقاماً من عيتاني" الذي صوّر إشارة إعجاب لها بتغريدة ساخرة من قرار السعودية السماح للنساء بقيادة السيارات، ما تسبّب بإحراجها ونقلها من منصبها.
وكانت شعبة المعلومات في قوى الأمن توصّلت إلى تحديد هوية القرصان وأوقفته الأربعاء، و"أفضى التحقيق معه لتوفر معلومات عن دور للمقدم سوزان الحاج، في قرصنة صفحات زياد عيتاني"، بحسب المصدر.
وكتب وزير الداخلية نهاد المشنوق في تغريدة "كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني.. البراءة ليست كافية، الفخر به وبوطنيته هو الحقيقة الثابتة الوحيدة" واصفاً عيتاني بأنه "البيروتي الأصيل العربي الذي لم يتخلَّ عن عروبته وبيروتيته يوماً واحداً".
وكان جهاز أمن الدولة أوقف في 23 نوفمبر الممثل المسرحي للاشتباه بأنه قام بـ"التخابر والتواصل والتعامل" مع إسرائيل.
ومنتصف ديسمبر أحيل الممثل الشاب إلى القضاء العسكري.
وأثار توقيفه والمعلومات التي تسرّبت من التحقيقات صدمة كبيرة لدى اللبنانيين ولا سيما في الأوساط الفنيّة والصحافية.
وفي 24 نوفمبر، استيقظ اللبنانيون على خبر توقيف عيتاني، من قبل جهاز أمن الدولة بتهمة التعامل مع إسرائيل وأصدرت محكمة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الحكم بإدانة الممثل المسرحي، الذي رسم الضحكة على وجوه معظم اللبنانيين استناداً إلى بيان أصدره الجهاز الأمني الذي أوقف عيتاني وتضمن اتهاماتٍ بالتخطيط لاغتيالات وتجنيد مثقفين للتطبيع مع إسرائيل. وتفاجأ الوسط الفني والشعبي بهذا الخبر، ومعظمهم لم يكن مقتنعاً به. ومن أبرز الذين شككوا بمصداقية التحقيق الذي كان يجري مع عيتاني وزير العدل السابق اشرف ريفي، وطالب الحكومة بالتدخل ونقل ملف عيتاني إلى جهاز أمني آخر وبإشراف القضاء لعدم صدقية ما صدر عن الجهاز الأمني الذي أوقف عيتاني. الملف أعيد إلى الواجهة مجدداً وسط فضيحة مدوية، بعد أن تم استدعاء المقدم سوزان الحاج رئيسة شعبة المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي والتي أبعدت عن منصبها ووضعت بتصرف قيادة قوى الأمن الداخلي بسبب وضعها "لايك" على ما نشره شربل خليل في مواقع التواصل الاجتماعي ويسيء فيها إلى نساء السعودية، وسرعان ما ألغت "اللايك"، ولكن فاتها أن عيتاني كان قد سبقها وصور إعجابها بما كتبه شربل خليل. ومن هنا بدأت قصة عيتاني حيث أرادت المقدم الحاج أن تدفعه الثمن من خلال فبركة تواصل عيتاني مع عملاء إسرائيل، من خلال إنشاء حساب باسم عيتاني على مواقع التواصل الاجتماعي مستعينة ببعض المدنيين المتخصصين والذين اعترفوا بذلك بعد إلقاء القبض عليهم فيما المقدم مازالت تنكر كل الروايات وهي مازالت قيد التحقيق لدى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي التي تولت التحقيق بهذه القضية بناء على طلب رئيس الحكومة سعد الحريري.
قضية الممثل عيتاني تحولت إلى قضية رأي عام في لبنان وإلى سجالات سياسية بين المسؤولين في الحكومة اللبنانية، بسبب تغريدة لوزير الداخلية اللبناني قال فيها "كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني. البراءةُ ليست كافية. الفخرُ به وبوطنيته هو الحقيقةُ الثابتة والوحيدة. والويلُ للحاقدين، الأغبياء، الطائفيين، الذين لم يجدوا غير هذا الهدف الشريف، البيروتي الأصيل، العروبي الذي لم يتخلّ عن عروبته وبيروتيته يوماً واحداً". والرد جاءه مباشرة من زميله في الحكومة وزير العدل سليم جريصاتي قائلاً "الشعب اللبناني لا يعتذر من أحد، ولا يليق بأي مسؤول تقديم أوراق الاعتماد الانتخابية من طريق طلب مثل هذا الاعتذار، وإعلان البراءة أو الإدانة من اختصاص القضاء وحده، الذي يلفظ أحكامه وحيداً باسم الشعب اللبناني". فيما كان رد وليد جنبلاط عبر تغريدة ومن ثم حذفها وهي أكثر شدة بحق وزير الداخلية "لا علاقة للبنانيين بالاعتذار من زياد عيتاني وما من أحد فوض الوزير بالتحدث باسمهم.على السلطة الاعتذار من اللبنانيين لكثرة الفساد والفوضى في مطبخها الممغنط".
فيما طالب رئيس الحكومة سعد الحريري بسحب قضية الفنان زياد عيتاني من التجاذب السياسي والاعلامي، مشيراً إلى أنّ مستجدات قضية عيتاني في عهدة القضاء الذي يملك منفرداً حق البت فيها وتوجيه الجهة الأمنية المختصة للسير بالتحقيقات اللازمة، وخلاف ذلك من دعوات ومحاولات للاستغلال والتسييس هي أمور غير مقبولة.
وزياد عيتاني ممثل لبناني ذاع صيته في السنوات الماضية في أعمال مسرحية هزلية تناولت خصوصا تاريخ مدينة بيروت وعاداتها والتغيّرات التي طرأت عليها في العقود الماضية.
ولاقت الأعمال المسرحية، لا سيما منها "بيروت طريق الجديدة"، إقبالاً جماهيرياً واسعاً جعل عروضها تستمر على مدى سنوات.
وهو كان على وشك افتتاح مسرحية جديدة قبل أيام على توقيفه.
وقبل دخوله معترك المسرح، عمل في الصحافة ونشر مقالات عدة في صحف عربية تصدر من بيروت.